- كيم تايهيونغ..
الحقيقة الّتي يتناساها البشر هي أنّنا دائمًا ما سنعيش في الماضي، سنظلّ متأخّرين سنين أو جزءً من الثّانية إلىٰ أن نفنىٰ.
لأنّ الدّماغ البشريّ لا يُدرك الحسّ إلّا بعد وقوع الحدث بأجزاءٍ من الوقت، أو لأنّ العالم علَيه أن يتوقّف عند نقطةٍ ما، أو عند نقاطٍ مختلفة..
تلك الألحان الّتي أعزفها الآن لا تصِل مسمعيّ إلّا بعدما تترك آخر أطرافها التشبّث بالأوتار، ولن يصِل صوتي أيّ مسمعٍ إلّا بعدما تترك آخر أطرافي التشبّث بأطياف السّنين الماضية.
رفعتُ يدي عن عنق القيثارة أنظر إلىٰ ظهرها، وكأنّي في انتظار أن أجد دليلًا مرئيًّا علىٰ اندثار الوحدة في هذا الجزء مِن جسدي..
كلّما تذكّرتُ أشعر أن الهواء الملتفّ حَول كفّي بارِد وأنّ يدي فارغة، ثمّ أعتصرها بيدي الأخرىٰ ولا أعلم إن كان مواساةً أم نوعًا مِن أنواع العقاب.
ما زلتُ لا أريد أن الإعجاب بشيءٍ أو مقته، وحتمًا لا أريد أن أخشاه، لذلك زفرتُ الفكرة مع أنفاسي ونهضتُ عن السّرير تاركًا القيثارة ورائي..
اليَوم مِن الأيّام القليلة الّتي أستيقظ بها فجرًا قبل المنبّه وأعزف لنفسي قليلًا قبل أن يتوجّب عليّ النّهوض والاستعداد لبدء النّهار.
اليَوم والأمس وما قبل الأمس، اليَوم يتمّ أسبوعًا منذ آخر مرّةٍ رأيتُ جونغكوك في الكنيسة بتلك اللّيلة. لم أنتظره أن يظهر بعدما لم يفعل باليَوم الأوّل، لكنّي -في الحقيقة- أتساءل عن أمر غيابه بَين الأفكار وعقدةٌ طفيفةٌ تتمّ تشكّلها بَين حاجبيّ بنهاية كلّ مرّة..
دلّكتُ صدغيّ حينما رأيتُها تتشكّل ثانيةً في مرآة الحمّام، ثمّ خلعتُ سترة المنامة والسّروال الدّاخلي بعدما تركتُ البنطال بأرض الغرفة منذ ساعات.
سيمرّ اليَوم هادئًا كالأيّام السّابقة..
آخذ حمّامًا دافئًا وأرتدي القميص الأبيض، أذهب للعمل وبعده أبقىٰ لبعض الوقت علىٰ ذات الرّصيف، ثمّ أعود وأخلد للنوم.كانت الخطّة أن أستغلّ غياب جونغكوك وركود الأحلام المُزعجة بتلك الأيّام، والعَيش بهدوءٍ واعتياديّة، وكأنّي ولدتُ عشيّة الأمس..
لكن لم يكن بَين انسياب الماء علىٰ رأسي وانسياب الصّور أمام عينيّ ثانيةٌ واحدة، بمجرّد أن تقبّلتُ رتابة الأيّام الهادئة أعاد عقلي إليّ حُلم اللّيلة الماضية الّذي كان قد اندثر بَين طيّات لا وعيي.
الزّهور تذبل أسفل ركبتيّ الرّاكعة علىٰ الأرض، وأنسجة بنطالي تتشرّب الدّماء المنسكبة علىٰ الطّريق.
ومِن وراء الدّموع المتجمّعة بَين جفنيّ؛ كنتُ أتأمّل وجهه المُبتسم. كان يجلس بَين ذلك الخراب يجاثيني، ملمحه مشوّشٌ قليلًا، لكنّي أراه يبتسم..

أنت تقرأ
حتّىٰ يفنىٰ السّلام - تِ.ك
Fanfiction- أنت مختلف، وجميل.. لذا أرجوك، لا ترَني شخصًا عاديًّا. - جيون جونغكوك × كيم تايهيونغ - credits to: HERMI_vantae mommyissuesshit