بعدما انتهت الجنية ذات الرداء الاسود من قصة سالم وكيف انتهت بقتله طالبت طارق بان يضحي بكل ما يملكه للملك جبروت و الا سوف تكون العواقب وخيمة ، كان طارق في موقف لا يحسد عليه ابدا فعليه ان يختار اما الموت واما ان يضحي بصديقه ياسر ، واذا لم يضحي بياسر فسوم تقوم هذه الجنية بقتله ومن ثم ستقتل ياسر ، اخذ طارق يفكر كثيرا كيف يتصرف ، اثناء تفكير طارق تذكر شيء قالته الجنية وهو ان سالم حاول نطق جملة بسم الله الرحمن الرحيم و لكن الجنية منعته ، هنا لم يكن بيد طارق سوى ان ينطق البسملة لعلها تكون سبيله للنجاة على الاقل في الوقت الراهن ، نظر طارق الى الجنية وكاد ينطق البسملة ، ما ان نطق اول حرف حتى امرته الجنية بالتوقف.
لم يلتفت طارق لما تقوله الجنية واكمل حديثه قائلا : بسم الله الرحمن الرحيم ، وقبل ان ينتهي طارق من نطقه للبسملة كان كل شيء قد اختفى ، حاول طارق السير فوجد ان اليدين التي كانت تمسكه اختفت ، على الفور استغل طارق الفرصة وخرج من الحظيرة راكضا يبحث عن ياسر ، كان طارق يفكر كيف سيتصرف بالتأكيد الملك جبروت و هذه الجنية لن يتوقفا عما يقومان به واذا نجا الآن فكيف سينجو بعد ذلك ؟ ، كان طارق خائف جدا على صديقه ياسر فلم يكن يفكر في نفسه ، في هذا الوقت كان ياسر يحاول ان يتحدث مع الرجل العجوز الذي قابله لاول مرة عندما اتى لزيارة القرية ، على الرغم من ان الرجل المسن رفض مقابلة ياسر في البداية الا ان حفيده الشاب عندما تحدث معه اقنعه بالتحدث مع ياسر.
قال الرجل المسن لياسر : لدي ابن كان ظابط ومن سوء حظه انه استلم قضية سالم وبدأ التحقيق فيها ، بعد ذلك بدا ابني مختلفا وكانت تحدث له امور غريبة و مفزعة لدرجة انه يبكي في الليل ، كل هذا دفع بابني ان يذهب الى الحظيرة ويقوم بقتل نفسه او على الاقل هذا ما كان يظنه الجميع هنا ولكني متأكد من ان ابني مات بسبب مخلوق آخر وهو الجن!!! ، وكل هذا حدث بسبب الراعي الملعون سالم ، بعدها انصرف ياسر من منزل الرجل المسن بعد شكره لمقابلته واتجه نحو الحظيرة ، قبل ان يصل ياسر الى منزل الراعي سالم رأى امامه طارق ، كان طارق صامت لا يتحدث وكأنه رأى شيئا مرعبا ، سأله ياسر : ماذا بك يا طارق ؟ ، رد عليه طارق و هو شارد الذهن : لا شيء لم اجد شيء في الحظيرة.
تعجب ياسر من رد طارق واخذ يسأل نفسه : كيف لا يوجد شيء بالحظيرة اذا هل موت حسن و ياسر كان صدفة ؟ ، كان ياسر يشعر بان طارق يخبئ عنه شيء ما ولكنه لم يتحدث معه ، عاد ياسر و طارق الى السيارة وانصرفا من القرية و طوال الطريق لم ينطق طارق باي كلمة حتى انه لم يسأل عما حدث بين ياسر وذلك الشاب في القرية ، بادر ياسر بالتحدث و قال : الا تريد معرفة ما دار بيني وبين ذلك الشاب في القرية ؟ ، قال طارق وهو لا يبالي : وماذا قال ؟ ، اخبره ياسر بكل ما حدث و ان الظابط هو في الواقع ابن ذلك الرجل المسن الذي قابلنا في اول زيارة في القرية ، العجيب في الامر ان طارق لم يشعر باي شيء غريب بل ازداد الحزن و الالم في عينيه اكثر.
قبل الوصول بقليل قال ياسر : ماذا بك يا طارق ؟ ، قال طارق : لا شيء انا فقط مرهق قليلا مما حدث لنا اليوم ، هيا اخبرني ماذا قال لك ذلك الرجل المسن ايضا ، قال ياسر : لم يخبرني باي شيء آخر ، بعدها قال ياسر : و ماذا سنفعل الآن يا طارق ، قال طارق : لن نفعل اي شيء سوف نذهب لعزاء هيثم و من ثم نبلغ عما حدث لصديقنا حسن فقط ولن نقوم باي شيء آخر ، قال ياسر : ما رأيك ايضا ان نقوم باحضار الشيخ ليرى ثوبك الذي كان في الحلم ويرى ايضا حسن لعله يخبرنا بشيء مفيد ، رد طارق وهو غاضب جدا : لقد قلت لك اننا لن نفعل اي شيء كل ما حدث كان مجرد اوهام وموت هيثم و حسن مجرد صدفة وارجوك لا تتحدث في هذا الامر مرة اخرى لقد انتهيت.
نظر ياسر الى طارق والدموع تنزل من عينيه وهو يقول : ماذا بك يا طارق ؟ هل ستترك ما حدث لاصدقائنا يذهب هباءا ؟ ، ازداد الغضب داخل طارق وقال : انا كذّاب يا ياسر لا يوجد اي شيء من الذي تحدثت معك به كان حقيقيا كل ما حدث كان مجرد وهم ولا تتحدث في هذا الموضوع مرة اخرى ، في هذا الوقت لم ينتبه طارق للشاحنة العملاقة التي كادت تطيح بسيارة طارق بعيدا ، تمكن طارق من ايقاف السيارة قبل ان ترطم بالشاحنة ، كان الامر مرعبا فالمسافة ما بين الشاحنة و سيارة طارق لا تتجاوز سنتيمترات قليلة ، هنا امسك طارق بياسر واخذ يردد : هل انت بخير يا ياسر هل حدث لك اي مكروه ؟ ، قال ياسر : لا لم يصبني اي شيء هيا تعال واجلس هنا وانا سأتولى القيادة.
بالفعل جلس طارق بجوار ياسر وراح في نوم عميق من التعب وتابع ياسر القيادة ، كان ياسر يتمنى ان يكون ما يمر به طارق ما هو الا حزن بسبب موت هيثم و حسن وليس بسبب اي شيء حدث لطارق في تلك الحظيرة ، بينما كان طارق نائما شعر بصوت يناديه : طارق طارق هيا افق يا طارق ، فتح طارق عينيه ورأى امامه ياسر ، كان ياسر يقول : سنذهب الى منزل حسن الآن ونأخذ … ، فجأة وجد طارق حبل مربوط حول عنق ياسر نظر طارق الى الخلف فوجد تلك الجنية ذات الرداء الاسود تقوم بخنق ياسر وهي تضحك وتقول : لقد اخبرتك يا طارق لقد اخبرتك ايها الغبي لن ادع ياسر ابدا ، مازاد الامر جنونا ورعبا هو صوت كان يصدر من جانب الجنية
كان الصوت يقول بصوت ضعيف : انا آسف ، نظر طارق الى مصدر الصوت فرأى هيثم وهو يقول انا آسف يا طارق ، على الفور امسك طارق هيثم من رقبته وحاول شنقه فهو يعلم ان هيثم مات وان ما يراه هو مخلوق من الجن ، لم يفق طارق الا على صوت ياسر وهو يقول له انت تخنقني !!! ، لحظة لقد كان طارق يقوم بخنق ياسر ، كيف يعقل ذلك ؟ ، في هذه اللحظة شعر طارق انه بدأ يفقد عقله من شدة ما حدث له في تلك الحظيرة التي ندم اشد الندم انه دخل اليها و تمنى طارق لو يعود به الزمن مرة اخرى ولا يذهب الى قرية ام الورود الملعونة ابدا.