علىٰ أرضٍ | 4

80 7 1
                                    

-

-الأربِعاء، اليومُ الرابِع، نَجمُ المِخلب.

نَلتقي أنا وديكو دوماً مُنذ أن طَوينا أوراق الزَمان، فيُعيد ترميمي ولا أُرَمِمُه.

أنهُ يمشي علىٰ هَشيمُ الزُجاج بِبُطئ لأنهُ غيرُ مُتَقبِلٌ لِكُلِ ما حصل، وأنا سَئِم، سَئٍم من كُل هذهِ الكآبة التي تَنبعث منه، من كُل هذا اليأس وإن كانَ مُستحق.

هُو يَعلم بِحقيقةُ أنَهُ ليسَ بِمقدورِ الجَميع المُضي بِقلوبٍ فَرَّ مِنها شغفُها بعدما أنقَسمت إلىٰ نصفين، وأنا لا أؤمن بِهذا، لكني سأبدو أنانيٌ جدًا إن فرضتُ عليه المُقاومة فقط لأنهُ لا يَروقني وضعهُ.

تنهدتُ أراقِبُه يَكتِبُ أمامي في دفترهُ علىٰ المِنضدة في هذا المَقهىٰ الهادِئ.
أنهُ يكتُب كثيراً مؤخراً، علىٰ الأقل أللتقينا، يتحدثُ ألي لكن يكتُب أكثر.
اتسائلُ ماذا يُدون؟

شعرهُ المُورِق يميلُ بِرقة لِلأسفل كُلما أنحنىٰ يكتُب شيئاً، رقيقٌ جداً والهمومُ تُلوثه.

هوُ مُجرد يافِعْ، لكِن بأنعدامِ قِواه باتَ يشعُر بأنهُ عِبء، رُغم أن القوىٰ أحياناً تصنعُ وحوشًا. لِمَ يُحس بأنعدام قيمتهُ لأنهُ أنسان؟

الوضعُ قاسٍ بالفِعل.

سينهارُ عاجِلًا أم آجِلاً بِهذهِ الحال وسوف يقولُ الناس "هوُ لا يَسوَ شَـيئاً، حَتىٰ أنهُ لَم يستطِع تَخطي عقبةً سخيفة" لكني أؤمن بِه، بأنهُ يوماً ما سينجح، بأنهُ يومًا ما سيعود لَنا بعد أن يتغلَب علىٰ لومِ ذاته.

أسندتُ وجهي علىٰ كَفي وأستفهمتُ بعدما غَلبني الفُضول "ماذا تَكتُب، ديكو؟".

"نَجمةٌ"

عَجيب، أن ديكو أصبحَ يظُن نفسهُ يكتُب النُجوم!

-

مَرحباً :)

ماذا لو لم يَتخطَ أيزوكو العَقبة؟

شُكرًا.

-

عندلةُ الغُصونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن