4

637 35 0
                                    

بعد ذهاب هيثم للقاء احد اقربائه والذي يعمل في هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر بالمملكة لكي يروي له ما حدث لحسن و طارق ، حاول طارق الاتصال بهيثم كثيرا ولكن دون جدوي ففي كل مرة كان يجد الهاتف مغلق ، و فجأة قرر طارق الذهاب الى قرية ام الورود لعله يجد بنفسه الجواب الشافي لكل الاحداث التي مر بها هو و صديقه حسن ، على الفور هدّأ ياسر من روعه و اخذ يطمأنه بان كل شيء سيكون على ما يرام و انه لا داعي للقلق ، استيقظ حسن على صوت النقاش الحاد الذي كان دائر بين ياسر و طارق.

قال حسن : ماذا هناك ؟ ما الذي يحدث ؟ ، قال ياسر : انظر الى صديقك المجنون انه يريد التوجه الى منزل الراعي سالم ، نظر اليه حسن و قال : اهدأ يا طارق اين هو هيثم الم يعد بعد ؟ ، قال طارق : لا لم يعد وهاتفه مغلق منذ ان غادر المنزل ، قال حسن : حسنا لا تقلق سوف اتصل بمنزله لارى اين هو لقد كان لدي ورقة بها رقم منزله و لكن اين الهاتف ؟ ، اخذ الجميع يبحث عن هاتف حسن ولكن لم يتم العثور عليه ، حتى طارق حاول الاتصال بهاتف حسن لعله يصدر صوتا ولكن لم يكن هناك اي اثر للهاتف.

هنا جن جنون طارق وقرر الذهاب فعلا الى منزل الراعي سالم وانصرف مسرعا ، هنا قال حسن : ارجوك يا ياسر الحق بذلك المجنون وامنعه من الذهاب الى تلك القرية فبذلك سوف يعرض حياته للخطر ، لحق ياسر بطارق وحاول منعه من الذهاب و لكن طارق انفجر غاضبا و قال : ابتعد عني يا ياسر لن اغير قراري بالذهاب الى منزل الراعي سالم ، انا متأكد بان جميع الاجابات التي ابحث عنها سوف اجدها هناك في تلك الحظيرة الملعونة التي دخلتها والتي كنت بها في الحلم الذي شاهدته ، اتركني فقط اذهب.

قال ياسر : من المستحيل ان ادعك تذهب الى ذلك المكان وتأكد يا طارق بان ذهابك الى منزل الراعي سالم لن يفيدك في شيء بل انه قد يضرك في النهاية ، قال طارق :  يجب ان اثبت صدق ما اقوله ، اعلم ان ما قلته من درب الجنون و لكن هذا ما حدث بالتفصيل ، قال ياسر : انا اصدقك يا طارق ولكن يجب ان نتوخى الحذر والا اصابنا مكروه ، هنا قال طارق : اذا ما رأيك ان تأتي معي الى المنزل لترى ان ما اقوله حقيقي وان تلك الملابس التي كنت ارتديها في الحلم هي حقيقية وانا محتفظ بها في خزانة ملابسي.

قال ياسر : حسنا سوف اذهب معك هيا بنا ، طوال الطريق كان ياسر يفكر فهو منذ البداية كان يرى ان قصة الملابس في الحلم ليست منطقية و لكنه على الرغم من ذلك لم يكن يريد تكذيب قول طارق حتى يشاهد تلك الملابس بنفسه ، و لكن السؤال الذ كان يحير ياسر و لم يعثر له على اي اجابة بعد هو لماذا لم يحدث له شيء على الرغم من انه دخل الى الحظيرة ليطمأن على طارق ؟ ، هذا السؤال وغيره الكثير من الامور الغامضة التي كانت تدور في عقل ياسر في ذلك الوقت و التي ظن ياسر انه قد يصل الى حلها عندما يرى تلك الملابس التي يقول عنها طارق لعلها في النهاية تكون تهيئات.

ننتقل الآن الى حسن و الذي ظل وحيدا في منزله بعد ان غادر ياسر و طارق ، ظل حسن وحيدا في المنزل يبحث عن هاتفه لكي يطمأن على صديقه هيثم ، بعد فشل حسن في العثور على هاتفه قرر الدخول الى دورة المياه و غسل وجهه حتى يستفيق ، عندما دخل حسن الى دورة المياه وجد هاتفه امامه ، تعجب حسن فهو لا يدخل بهاتفه ابدا الى دورة المياه و لكنه اخذ الهاتف واسرع للاتصال بمنزل هيثم ، اتصل حسن بمنزل هيثم وردت عليه والدة هيثم قائلة : اهلا من معي ؟ ، قال حسن : مرحبا انا صديق هيثم وكنت اريد التحدث اليه.

قالت والدة هيثم : هيثم ليس هنا لقد غادر المنزل هذا الصباح ، شعر حسن بالخوف ولكن هذا الخوف تبدد عندا رأى هيثم امامه ، قال حسن : حسنا لقد أتى الآن كنت اظن فقط انه عاد الى المنزل شكرا جزيلا ، بعدها قال حسن لهيثم : اين كنت  ؟ لقد كنا خائفين جدا عليك ، وفجأة ادار هيثم ظهره وخرج ، لحق به حسن وقال :ماذا بك يا هيثم هل انت بخير ؟ ، للمرة الثانية لم ينطق هيثم بكلمة ، نعود مرة اخرى لياسر و طارق حيث انهما وقبل الوصول الى منزل طارق بقليل لاحظ ياسر و طارق ان الطريق مزدحم جدا بالمارة.

قال طارق : بكل تأكيد هناك حادث سير قد وقع ، قال ياسر : اقترب اكثر يا طارق لعلنا نرى ماذا يحدث ، بالفعل اقترب طارق قليلا و كانت الصدمة الكبيرة عندما رأى ياسر و طارق ان السيارة التي يقوم رجال الشرطة بازاحتها من الطريق هي نفس نوع سيارة هيثم ، صرخ طارق بصوت عالي :اليست تلك سيارة هيثم يا ياسر ؟ ، قال ياسر : نعم انها نفس النوع هيا بنا لنذهب و نطمأن على هيثم ، توجه ياسر و طارق مسرعين الى رجال الشرطة وسألوهم ماذا حدث لصاحب السيارة ، رد عليه احد رجال الشرطة : من تكون انت ؟ ، قال طارق : انا صديق قائد هذه السيارة ارجوك اخبرني ماذا حدث له ؟ ، قال رجل الشرطة وهو حزين : لقد فارق الحياة!!!.

اخذت الدموع تنهمر من عين طارق و هو يقول : مستحيل ان يموت هيثم مستحيل ان يموت صديقي ، احتضن ياسر طارق وقال :انا لله وانا اليه راجعون ، قال طارق : انا اتذكر هيثم و ضحكاته وجميع المواقف و الاحداث التي مررنا بها الآن اتذكرها بوضوح انه صديقي كيف يذهب هكذا و يتركني ؟ ، ظل طارق يردد هذه الكلمات طويلا على الرغم من محاولات ياسر لتهدئة طارق الا ان طارق كان قد اقترب من مرحلة الجنون بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ففي البداية الكابوس الاسود والآن خسر احد اعز اصدقائه و لكن طارق لم يكن يعلم ان المصيبة الاكبر على وشك الحدوث.

صعد كلا من ياسر و طارق الى السيارة و فجأة سمع طارق صوت رسالة واردة الى هاتفه ، قال ياسر : بكل تأكيد انه حسن اظن انه خائف لوحده ويريد منا ان نعود اليه هيا يا طارق لنعد الى صديقنا حسن لكي نهدّأ من روعه ولكي ترتاح انت قليلا ، نظر طارق الى هاتفه وكانت المفاجأة ، تحول فجأة لون وجه طارق الى اللون الاصفر من هول الرسالة التي رآها ، قال ياسر : ماذا هناك ماذا ترى يا طارق ؟ ، اخذ ياسر الهاتف ليرى محتوى الرسالة و صعق من هول المنظر فقد رأى ان الرسالة هي عبارة عن صورة لحسن وهو مشنوق في دوة مياه منزله!!!!.

قصص واقعية مرعبة (جن أم الورود) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن