تمنى ياسر ان يكون سبب حزن و الم طارق هو موت الاصدقاء فقط وليس اي شيء آخر حدث له في تلك الحظيرة ، فطارق كان يبدو وكأنه يخفي شيئا حدث له في الحظيرة ولا يريد اخبار ياسر به ، هذا الامر دفع ياسر الى الخوف على صديقه طارق خاصة ان طارق فجأة اصبح كتوما لا يريد التحدث كعادته ، اثناء قيادة ياسر لاحظ ان صديقه طارق ينطق بكلمات وهو نائم حيث كان طارق يقول : لا لا يا ياسر .. لا لا ، كان طارق يتصبب عرقا وهنا ادرك ياسر ان طارق يرى في منامه كابوس مزعج ، حاول ياسر ايقاظ طارق واخذ ينادي عليه قائلا : يا طارق يا طارق افق هيا ، استيقظ طارق من نومه وكان الرعب واضحا على وجهه و العرق يملئ جبينهالغريب في الامر ان طارق عندما استيقظ من ذلك الكابوس قام بالهجوم على ياسر ولولا ان الطريق كان خالي من السيارات لاصطدمت السيارة ومات الاثنين ، قال ياسر : ماذا بك يا طارق هل انت بخير انك تتصبب عرقا هل رأيت كابوس ؟ ، وجّه طارق نظراته الى الاسفل ولم ينطق بكلمة ، قال ياسر : لا تقلق يا صيدقي انه فقط مجرد كابوس رأيته بكل تأكيد فانا معك طوال الطريق ولم يحدث لك اي شيء ، كان طارق في حالة لا يحسد عليها ابدا ولم يكن يدري ماذا يفعل ، كان هذا اليوم يوم مرعب جدا عاشه طارق و ياسر ، وصل كلا من الصديقين الى منازلهما وابلغا الشرطة بكل ما حدث مع حسن وارسلا الصورة التي كانت مع طارق للشرطة لتباشر عملها.
قضى ليله ياسر يفكر كثيرا في ما حدث في قرية ام الورود والذي استحوذ اكثر على تفكير ياسر هو سؤال لم يغادر ذهن ياسر ابدا وهو يا ترى ماذا حدث مع طارق في تلك الحظيرة جعله على هذا الحال ؟ ، في صباح اليوم التالي تفاجئ ياسر باتصال من شقيق طارق يسأله فيه عن طارق ، قال ياسر : لا لم ارى طارق منذ البارحة لقد تركته امام باب المنزل في المساء وعدت الى منزلي ، شعر حينها ياسر بان هناك شيء ليس جيد يحدث مع طارق ، وبعد انتظار طويل تم التأكد من ان طارق فعلا مفقود ولا اثر له في اي مكان ، فقد ياسر الامل في العثور على صديقه طارق كما ان قضية حسن اُغلقت بدون تحديد هوية القاتل فلا يوجد دليل يدين اي احد وكأن حسن هو الذي قام بشنق نفسه.
اما بالنسبة لهيثم فقد رفض والده استلام جثته لان هيثم في الحقيقة تم العثور عليه امام باب مسجد و الرجل الذي رباه ليس والده بالدم وانما هو فقط رجل قام بتربيته لانه عقيم ولا ينجب ابناء ، كل هذه الاحداث شعر ياسر وكأنها حدثت في يوم واحد فقط ، ففجأة شعر ياسر وكأنه وحيد في هذه الحياة بدون اصدقاء ، وبعد مرور 3 اعوام من هذه الاحداث حدث شيء عجيب لياسر ، فجأة سمع ياسر صوت جرس الباب يدق ، اتجه ياسر الى الباب ليفتح فوجد امامه شخص ملثم و يرتدي معطفا اسودا ، قال ياسر : اهلا بك كيف اخدمك ؟ ، قال هذا الشخص : الا تعرفني يا ياسر ؟ ، نعم كان هذا الصوت مألوفا بالنسبة لياسر ، قال ياسر : هل يعقل ان تكون انت هيثم ؟ ، قال ذلك الشخص : نعم انا هيثم ، رد عليه ياسر : هيا ادخل بسرعة اذن.