الفصل الرابع " قُربان! "

76 8 2
                                    

فراعنة الغرب

4 " قربان! "
سلمىٰ عاطِف.

متنسوش الڤوت وكومنت لطيف فضلًا، حقيقي بتعب جدًا علشان أطلع الفصل كويس وشبة خالي من الأخطاء. 💕
_________________________

‏«أسِيرُ ولَستُ أعلَمُ أينَ أمضي
غَريبَ الدَّارِ قد ضَيَّعتُ بعضِي!»

إقتربت مع البائع لساحلٍ هتطرف على الجزيرة وهي تنظر حولها بتوجس وخوف، فهي لا تثق في ذلك الرجل، ولكن لم يكُن أمامها حلول أخرى، فحراس الملك حتمًا كانوا سيجدونها حتىٰ وإن أضطروا لقلبِ المدينة رأسًا على عقب، خرجت من دائرة شرودها على صوتٍ الرجل بجانبها وهو يقول بهدوء:
_ أعلم أنك خائفة وقلقة، لكن أقسم لكِ يابُنيتي أني لا أنوي لكِ الشر أبدًا.
تجاهلت حديثة وقالت بفضول وترقب:
_إسمح لي بسؤالِك، كيف لرجلٍ بسيط الحال مِثلك أن يكون على معرفةٍ بوالداي؟
ثم أكملت بسرعة
_صدقني لا أقصد الإهانة، فقط الموضوع يثير حفيظتي!
ربتَ الرجل على كتفها بِحنو وأردف:
_أهدئي يا أميرة، والدكِ سيقصون عليكِ كُل شيء، وعلىٰ كل حالٍ نحنُ قد وصلنا، وها هو المنزل.
وقفت تنظر للبابِ بترقب، وداخلها مزيج من المشاعر المتناقدة، فجزء منها يتمنىٰ أن يكون حديث _ البائع _ صحيحًا وأبويها أحياءُ يرزقون، وجزءٌ أخر يتمنىٰ أن يكون يخدعها، فهي حقًا لا تدري كيف ستسامحهم علىٰ تركها كُل تلك السنوات، تعيشُ يتيمة وهم علىٰ قيد الحياة!
_ابنتي! أماليا!
___________________________

علىٰ الجزء الأخر من الجزيرة وفي أحدى المنتجعات السياحية الشهيرة، كانت تقف "فريدة" وهي تدور بعينيها بين الواقفين وهي تهتف بتروٍ ونبرة مليئة بالرُقي والهدوء:
_أولًا: الحمدلله على سلامتكم جميعًا، واتمنى تكون الرحلة دي سعيدة وتقضوا فيها أوقات لذيذة، ثانيًا: أحب أعرفكم عن نفسي أنا "فريدة مُحمد أبو الدهب" المرشدة السياحية للرحلة، هكون معاكم دايمًا في كُل ما يخص السياحة هنا، وطبعًا لينا برنامج مُعين هنمشي عليه، بس لو حد حابب يضيف شيء مفيش مشكلة هحب أسمع جميع الأراء.
قال إحدى الرجالِ الواقفين بفظاظة:
_ بس أنا برنامج الرحلة مش عاجبني، أنا عاوزة أروح الضفة الغربية للجزيرة، أنا دافع فلوس من حقي أروح المكان إللي عاوزة.
نطقت "فريدة" من بين أسنانها وهي تقول بهدوءٍ تجاهد للتحلي بهِ:
_يافندم أنا معنديش مشكلة أبدًا في أنك عاوز تضيف مكان كمان لبرنامج رحلتنا، لكن الضفة الغربية دي أصلًا مهجورة، كُل إللي فيها ساحل بيطل على بُحيرة! فـ ليه نروح مكان زي ده! في أماكن أحسن زي ال...
قاطعها بفظاظة للمرة الثانية:
_أنا مش قولتلك أني عاوزة أروح هناك! يبقى غصب عنكم تودوني هناك
تجاهلتهُ هذه المرة وهي تُعيد نظرها لبقيت الفوج تنتظر أي أسئلة أو إستفسارات، وما كاد يتحدث مرة أخرىٰ حتىٰ نظرت لهُ بحدة وعينيها تكادُ تخرج سهامًا مشتعلة لتحرقهُ، ثم أشارة بيدها على عُنقها بحركة مرعبة كعلامة للزبح، ثم في غضون ثواني، كانت تعود إبتسامتها البريئة وهي تُشير للبقية بِلطف أن يكملوا أسئلتهم.
فنظر لها الرجل بتوجُس وهو يكاد يقسم أنها مختلة!
_______________________
_ابنتي! أماليا!
قالتها تلك السيدة وهي تقترب منها والدموع تسيل مِن عينيها بشوقٍ وما كادت تحتضنها، حتىٰ رفعت "أماليا" يدها في وجهها وهي تصرخ:
_إبتعدي! من أنتِ؟
نظرت لها السيدة بقلق وقالت:
_أنا والدتكِ، وهذا والدك يا حبيبتي، إقتربي
وزعت أنظارها بينهم وهي مُتيقنة تمامًا أنهم والديها، فهي لديها الكثير والكثير مِن الرسوماتِ لهم، وكما أن والدتها تُشبهها لحدٍ كبير، لكنها أردفت بسخرية:
_والداي! وأين كنتم! عن أي أبوةٍ تتحدثون وأنتم تركتموني في الثالثة مِن عمري ورحلتم! أوهمتم الجميع بموتكم، والآن ماذا تتوقعون مِني! أن آتي لأحضانكم بشوقٍ! أسفة ولكن هذا لن يحدث أبدًا، أنا جئت هنا لأعرف فقط لماذا فعلتم هذا وسأرحل.

فراعنة الغربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن