اقتباس.

230 28 16
                                    

فراعنة الغرب
"اقتباس"

نظرت لهم بِشك: من أنتم، وماذا تفعلون هُنا؟
وأقتربت منهم تلك الفتاة ذات الزِي الفرعوني _الغريب بالنسبة لكون الجزيرة تقع في عرض المحيط الأطلنطي وبعيدة كل البُعد عن مُصر والتراث الفرعوني _ وهي تهددهم بالعصا التي تحملها وأردفت "هل أنتم جواسيس من جزيرة أخرى!"
نظر "قُصي" لـ شقيقته "فريدة":
_إحنا وقعنا في سبيستون ولا إيه! ده كوكب المرح!
وما كاد يُكمل حتى طالعها باستنكار عندما وجد ابتسامتها تكاد تشُق وجهها، والحماس يتطاير من عينيها،  هل جُنت! فهم في موقف لا يُحسدون عليه أبدًا، وما كاد يسألها ما بها، حد أسرعت تقول في حماس وسعادة " الله! دي بتتكلم فصحى، أخيرًا أحلامي بتتحقق"
نظر لها بستهزاء فهي شبة مهووسة بـ لغة الضاد وكُل شيءٍ متعلق بها.
نظرت الفتاة لهم بجهل، فـ لهجتهم غريبة للغاية _ بالنسبةِ لها _
وأثناء إنشغال "قصي" بالحديث مع شقيقته وإقناعها أنه ليس الوقت المناسب أبدًا لتسمعهُ قصيدة  لـ "أمرؤ القيس" للمرة الواحد بعد المِئة هذا الشهر، كانت الفتاة الأخرىٰ تكاد تستشيط غضبًا من هذا المغفل، وتِلك البلهاء التي تجاورة، فصاحت بعنف:
_أنتما الإثنان، أنا لستُ بالشخص الصبور أبدًا، هل ستقولون من أنتم أم... وسكتت قليلًا حتى تُخيفهم  ثم أكملت "أم أذهب بِكم لزعيم قبيلتنا، وصدقًا حينها لن أضمن لكم أنكم ستحيون ساعةً أخرىٰ.
نظر  " قُصي "لها ببلاهة، ثم ما لبِث حتىٰ تقدم ناحيتها ومَد يده بنية مصافحتها، فنظرت هي لهُ بستهزاء، حمحم الأخر مُحرجًا وتحدث مُعرفًا عن نفسهِ: أهلًا، أنا قُصي محمد، قُبطان، كُنت أبحر أنا وشقيقتي وقادتنا الأمواج عِنوةً إلا هُنا.
تجاهلتهُ تمامًا ونظرت لشقيقته القادمة نحوها قائلةً لها: وما اسمكِ أنتِ!
ابتسمت فريدة بـ لُطف وأردفت بالفصحى:
_مرحبًا عزيزتي، أنا فريدة، حقًا نعتذر لكِ علىٰ دخولنا لأرضكم.... وصمتت لبرهة وأكملت كاذبة" لقد جِئنا لهُنا بالخطأ صدقًا، ولكننا سمعنا مِن قبل أن زعيم قبيلتكم يقتل كُل غريب تخطو قدماه جزيرتكم، لذا أرجوكِ لا تُخبري أحد، نحن فقط أيام وسنرحل دون أن نتسبب في متاعبٍ لأحد نقسم.
نظرت لها الفتاة بتردد لدقائق طِوال ثم قالت بجدية:
_ إن بقيتم هنا فالكثير من فُرسان الجزيرة سيروكم؛ لأن معسكراتهم قريبة مِن هنا، سأخذكم لِمكان أمن لتختبئون بِه.. وأكملت بتهديد: ولكِن أقسم إن كنتم تخططون لشيء مُؤذي لنا فالموت سيكون أهون لكم مما سأفعلهُ بكم... هيا أمامي
ساروا معاها نحو المجهول وهم ينظرون لبعضهم بقلق، حتى همس قُصي "هنعمل إيه! "

السؤال لك أيضًا قارئي العزيز، ماذا كُنت ستفعل أن وجدت نفسك في جزيرة في وسط البحر، والشائع عنها أن كُل من يدخلها مصيرة الهلاك، وما خفيَ كان أعظم.

سلمىٰ عاطِف.

فراعنة الغربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن