الفصل الاول

343 12 9
                                    

تستيقظ مبكرا هذا اليوم لديها اجتماع هام تفتح النافذه لتدخل اشعه الشمس الغرفه تلقي نظره خاطفه علي فراس النائم.. بعد ليله امس يجب أن تزور الطبيبه لان عقلها أصبح مشوشا.. ترتدي تنوره سوداء و ستره رسميه قليلا ..تناولت فطورها وذهبت حيث جراج السيارات لتري عم محمود الرجل العجوز المسؤول عن الجراج اقتربت من باب السياره لتري ان السياره تعمل منذ امس نظرت لثوان لتستوعب ..التفتت وهي تستغفر
-عم محمود مطفتش ليه العربيه امبارح

-ولله نسيت يا ست نورا

-حصل خير ..ممكن بس اما ارجع الاقيها متظبطه

-اوامرك يا ست هانم

اذٍا المواصلات هي الحل الامثل للوصول الي المشفي.. رَكَبتُ اول حافله قابلتني بعد السير لوقت تعدي الخمس دقائق داخل مجمع الفيلات .

ركبت الحافله وجلست بجانب السائق ودفعت اجره الكرسيين...لاحظت ان السائق العجوز ينظر لي بتكرار ...هُيأ الي انني رايته من قبل لكنني لا أتذكر.. وصلت الي المكان الذي أريده ورأيت العجوز وقد بدأ يبكي بهدوء(العجوز ليه قصه بعدين).. دخلت المستشفى لمحت الرجل الذي يتتبعني وقد عرفت من هو لذلك شعرت بالقلق فهويته قد تضرني...انتهيت من عملي وقد فوجئت برحيله المفاجئ فهو ينتظرني كل يوم لمراقبتي.. كلانا نعرف من نكون لكنني التزمت التجاهل والصمت ..اخترت سياره خاصه هذه المره وحددت الوجهه.. الطبيبه امل عشماوي اختصاصيه علاقات اسريه وكانت في كليه طب وتخصصت في مجال الطب النفسي.. دخلت المكان وكانت رائحه ما اعرفها جيدا اصابتني بالتوتر ...
____________________________♡

اتصلت بي المشفي واخبرتني ان حاله امي ليست جيده ...
تركت المشفي مسرعا وركبت سيارتي وذهبت للمشفى التي تقبع بها امي ...ركضت لاهثا وفتحت باب الغرفه لاجدها علي السرير وفي يدها السبحه التي أتيت بها من العمره ..تنهد مبتسما وشعر بالاطمئنان..
-تعالي يا سُليمان .

اقترب منها سليمان وقَبل يدها ..
-لسه بتراقبها يا سليمان؟

ارتبكَ قليلا لم يُخبر والدَتُه بهذا الامر من قبل .

-انت شايف انك لما تراقبها كده هتفهم.. طب متقولي افهمك احسن .

-انا عايز أعرف الحقيقه يا أُمي انا تعبت من كل الكدب اللي عَايش فِيه .

اعتدلت في جلستها ونظرت له بحنان وتذكرت كيف كان حمله سهلا خفيفا وعندما ولدته ورات عيناه الزيتونيه الفاتحه تذكرت ولدها فراس ..
أخذت نفسا عميقا وبدأت بالكلام ...

-شوف يا سليمان انا كنت متجوزه قبل ابوك براجل اعمال وكان راجل وحش يا ابني وطباعه صعبه وشغله كله حرام في حرام ..كان معذبني معاه وللأسف حملت منه ..وخلفت اخوك فراس  .. عدت سنين  لحد ما طلبت الطلاق.. اخوك كان تم الاتناشر سنه واخده مني بالغصب كنت برفع قضيه زياره ومبيحضرش ...عدت سنتين من غير ما اشوفه ..واتقدملي باباك بعديها بشويه.. رفضت خوفت من كل حاجه ..خوفت يحصل زي ما حصل زمان ..الا ان باباك قعد يزن ومتمسك بيا جدا.. ووافقت.. الا اني خوفت لو قابلت اخوك وعرف هيضايق وفعلا يوم كتب كتابي ابوه الشراني جابه اليوم ده علشان يشوف مامته وهي بتتجوز.. فراس زعل واخد جمب الا ان من رحمه ربنا بسبب ان ابوه جابه يوم كتب كتابي..عرف عنواني وبدأ يزورني من ورا ابوه وابوه لما عرف اداه علقه موت وجالي ووشه تعبان ..من الخضه خدته في حضني وعملتله وشه وقعدته معايا طول اليوم الا ان الفرحه مبتكملش ..ابوه جه وكسر الشقه واتهجم علي والدك ..ومن ساعتها وهو مبيزرنيش ..حمدت ربنا.. خوفت عليه وعلي باباك وبعديها بتلات سنين حملت فيك وجبتك الدنيا وانا فرحانه بيك وكنت بشوفك دايما زي فراس ..الا انك هادي ورزين انما فراس ..عصبي وتصرفاته متهوره ..فراس تم السبعبتاشر سنه وبقي بيزورني علي فترات متباعده وبقي لي بيزنس علي اده كده وجاب عربيه محترمه بس مكنش بيسوقها علشان السن القانوني ..في مره دبينا انا وهو خناقه لرب السما وكانت بسببك.. كان شايفني مهتمه بيك اكتر منه ..كنت طفل يا روحي وطبيعي اهتم بيك ..مشي وهو بيقولي انه مش هيعزمني لفرحه ابدا.. يومها فقدت الأمل وبطل يزورني ...

تنهدت وهي علي حافه البكاء..
- وفعلا معزمنيش وقريت في الجرنان انه اتجوز دكتوره تخصص أورام.... عدي وقت لحد ما كبرت ودخلت هندسه وفي يوم فرحك من مراتك ربنا يسامحك بقا...شوفت بن...

-شوفتي بنت لابسه فستان بسيط وكانت هيئتها مختلفه عن صحاب سُندس(زوجه سليمان) وأما قربتي منها علشان تتصور معانا اتوترت وحاولت تمشي الا انك اصريتي تتصور معانا واتصورت وبعد الصوره مشت من الفرح وركبت عربيه نفس عربيه فراس وعرفتي انها مراته ..

ساد الصمت لحظات يسترجع فيها سليمان ذكرياته استأذن من والدته ان يذهب لدوره المياه..اومئت بصمت ...
نظر في المرآه ..عيناه الخضراء ونظارته الطبيه ذات الاطار الذهبي  ..بشرته السمراء..كان يرتدي قميص كاروهات وساعته التي أهداها له والده ..

سمع صوت جَلبه بالخارج.. بدأ يتوتر.. فتح احد الممرضين الباب بفزع ونظر له

-مامت حضرتك في خطر وعايزه تودعك ....

_______________________♡
كانت رائحه العنبر منتشره في العياده ..فالطبيبه تحب هذه الرائحه.. جاء دوري ودخلت ...
تجلس بوقار علي كرسيها.. بلغت الطبيبه الأربعين عاما منذ فتره.. جَلست بهدوء وتوتر نظرت لي نظره حانيه
-عامله ايه دلوقتي ؟

-مش باين علي وشي؟

الكدمات.. نعم.. تغطيها بدهان تجميلي حتي لا يسالها أحدهم لكن طبيبتها تستطيع التمييز ..بدأت نورا بالبكاء.. الاهانه..  نعم شعور تشعر به  كثيرا ...منذ زواجها من فراس وهي تشعر انها جاريه او عبد عنده مثلا ..يبدل مشاعره معها كيفما يشاء ..يشعر بالغضب ..يضرب ويصرخ حتي جن جنونه واخذ حزامه وبدأ بالضرب ..كيف حدث ذلك ..حسنا ..الطعام لم يعجبه كيف يبدي رأيه.. رمي الطعام أرضا وقفت هي وقد طفح الكيل ...

-انت عارف ان اللي انتَ رميته ده ..فِي ناس مش لاقيه تأكله

-زيك كده ..ايه رأيك بقي هتوطي وتشيليه

نظرت له بغضب وقله حيله

-ربنا يسامحك ويهديك يا فراس

وعندما انحنت لتلملم الطعام وجدت الحزام يهبط علي ظهرها وبدأت بالصراخ..لولا ان جاءت ام حامد رحمها الله لتنقذها لكانت جلدا مهترئا علي عظام..

بهتت الفراشه ذات العيون العسليه والشعر الذهبي.. ملامحها الرقيقه والبسيطه.. سِرُ جَمالٍ ابدع الخالق في تكوينه ..

-فراس بيخوني يا دكتوره

__________________♡

البارت الاول من روايه نورا الفرسان ..اهلا بقرائي..دي روايتي الاولي علي الواتباد اتمني تعجبكم ...
طبعا للاسف الغلاف  تحت الإنشاء فا الروايه هتعرف لوقت مؤقت بأسمها فقط ..
بشكر صديقتي المقربة هنا لأنها كانت معايا دايما وانا بكتبها 💞
دمتم سالمين..

نورا الفرسان (مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن