حتّىٰ يفنىٰ السّلام - تِ.ك

١- افتح قلوبَنا علىٰ الرّجاء

- إيطاليا ٢٠١٠م
كيم تايهيونغ..

اليَوم؛ كان أوّل مرّةٍ أسمع فيها حركة الغيوم منذ وقتٍ طويل. وكأنّ الرّياح كانت ثابتةً طوال تلك الأشهر، وكأنّ التّنفس وحده يخنقني..

اليَوم فقط؛ أشفق الكَون عليّ واستطعتُ النّوم. صدري أكثر خفّةً من الأمس، لكن أجفاني ما تزال ثقيلة، ولا أعرف كَيف وصلتُ بهذا الجسد المنهك إلىٰ عشيّة عيد ميلادٍ جديد.

"أجل، قهوةٌ سوداء وأخرىٰ بحليب"

أومأتُ مدوّنًا طلبه من وراء البار قبل أن أسأل منهيًا الحوار:
"شيءٌ آخر؟"

نفي برأسه شاكرًا لأسلّمه الفاتورة ويسلّمني المال مقابل ما طلب، ثمّ ذهب لاستلام طلبه.

الأيّام تمرّ بذات الرّتابة دائمًا..
أستيقظ لأكون هنا، وراء بار المقهىٰ آخذ الطّلبات أو هناك أعدّها، وحينما أنتهي أسير حتّى المنزل، إن كنتُ محظوظًا قد تُثلج، وإن كنتُ أشعر بالقليل مِن الحياة أعود لأحد الأرصفة ببداية الأمسية مع قيثارتي القديمة..

وفي نهاية اليَوم؛ أجلس في الفراش وأدعو..
لأنّي أريد النّوم دون أن أراه في أحلامي.

- - -

- إيطاليا ٢٠٠٠م

"أيّها المنتصر علىٰ الخطيئة والموت، إذا زارنا الألم.."

أشعر بدفء شموع الصّلوات المضيئة علىٰ جلد وجهي. تحت أنظار تمثال المسيح الّذي يعتلي المنصّة، كنتُ أقف وأردّد بصوتٍ خافتٍ تاه بَين مائة صوتٍ آخر..

وتحت أنظاري أنا، كان يقف بعيدًا يردّد بصوتٍ لم يصعب عليّ إيجاده. وأعلم أنّه يشعر بذات الدّفء علىٰ جلده؛ إلاّ أنّي تمنّيتُ سرًّا أن أكون أنا الصّلاة الّتي تشعره به.

"افتح قلوبَنا علىٰ الرّجاء"

أخطو خطواتٍ عرجاء، وأعلم أنّي في طريقٍ خاطئ..
ولكنّ الطّريق جميل جدًّا.

وأعلم أنّه حينما يلتفت إليّ ويبتسم مثلما يفعل سيُصلح قدمي المُتعبة، وأطفو إلَيه كما لو كانت الأرض بحرًا باردًا.

استفقتُ من أحلام اليقظة حينما حلّ صمتٌ علىٰ القاعة بأكملها، ولم يكون وقتًا طويلًا قبل أن يبدأ الطّلاب بالانصراف والقسّ يتبعهم، بَينما جلستُ أنا حيث كنتُ أقف.

"الغداء بعد دقائق"
أردف القسّ قاصدًا مسمعي لأستقيم ملتفتًا لجسده الواقف عند الباب ولم أترك تلك البقعة بعد.

"أريد آداء صلاةٍ أخيرةٍ، أبتي"

لمحتُ طيف الابتسامة علىٰ وجهه بإثر ما قلتُ قبل أن أُكمل:
"سأوافيكم في خلال دقائق"