١٠- ارتدِ الصّباح

49 3 0
                                    

- كيم تايهيونغ..

كما لَو أنّ الإسفلت جفّ وبقلبه أقدامي؛ كنتُ عالقًا حيث أنا..

لا أملك المال لأغادر المدينة سعيًا وراء بدايةٍ جديدة كما أُجبرت علىٰ فعل ذلك مِن قبل، ولا أملك النّفس لأعيش بها بكلّ ما فيّ وفيها.

الأرض تقيّدني، لا أستطيع أن أحبّ ولا أستطيع أن أحيا، لا أستطيع حتّى أن أحصل لنفسي علىٰ حياةٍ لائقةٍ بعدما شاع خبر نبذ الوافِد الكوريّ بمدينةٍ من مدن الرّب الفاضِلة.

"متىٰ ينتهي هذا العار؟"
سألتُه وبدأتُ أشعر بالتّعب يصيب جسدي.

"يومًا ما، المهم ألّا نموت قبل أن نحيا"
أجاب قبل أن يتنهّد ليستأنِف:

"وسنحيا، تايهيونغ.."
في عقلي؛ علمتُ ما يقول.

سنحيا، أيّها المسيح..
علىٰ أيّ حالٍ، سنحيا.

سلسلةٌ قصيرة مِن الصّمت مرّت بَيننا حاولتُ فيها التقاط أنفاسٍ خفيفة، وراقبتُ جريان الأفكار في رأسه مِن خلال عَينيه، وفي النّهاية عدنا للحديث بسؤالٍ منه..

"ماذا حدث بعد أن تركت الكنيسة؟"

"كنتُ أمتلك بعض الأموال الّتي أرسلتها عائلتي لتحمّل نفقات المعيشة حتّى أبدأ الخدمة بالكنيسة الكبرىٰ، استأجرتُ منها الشّقة الّتي أعيش بها الآن، ثمّ بدأتُ البحث عن عمل"

كانت تلك كلماتٌ مِن السّهل أن تروىٰ، أحداثٌ بديهيّة الوقوع وأمورٌ لا تُصيبني بشعورٍ خانقٍ لأنّي ما زلتُ تحت تأثير حادثٍ غطّته أغبرة الوقت.

"كنتُ أُطرد بعد أوّل أسبوعٍ دائمًا بمجرّد أن يصِل خبرٌ عن هويّتي للمالك أو المدير. قالوا أنّ خدمة الرّب تكون أينما كنت، وأنّ المكان لا يُبارك بحضور العُصاة.."
أومأ منتظرًا الجزء الّذي يعلمه مِن القصّة.

"في إحدىٰ اللّيالي تملّكني التّعب وذهبت لذات الحانة الّتي كنّا بها بالأمس، ابتعتُ بعض الخمر الرّخيص، وتعثّرتُ بجونغهيون هناك.."

ابتسمتُ داخليًّا بعدما تذكّرتُ أوّل لقاءٍ بيننا، فقد سكب عليّ نبيذه وسكبتُ علَيه الخمر حينما كنتُ أسير كالعادة بعينٍ عالقةٍ بالأرض الّتي أخطو علَيها.

"بالرّغم مِن ذلك لم تكن تلك العثرة سببًا بسقوطي، الحقيقة أنّه من ساعدني علىٰ الاستقامة بقامةٍ معتدلة، عرض عليّ عملًا بمقهاه بعدما تبادلنا بعض الأحاديث وعرّفني بنفسه كركنٍ آمنٍ لي، ثمّ سلّمني الوظيفة بعد ذلك ببضعة أيّام"

ختمتُ الرّواية بعدما أطلعتُه علىٰ مجمل ما حدث وتساءل عنه، ولم أجد مقابلًا إلّا إيماءةً متفهّمةً منه، كانت كافية..

حتّىٰ يفنىٰ السّلام - تِ.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن