٣- حياةٌ مباركة

70 7 0
                                    

- الحاضِر ٢٠١٠م

ربّما كان اللّوم يقع عليّ من البداية..
لا علىٰ المسيح، ولا علىٰ لوكاس، ولا عائلتي.

لكن أيّ لومٍ حتّى؟ كلّ ما فعلته كان أخذ ما أعطانيه العالم..

هناك شيءٌ وحيدٌ أعلم جيّدًا أنّي الملام علَيه..
لم يكن عليّ إخباره أن يعود إليّ في نهاية كلّ مطاف.
إن كان تائهًا أو موجودًا في حقيقةٍ أخرىٰ، إن كان بلا جسدٍ أو بلا حياة، علَيه أن يبقىٰ هناك..

هل كنتُ لأمضي وقتًا أسلم من الآن إن لم أفعل؟ لا أعرف حقًّا، لكن لديّ شعورٌ قويٌّ أنّي كنتُ لأفعل.

كان سيجد طريقًا إلىٰ حياةٍ أخرىٰ، سيعيش ثانيةً وسأستمرّ في العيش. كنتُ سأتذكّره دائمًا، لكن بنفسٍ يُمكنها أن تميز الشّعور بالحزن مِن الوقوع في الفراغ..
لأنّ ملاحقة طيفه لي سلبتني القدرة علىٰ ذلك.

"ماكياتو مثلّج!"

- - -

- إيطاليا ٢٠٠٠م

عليّ الاعتراف..
لقد اعتدتُ الطّريقة الّتي يمرّ بها الوقت هنا، بَين الاختبارات والصّلاة ومناظرة تمثال المسيح صباحًا، والغرق بلوكاس ليلًا.

لم أسمع مِن عائلتي منذ أسابيع عديدة، العام الدّراسيّ قد انتهىٰ وآخر ما سمعته منهم أنّهم سيرسلون مبلغًا لائقًا بمجرّد تخرجي ليساعدني بالحياة في مسكن الكنيسة الّتي سأخدم بها..

تركت لنا المدرسة أيضًا أسبوعًا لنودّع به عائلاتنا..
كنتُ قد نويتُ أن أبقىٰ هنا كالإجازة الماضية، لكن لوكاس أخبرني أنّه يريد منّي أن أقابل عائلته لمرّةٍ كرجلٍ عاديٍّ قبل أن نعلق بزيّ الرّهبان إلىٰ الأبد.

واليَوم فتحت المدرسة أبوابها أخيرًا..
راقبت الطّلاب يعبرون البوّابة الكبيرة من نافذة غرفتي بَينما أطوي قميصًا أسود وأضعه بحقيبة الظّهر الّتي سأغادر بها، ثمّ التفتّ لأعدّل ياقة حلّة الكنيسة الّتي أرتديها ورأيتُ باب الغرفة يُفتح ببطءٍ بعدما سمعت طرقةً خافتة.

"هل أنت مستعد؟"
سألني متفقّدًا هيئتي بينما يستند علىٰ الباب المغلق وراءه، فأومأتُ له أتفقّد زيّه المشابه أيضًا.

"لن تخبرهم، صحيح؟"
سألتُه مترددًا، فما زلتُ لا أعلم لما يريد منّي أن أقابلهم بعد.

"هل تُريد أن أفعل؟"
أجاب السّؤال بسؤالٍ ونبرةٍ ملتويةٍ لأنظر له بصمتٍ منتظرًا إجابةً مختلفة.

"لا تقلق، إنهم مختلفون قليلًا"

"ماذا يفترض أن يعني ذلك؟"
سألتُ طلبًا لجملةٍ واضحةٍ بينما رفعتُ الحقيبة علىٰ ظهري لنخرج مشيًا عبر الطّرقات ضعيفة الإضاءة.

حتّىٰ يفنىٰ السّلام - تِ.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن