من شهير الأقوال المغاربية "الحرفة الا ما غناتك تعيشك" أي "ان لم تغنيك حرفتك فهي تضمن قوت عيشك على الأقل" ، كذلك و المثل مع هذه الرواية أو أي رواية غيرها، إن لم تصلك رسالتها فعلى الأقل استمتعت و عشت في عالم حاكه الكاتب ؛ لربما ما ستراه من انفصام في هذه الرواية سيفوق انفصام شخصياتها، لكن في النهاية استمتع ربما ستتعلم شيئا منها، أو تؤثر في شخصيتك ، أو تعطيك نظرة أخرى عن الحياة، و هذا الفصل ليس إلا تمهيدا بسيطا، حتى تتعرف على البطلة بشكل شبه نسبي، و لو أنني اهتممت بطريقة السرد أكثر من الأحداث في هذه الرواية كغيرها مما سبق ، فستكون منفية كالأرقش ، تائهة في واحات الصحاري ، و مصفدة بأغلال جهلي أحيانا لما سأكتبه ؛ فخذ نفسا عميقا ، انغمس في أحداثها فهي اندماج للخيال مع أحداث واقعية، و إهداء لنسائي الجميلات اللواتي لازلن متمسكات بهذه الحياة رغم قساوة و دنائة هذا العالم و سكانه، هدية لأولئك الذين خذلتهم الحياة أو أناسها مئات المرات و لازالوا يواجهونها بشفاه متمططة كشكل قوس و عيون تبث عن الأمل رغم انكسار قلوبهم من الألم ، قراءة ممتعة..
فستان شديد السواد مطرز يمتد الى حين كعبيها ليغطي تلك الكدمات الدامية التي يزخر بها جسدها ، يداها النحيلتان تشقان طريقهما لنزع ذلك الكعب البراق الذي اتعب قدميها الهزيلتين ، ثم لفك شعرها المرفوع كذيل حصان ، تتوجه بكامل جسمها في هدوء لتتموضع على كرسي هزاز وسط تلك الحديقة التي تضيئها الانوار الليلية ، اطلقت تنهيدة خفيفة بينما تراقب الثنائيات تتراقص حولها في حين انه هناك ، فوق الشرفة ، يرتشف من مشروبه و يراقب الحشود الضاجة في هجن و هدوء .
ثقل اتعب صدر حنطية البشرة و اصابتها نوبة هلع مفاجئة مصحوبة بدوار مرعب ، يمناها باشرت بالارتعاش بقوة و طنين مروع يقرع في طبلتي اذنيها و قد بائت قدماها بحملها ، ذلك الصدر الشبه عاري صار يتصاعد طلبا لبعض الهواء ، و عيناها على الذي طغى على ملامحه البرود ، حتى في وضع بائس كهذا .
كانت هي المرأة الأخرى بالنسبة له ، الخيار الاخير في حياته في تلك اللحظة حسب ما حاكه دماغها، وضع كأسه جانبا وانسحب من صومعته يخطو بثبات و هدوء، صوت حذائه الفحمي يمزق صمت المكان ، ينزل الدرج و أنامله تلهو ببخاخ الربو و حبريتاه تراقبانها ببرود ، ابتسامة جانبية تمططت في ثنايا وجهه الذي اتسم بملامحه الآسيوية الحادة .
أنت تقرأ
ساتيريازيس : بين أحضان زانٍ || 𝐒𝐀𝐓𝐘𝐑𝐈𝐀𝐒𝐈𝐒
Fanfiction𝐊𝐈𝐌 𝐕 || +𝟏𝟖 أخبرتني صديقتي الكاثوليكية مرة عن طقوسهم للصلاة في الكنيسة: "جرت العادة ان ندخل للكنيسة ونضيء شمعة أمام أيقونة قديس من القديسين، المسألة ليست مجرد شمعة، إنما لها معنى ورموز ودلالات، أي نتذكر أن هذا القديس كان نورًا لمن حوله من الن...