بعدما استقبل طارق على هاتفه الرسالة المشؤومة والتي كانت عبارة عن صورة لصديقه حسن وهو مشنوق في سقف دورة المياه ، قرر ياسر و طارق التوجه مسرعين الى قرية ام الورود لفك طلاسم هذا اللغز ، فياسر ادرك الآن ان طارق كان معه حق وان كل ما يحدث لن ينتهي الا عندما يذهبون الى منزل الراعي سالم وبالاخص حظيرته الملعونة ، وصل ياسر و طارق الى بوابة قرية ام الورود وترجلا من السيارة واكملا طريقهما سيرا داخل القرية ، كان الوقت يشير الى اقتراب العصر ولذلك لم يكن امام الصديقين الكثير من الوقت فالظلام بكل تأكيد لن يساعدهما في عملية البحث.
بينما كان كلا من طارق و ياسر في طريقهم الى منزل الراعي سالم رأوا ذلك الشاب الذي دلّهم على طريق المنزل في الزيارة الاولى ، قال ياسر : ما رأيك ان نذهب و نسأله لربما يدلنا على شيء او يخبرنا بشيء مهم ، رد طارق وهو غاضب : كيف سيعيش في هذه القرية اذا كان يعلم اي شيء ؟ هيا يا ياسر لا تضيع الوقت ودعنا نتوجه الى الحظيرة ، قال ياسر : حسنا سأسأله فقط عن الشارة التي تخص احد الضباط لعله يعلم قصتها ، قال طارق : كيفما تشاء انا متوجه الى منزل الراعي سالم ، وهنا ترك طارق ياسر وانصرف متوجها الى حظيرة الراعي سالم.
توجه ياسر الى ذلك الشاب الذي قابله في الزيارة الاولى وسلّم عليه ، رد الشاب عليه السلام وقال كيف حالك انا اتذكرك جيدا لقد كنت هنا ليلة امس اخبرني كيف اخدمك ، قال ياسر : من فضلك اريد ان اسألك عن امر ما ، هل هناك اي احد من الضباط قد دخل الى الحظيرة الخاصة بمنزل الراعي سالم وحدث له اي شيء غريب ؟ ، نظر الشاب الى يد ياسر فرأى الشارة ، تغيرت ملامح الصبي وتحول وجهه الى وجه خائف و متعجب ، قال الشاب و الاندهاش يبدو واضحا عليه : ان ابي ضابط ، قال ياسر : اذا اتسمح لي ان اقابله واسأله عما حدث في السابق ؟ ، رد عليه الشاب ردا ارعب قلب ياسر.
قال الشاب : ان ابي مختفي منذ 10 اعوام !!! ، بعدما رأى ياسر الحزن الذي كان في اعين الشاب قرر تركه حتى لا يصيبه بحزن اكبر لانه بكل تأكيد هذه الشارة تذكره بوالده ، قال ياسر : حسنا سأتركك الآن وسامحني اذا ازعجتك ، رد عليه الشاب : ما رأيك ان تسأل جدي ؟ ، تمهل ياسر قليلا وقال في نفسه : اكيد ان سبب غضب الرجل العجوز من سالم هو انه كان السبب في اختفاء ابنه الضابط والد هذا الشاب ، لنذهب الآن الى طارق الذي قرر التوجه مباشرة الى الحظيرة ، كانت اول مفاجئة رآها طارق ان باب الحظيرة مفتوح ، هنا تأكد طارق ان هناك ما ينتظره في الداخل.
قرر طارق عدم انتظار ياسر ودخل بمفرده الى الحظيرة ، ظل طارق سائرا في الحظيرة بمفرده حتى وصل الى منتصفها ، كان الجو هادئ جدا ولا يوجد اي شيء مريب ، حينها قرر طارق العودة مرة اخرى الى ياسر لعله علم اي شيء من ذلك الشاب ، شعر طارق ان قدميه اصبحت ثقيلة جدا ولا يقدر على تحريكها بصورة طبيعية ، نظر طارق الى قديمه وكانت الصدمة ، رأى طارق يدين ممسكتان بقدميه من الخلف ، كانت اليدين لونها اسود وشكلها مخيف جدا ، نظر طارق خلفه فلم يرى اي شيء ولكنه كلما حاول التحرك و النظر الى قديمه رأى تلك اليدين.
لم تكن هذه الصدمة هي الصدمة الاولى لطارق ففجأة ظهرت امامه تلك الفتاة ذات الرداء الاسود التي رآها طارق في منامه ، نظر اليها طارق وشعر وكأنه فقد النطق من هول ما يحدث معه ، قالت الفتاة وهي تنظر الى الارض : البشر اغبياء جدا ، قال طارق : ماذا تريدين مني ؟ ، قالت الفتاة : لقد اخبرتك من قبل ماذا اريد منك اريدك ان تصبح خليفة لسالم ، كان طارق يفكر في انه اذا سأل الفتاة عن مرادها فانها ستظن انه موافق وفي هذه الحالة قد تطلب منه امر عجيب مثلما طلبت منه قتل صديقه حسن ، قال طارق : واذا رفضت ما تقولينه ماذا سيكون مصيري ؟.
ردت عليه الفتاة و هي تبتسم : سيكون مصيرك مثل ذلك الضابط الذي كان هو السبب في هلاك نفسه ، قال طارق وهو خائف : وماذا فعلتم للضابط هل قمتم بقتله ؟ ، ردت الفتاة : نعم يمكنك قول ذلك ، فالضابط وبعدما ظل ملف قضية سالم مغلق لمدة 10 اعوام قرر هذا الضابط اعادة فتح هذا الملف من جديد ، ولانه كان حاصلا على ترقية كان يريد ان يثبت انه يستحق هذه الترقية ، ولكنه اخطئ عندما قرر ان يبحث هنا في هذا المكان ، تابعت تلك الفتاة حديثها : كان هناك اتفاق بيننا وبين سالم وهو انه اذا دخل احد هنا فسوف يتم التضحية به للملك ( جبروت ) وحتى اذا كان سالم على قيد الحياة حينها.
ماحدث بعد ذلك ان الضابط عندما دخل وقع في الفخ وكان ( جبروت ) يطلب منه الكثير من الامور وعندما عجز من مطالب ( جبروت ) جاء الى هنا الى الحظيرة واخذ يتوعد ( جبروت ) ويحدثه باسلوب غير لا ئق ، حتى قام ( جبروت ) وتلبسه ومن ثم قام ( جبروت ) و جعل هذا الضابط يضحي بنفسه ، شعر طارق ان ما يسمعه هو من درب الجنون ولولا انه رأى ذلك الكابوس لظن ان هذه الفتاة مجنونة وهي من بني البشر ، بعدها سأل طارق قائلا : وماذا يا ترى فعلتم بسالم بكل تأكيد انتم من قتلتموه وقمتم بذبحه ، اجابت الفتاة وهي تضحك : نعم انا قمت بذبحه.
هنا اخذ طارق يفكر يا ترى كيف بدأت هذه الاحداث ولماذا كل ذلك حدث ومن هو جبروت ؟ ، جميع هذه الاسئلة كانت لا تغادر ذهن طارق وهو في ذلك الموقف الذي لا يُحسد عليه ابدا ، قال طارق : اريد ان اعرف كيف بدأت هذه الاحداث التي ادت الى هذه النهاية المأساوية لسالم و ذلك الضابط ، اربد ان اعرف حتى لا يصبح مصيري في النهاية هو الموت ، نظرت الفتاة الى طارق وقالت : حسنا سأخبرك بكل شيء ، قالت الفتاة : عندما انتقل سالم الى هذه القرية بسبب موت زوجته التي اصابها الطاعون كان سالم يواجه مشكلة كبيرة وهي اطعام الطفل.
ظل سالم يحاول كثيرا اطعام الطفل من حليب الماعز الا ان الطفل كان يرفض تناول الحليب لانه بطبيعة الحال ليس مناسب لمثل عمره ، في يوم من الايام استيقظ سالم على صوت صراخ ابنه الذي كان جائعا جدا ، حاول سالم تهدئة ابنه ولكن دون جدوى وفجأة سمع سالم صوتا يهمس في اذنيه : هل تريد ان يهدأ طفلك ؟ ، فجأة ظهرت امام سالم فتاة جميلة جدا ، شعر سالم بالخوف وقال : من انتي و ماذا تريدين ؟ ، قالت انا هنا لاطلب منك ان تختار ما بين ان يهدأ طفلك وما بين ان انصرف بلا رجعة و بذلك سيموت طفلك من الجوع ، في هذه اللحظة كان سالم لا يفكر الا في انقاذ طفله الرضيع