الفصل الثاني "الأميرة الهاربة"

90 17 9
                                    

*فراعنة الغرب.*

*الفصل الثاني "الأميرة الهاربة"*

            __________________________
_مولاي... مولاي لقد هَربت الأميرة
نظر لهُ الملك بفزع سُرعان ما تحول لِشر وأردف:
_أغبياء جميعكم أغبياء، ألم أقل لكم أن تراقبوها جيدًا حتىٰ لا تحاول الهرب مرةً أخرىٰ؟
حاولت الحارس الواقف أمامهُ التبرير وقال بكلماتٍ متعثرة صدِقني جلالتك لقد كُنا نراقبها، ولكنها أختفت فجاءة و...
لم يستطع إكمال حديثة، حيثُ أن الملك تمتم ببعض العبارات وسرعان ما إنشق صدر الحارس لنصفين في لمحِ البصر وإنفجرت الدِماء من رأسهِ بغذارة وسقط على الأرضِ فاقدًا للحياة.
نظر جميع مَن بالقاعة لما حدثَ نصبِ عينيهم بذعر وقلوبٍ ترتجف، هُم عالمون أتم العِلم بقدرات الملِك في السِحر، لكِن صدقًا عندما ترىٰ الأمر بعينك يكون الأمر أكثر رُعبًا.
استفاقوا جميعًا على صوت صراخ الملك وهو يقول بغِلظة وعيناه تكادُ تشتغل من الغضب:
_جميعكم مُكلفون بالبحثِ عن الأميرة في جميع أرجاء الجزيرة، أمامكم 5 أيامٍ كحدٍ أقصىٰ، إن لم يأتيني أحدكم بالأميرة فستموتون جميعًا بنفسِ الطريقة ورُبما بطريقةٍ أبشع.
قال جُملته الأخيرة بنبرةٍ مُخيفة وأعيُن سوداء بِشدة وكأنه يتلبسهُ الشيطان، صمتَ لثانية وأردف:
_هيا إبدأوا البحث.
ما كاد يُكمل جُملته حتىٰ فر الجميع هاربين مِن المكان كُل منهم يود أن يجد الأميرة حتىٰ يُحافظ على حياتهِ
           _____________________________
وبِذكر الأميرة.. فكانت ترقضُ منذُ ما يقارب ساعة تحاول الإبتعاد عن مُحيط القصر قدر الإمكان، حتى توقفت في الغابة وإختبأت خلف أحد الأشجار وجلست وهِي تمسحُ عينيها من البُكاء وهي تتذكر ما سمِعتهُ عندما كانت ذاهبة لِجدها _الملك_

"عودة لِسويعاتٍ مضت"
كانت تسِير بتجاهِ غُرفة إجتماعات القصر، وهِي تنوي إخبار الملك عن عدم رغبتها في تعلُم السِحر، ولا الذهاب مع الكهنة مرةً أخرىٰ، كانت تسير بخطىٰ هادئة حتىٰ توقف أمام باب الغُرفة، وما أثار دهشتها عدم وجود حُراس، ولكنها تجاهلت الأمر وما كادت تطرقُ الباب حتىٰ سمِعت صوت جِدها يقول بغضب:
_كيف ذلك.. لا يُمكنني فِعل ذلك حينها ستكون المملكة بِلا حاكِم بعد سنواتٍ طويلة
قال كبير الكَهنة بهدوء:
_مولاي هذا الحل الوحيد، فتفسير نبوئتك أن الأميرة "أماليا" ستقوم بالقضاء عليك وإنهاء تاريخ تلك المملكة وبدأ عصرٍ جديد، وذلك بساعده غريب.. سيأتي ليكون حاكم لنا، الحل الوحيدة أن تُقدم دِماء الأميرة قُربان لِلجن، حتىٰ يساعدوك بالبقاء على العرش لسنوات طويلة قادمة.

صمت الملك لثوان يُفكر ثم مالبث أن قال بثبات:
_حسنًا أنا موافق، سأقدمها قربانًا لهم، أهم شِيء أن تظل المملكة في قبضةِ يداي.
كانت تقف بالخارج وهي تضع إحدى يديها على فمِها لتمنع شهقاتها، فبرُغم قسوتهُ معها، ولكنها كانت تحبه للغاية، لكنهُ قرر التخلي عنها لمجرد مصلحتهِ الشخصية.
قررت أن لا تبقىٰ بالقصر ساعةً واحدة.. عليها الهرب فإن بقيَّت هُنا فمصيرها الموت لا محاله

عادت بعقلها للوقت الحاضر ونظرت حولها بتمعن.. عليها أن تجد مكان أمن تختبئ بِه حتىٰ يفقد الملك الأمل في العثور عليها.. فالجزيرة كبيرة ومليئة بالسُكان.
             __________________________

علىٰ سطح إحدىٰ السُفن الضخمة، كان يقف يتأمل البحر بهدوء، حياتهُ مُمله للغاية، بستثناء وجود فريدة بجانبهُ، ولكنهم الإثنان بلا أهل.. كُل ما يعرفوه عن حياتهم أنهم وِجدوا في أحدىٰ الشوارع أرضًا.. فأخذهم شخصًا ما وذهب بهم لِدار أيتام.. وبعدها بفترة جائت إحدىٰ العائلات لتبنيهم، ظلوا معهم حتىٰ أتم "قُصي" الرابعة والعشرون، وأتمت " فريدة " التاسعة عشر، وعندها اعلنت تلك الأسرة وبِكل قسوة تخليهم عنهم وتركهم في مواجهة الحياة وحدهم.. حتىٰ وصل بهم الطريق إلا هُنا، "قُصي" أصبح قبطان بعد تخرجهُ من الكلية البحرية، وأصبحت "فريدة" مُرشدة سِياحية بعد تخرجها من كلية الآثار.
فاق مِن شرودة عندما قامت "فريدة" بضمة قائلةً بحزن:
_مالك إيه إللي مدايقك؟
استند بجزعهِ على حافه السفينة وقال:
_مفيش حاجة صدقيني أنا بخير جدًا.
_متأكد!!
قبلَ رأسها بِحنو وقال بشاعبة:
_ده تحقيق بقىٰ؟ إيه خلصتي كُتبك وجاية تتسلي عليا!
ابتسمت بحماس _كلعادة _ وأردفت: لا جاية اسمعك قصيدة غزل قديمة حفظتها اسمع كدا "في بحرَ عيّنيكِ هامت كُلُّ أشواقي، يارّبة الحُسن هل تنوينَ إغراقِي!، ما كنت أؤمن بالعيون وفعلها، حتى دهتني في الهوى عيناكِ، عيناكِ بحرٌ تاهت بها سفني، وتزعزت به نبضاتُ قلبي وأنفاسي، أنا الذي لا يهزني برقٌ ولا رعدٌ، أعينين متلألئةٌ تهزمُ ثباتي".
ابتسم لها بشرودٍ وقال:
_تفتكري في يوم هلاقي إللي أقولها" عيناكِ بحرٌ تاهت بِها سُفني"!
_يمكن ليه لاء كُل شيء وارد
_ يا قبطان... ياقبطان إلحقنا السفينة إنحرفت عن مسارها الأساسي.

*يتبع...*
*_فراعنة الغرب.*
*_سلمىٰ عاطِف.*

فراعنة الغربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن