بِلا ضَجة | 2

61 7 1
                                    

-

—الأثنَين، اليومُ الثاني، نَجمُ الثُلم.

بعدَ كُل ذلِكَ الإهمال بِنفسهُ سقطَ طريحُ الفِراش، وأنتهىٰ بِهِ الحالُ بِلا وجهةٍ.
أزورهُ في بيتهُ ذو الأروِقة المُوحِشة كُل يومٍ إذ لا أحدٌ تبقىٰ لهُ عدايَّ علىٰ أيةِ حال، مَن يَذكُرهُ أساسًا؟

أجلِسُ جنَبَ فِراشهُ صامِتاً بعدما أجبرتهُ علىٰ الطَعام قبلَ وهنة، نظرَ لي بِحمارِ مُقلتيه وكُل تِلكَ الشرايين المُتعاقِدة داخِلهُما مُبتسِماً.

لَم أرَ أبتسامة حقيقية وصادِقة مِن فاهِه مُنذ زمنٍ ثُم تلىٰ الأبتسامةُ صوتهُ الهادِئ
"أنتَ أفضلُ ما حصلَ لي كاتشان"
وأنتَ أوجع ما حصلَ لي يا ديكو.

أطرقتُ رأسيَّ دونَ إجابة، كم أنهُ يُحفِز بداخلي روحُ التضحية لِجعلهُ علىٰ ما يُرام!
يجعلُني أُريد أن أصبح معنىٰ الخير، أن أكون ما يُدفِئهُ وما يُبردهُ، أن أتقمصُ دورَ المأوىٰ في الشِتاء، لكنهُ صعبٌ، فكيفَ أربحُ مرءًا خَسِرَ نفسهُ؟

أغمضَ عيناه ففاضَ أحساسي، كأني أرىٰ آخر بقاياه، كأني أنا هو آخر مَن شاهدهُ وعلِم بوجوده... سوفَ أُنجيه، عليَّ أنجادهُ! سيكون مِنَ المؤلِم أن أحمِلُ ذِكراهُ بِمُفرديَّ فأذا نسيتهُ أنا نساهُ الوجود.

قبضتُ على كفي بِرُعبٍ على الفكرة.
سوفَ أصبِحُ حامياً كالجُندي أو النورُ في المَساء، في المُقابل لا أبتغي مِنه سِوىٰ الأبتسام فكُل دمعةٍ صغيرةٍ يذرِفُها كأنها المُحيط فوقَ وجهي.

بعضُ الوقت فقط بعضُ الوَقت لأصِبحُ رايةً ودِرعاً أو سيفاً فُضي يحمِلهُ.

ديكو، عديمُ الفائِدة الذي يجعلُ كُل من حولهُ يخسرهُ.

-

مَرحباً :)

ديكو المِسكين :'(

شُكرًا.

-

عندلةُ الغُصونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن