الفصل الثالث "لستُ يتيمة"

77 12 4
                                    

"فراعنة الغرب"

3 "لستُ يتيمة"
قبل بداية الفصل.. المعلومات إللي بقولها عن السِحر أغلبها صحيحة، الفراعنة زمان كانوا مشهورين بالسحر الإسود.
اما عن إللي لسه مش فاهم فكرة الرواية.. فكل شيء بيتضح مع الوقت.. وهنكتشف حاجات كتيرة في الفصل القادمة فتأهبوا.
وأخيرًا متنسوش الصلاة على النبي.
             _______________________________
_قبطان.. يا قطبان ألحقنا السفينة أنحرفت عن مسارها الأساسي
وما أن قِيلت تلك الكلمات حتىٰ عم الهرج والمرج في الأجواء، والكثير من الأصوات المداخلة التي تنُم علىٰ رُعب الركاب، وعلى الرغم من عدم خُطورة الأمر؛ ولكن مخيلاتهم صورت لهم أنهم سيكونون خليفة لسفينة _تيتانك_ الغارقة.
حاول "قُصي" قدر الإمكان تهدأت الموقف وهو يقول بصوتٍ رخيم وهادئ لا يتناسب أبدًا مع شخصيتهِ المرحة:
_من فضلكم إهدوا، حقيقي الموضوع مش مستاهل الزعر والخوف ده كُله، الموضوع بسيط جدًا، إستمتعوا برحلتكم وإتركوا أمر السفينة عليا ومتقلقوش.
هَدِأت الأصوات قليلًا، حتىٰ أصبحت شِبة معدومة، بِستثناء هَمسات بعض الرُكاب لبعضهم البعض، نظر لهم "قُصي" نظرة أخيرة ثُم تحرك حتىٰ يُصلح الأمر بنفسه قبل حدوث كارثة.
في تِلك الأثناء كانت فريدة تجلِس بِكل هدوء يتنافى تمامًا مع الأجواء المحيطة وهِي تُمسك بإحدىٰ كُتبها بِيد، واليَد الأخرىٰ تضعها أعلىٰ ثِغرها في محاولةً منها لإخفاء بسمتها الشغوفة بِما تقرأ _حتىٰ لا يظن أحدًا أنها مُختلة_ كانت هائمة وهي تقرأ  تِلك الفقرة من الرواية للمرة الستون تقريبًا، فكان البطل يتغزل في معشوقتهِ بمنتهىٰ الرُقي هامسًا لها وهُو يُمسك بيديها بين يديهِ قائلًا «لا ينجلي همي إلا بعدَ رؤيتكِ
‏كأنك النورُ في صُبحٍ وفي غسقِ!» تنهدت بحالمية للمرة المِئة وهي تُتمتم بينما يديها تُغلق الكِتاب
_اللهم
                  ____________________________
كانت تسير "أماليا" في السُوق تُخفي وجهها بِشالها حتىٰ لا يتعرف عليا أحد، حتىٓ توقفت أمام إحدى التُجار وهِي تنظر للملابس التي أمامها، وهي تبحث بعينيها عن رِداء بسيط، فملابسها الباهظة تجعلها مِحورًا للشك ومِن السهلِ العثور عليها، نظرت بتمعن لدقائق بسيطة، حتىٰ وقعت عينيها على ثوبٍ من اللون الأحمر القاني يتسم بالبساطة الشديدة فحملتهُ بين يديها وهي تنظر للبائع وأردفت بِرقة:
_مِن فضلك، بِكم هذا!
نظرت لها البائع بتمعن وما كاد يتحدث حتىٰ صدع في الأجواء صوت الأبواق الخاصة بالحرس الملكي، وبين ثانية والتي تليها كان السوق يعُج بالحُراس
نظرت الأميرة حولها برُعب وأمسكت بِسُترة البائع المسن وهي تنظر لهُ برجاء
_اتوسلُ إليك، خبئني بمكانٍ أمن، سأعطيكَ كُل ما أملك مِن مالٍ وحلي، فقط أريد الإختباء من الحرس!

نظر لها البائع بشفقة، فهي تبدو كالجرو الصغير فقال مُهدئًا لها:
_إهدئي يا صغيرة، وهيا معي سريعًا، وأعدكِ ستكونين بأمان.
هرب بِها البائع سريعًا مِن المكان وتوجه بِها لمنزلٍ صغير بمكان بعيد عن مُحيط القصر.
_حسنًا.. أصبحنا بمكانٍ أمن، هيا أخبريني من أنتِ ولما تختبئين من حراس القصر؟
نظرت لهُ بخوفٍ وسرعان ما نطقت بتلعثم:
أنا.. أنا خادمة بالقصر و..
قاطعها بسخريةٍ وقال:
_خادمة! بذلك الرداء الباهظ! والأساور الذهبية و التاج الملكي الذى تحاولين تخبئتهُ بشالكِ! أنظري يا صغيرة، أنا لا أحب الكذب أبدًا أقري بالحقيقة كاملةً، وإلا أخرجي مِن منزلي حالًا.
نظرت ليداه التي تشير لباب المنزل بتوتر وخوف، استنشقت ماء أنفها وقالت بتردد:
_أنا الأميرة "أماليا" حفيدة الملك، وقد هربتُ من القصر خشيتًا من بطشِ الملك، فهو كان سيقدمني قربانًا للجِن ليضمن ولائهم له ومساعدتهُ في البقاء على العرش لعقودٍ قادمة.
قالت كُل ما لديها دفعةً واحدة، ولكن الرجُل ظل محدق بها بزهول وسرعان ما أردف بصدمة:
_أي حفيدة! الملك ليس لديهِ أحفاد، فالقد توفيت حفيدتهُ الوحيدة غارقةً في النهر!
نظرت لهُ بدهشة وقالت بعد دقيقة من التفكير:
_أنا لم أمُت في النهر، فتِلك مجرد شائعة نشرها المِلك وحاشيتهُ خوفًا علي من الأعداء، من ماتوا ذلك اليوم فقط والداي.
_لكن والدايكِ أحياء.. الأمر لا يُصدقه عقل، هل ترغبين في رؤيتهم!
ابتعدت عنه بتوجس وهي تُخرج من ملابسها خنجر صغير:
_أنت كاذب، والداي غرقوا ذلك اليوم في النهر، أنت تحاول إستدراكِ حتىٰ تسلمني للقصر أليس كذلك!
إقترب منها بحذر وهو يتمتم بهدوء:
_أقسم لكِ أنهم أحياء.. أنا صديقٌ لهم، لقد هربوا من الجزيرة منذ زمن بعيد، يُمكنني أن أجعلك تريهم، لكن هيا سريعًا قبل أن تُشرق الشمس.
سارت معهُ إتجاه المجهول، فليس لديها حُلول أخرىٰ فقط تأمل مِن كل قلبها أن يكون حديثهُ صحيح.
                   ______________________________
أبحرَ بها بقارب صغير لجزيرة مجاورة، وفي تنظر حولها بزهول، فتلك مرتها الأولىٰ التي تخرج عن حدود جزيرتها، بل حدود القصر بشكلٍ خاص، فاقت علىٰ صوته يقول:
_هيا يا أميرة.. لقد وصلنا.
ساعدها في الهبوط مِن المركب في نفس الوقت الذي إستمعوا فيه لأصواتٍ مجاورة ومنهم صوت مميز يقول "بتمنالكم رحلة سعيدة، تقدروا تتحركوا على الفندق تستريحوا والعُمال هيهتموا بنقل حقائبكم"
وكرر حديثة مرة أخرىٰ بالإنجليزية حتىٰ يفهمهُ الجميع.
نظرت بتمعن وهي تحرك عينيها بحثًا عن صاحب النبرة المميزة.. في الحقيقة هي لم تفهم من حديثة شيئًا فهو يتحدث بلهجة غريبة، بعد دقائق من النظر لم تراهُ من قوة الزحام فأكملت سيرها مع البائع الذي قال:
_فرصة جيدة أن ندخل للجزيرة في الزحام قبل أنا يرونا العُمال ويطلبوا رؤية هوياتُنا
رددت بعدم فهم: هوياتنا!
_حسنًا الأمر معقد، والديكِ سيفهمانكِ كل شيء.
رددت ببتسامه بسيطة:
_ليس من المهم أن أفهم الآن، كُل ما يُهمني أنني لستُ يتيمه.
              ________________________
في تِلك الأثناء كانت قد وصلت السفينة للجزيرة أخيرًا، فتَرجل الركاب منها أثناء حديث "قُصي" لهم ببتسامة رسمية:
_بتمنالكم رحلة سعيدة، تقدروا تتحركوا على الفندق تستريحوا والعُمال هيهتموا بنقل حقائبكم.
وكرر حديثة بالإنجليزية حتىٰ يفهمهُ الجميع.
_مش يلا يا فنان ولا إيه!
قالتها "فريدة" لأخيها وهي تترجل من السفينة
فأردف قائلًا:
_يلا ياختي.. يلا.
_يتبع

_سلمىٰ عاطِف.
_فراعنة الغرب
         __________________________
متنسوش الڨوت وكومنت لطيف. ❤
وبتقبل النقد على فكرة "النقد البناء".❤

فراعنة الغربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن