JL | كتاب ونشوتات

❇ونشوت 3 : دفع الإيجار❇

G!P
جرت جيني قدميها بتعب بعد أن أكملت دوامها الذي يستغرق وقتا طويلا وجهد كبيرا، ومشت بكل إرهاق في ذلك الشارع الطويل والذي بدى أطول مما سبق بسبب تعبها و رغبتها الشديدة في الجلوس.

وكانت خطواتها البطيئة سببا آخر في عدم وصولها السريع لشقتها التي تقبع في عمارة طويلة ذات طوابق متعددة، فلو رَغبت في رُأيت العمارة بأكملها عليك برفع رأسك عاليا كي تتمكن من ذلك.

دعكت جيني كتفها الأيسر والذي كانت تحمل عليه حقيبتها الثقيلة واخذت تمتم بكلمات غير مفهومة ولكن لو كنت قريب منها او تعرفها جيدا لأدركت أن تلك الكلمات كانت عدة شتائم ولعنات على جميع من عرفته وعلى حياتها الكريهة التي تجعلها تشعر أنها عجوز في اخر تسعيناتها بينما كانت في الحقيقة فتاة يافعة في بداية عشرينياتها.

ورغم أنها مجرد طالبة إلا أن جيني كانت تجتهد في العديد من الأعمال، فهي كغيرها لها احلام عديدة ومن بينها أن تستقل في منزل تشتريه بمالها الخاص والعيش فيه بسعادة رفقة من تحب. وكانت بالفعل دائما تحلم أنها تعيش في منزل واسع وكبير مع تلك المرأة ذات الشعر الكحلي والعينين الحادتين...

كانت جيني معجبة بامرأة تسمى ليسا مانوبان ورغم جرأتها التي امتلكتها منذ الصغر كانت تجد صعوبة في الاعتراف لها واخبارها بكل رغباتها وأحلامها عنها...الجميلة والقذرة منها... وعلى هذه السيرة ابتسمت جيني بخبث وشريط تخيلاتها القذرة يمر أمام عينيها.

ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها حينما لمحت عينيها شبيهة القطط ذلك الجسد القصير وهنا بدأت جيني بقصيدتها المعتادة والمليئة بالشتائم الاسوء من السابقة.

اقتربت من الرجل القصير وأرغمت شفتيها على رسم ابتسامة صفراء لا تدل على السعادة بل على الكراهية والتقزز، وقد كان ذلك الرجل على دراية من الأمر لذلك، قال مستهزئا بها:

جيني! عزيزتي كيف الاحوال؟ لقد سمعت أنك تعانين بعضا من المشاكل. إن الانسة مانوبان تبحث عنك منذ الصباح وتبدو غاضبة جدا.

ما دخلك انت؟ ثم أنني لست عزيزتك. قالت جيني بدفاعية ليرفع الآخر حاجبيه باستهزاء ثم رفع يده إلى قلبه يدعي أنه يتألم وقال:

اخخ عزيزتي لقد جرحتي قلبي الصغير، أنني فقط احاول مساعدتك في دفع ايجارك الذي مر عليه شهرين بأكملهما. إنني خائف عليك من توحش الانسة مانوبان.

فلتهتم بشؤونك.

قالت جيني بتأفف ثم التفتت بنية المغادرة لكنها توقفت حينما سحبها من يده قائلا: