الساعة ١٢:٠٠ صباحاً ..
في المزرعة بداية اليوم الجديد ..
دخل إحدى الغرف في الكوخ وقام بتبديل ملابسه المبللة ..
جلس على إحدى الكراسي الموجودة في الغرفة وقام بالتفكير ..
طرت على باله وتذكر تعبها .. وقف !!
وقف وقال بداخله : أتمنى المطبخ باقي فيه أكل ..
خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه ، توجهه للمطبخ ..
نظر للمطبخ وقال بداخله : من أسبوع ماجيت
للمزرعة أكيد فاضي !
توجهه المطبخ وفتح الثلاجة لينصدم بهالعدد الهائل من المعلبات
والخضار والطعام !!
أبتسم وقال : الأكيد أنه عادل !
تنهد من حس بحنية عادل وفهمه وسرعة بديهته ..
شجاع أخذ هاتفه وقام بدخول على المكالمات .. وضغط على أسم " عادل "!
رد ..
-عادل بأستغراب من أتصال شجاع :
سم ، محتاج شيء ؟
-شجاع وهو مبتسم : خلني أسلم بالأول !!
-شجاع أيضًا : السلام عليكم
-عادل بفضول : وعليكم السلام هلا ؟
-شجاع وهو قاصد هالكلام : ماتقصر ياعادل دايم
تحرجني بتصرفاتك المخفية ..
-عادل أبتسم وقال : ماسويت شيء هذا كله من تدريبك
لي في الخدمة ..
-شجاع : ياكثر مادربت ولا جو نفسك ياعادل أترك تواضعك
-عادل ضحك وقال : شكراً
-شجاع : الله يعطيك العافية ويقويك .. علمني كم الحساب
عشان أحول لك
-عادل : لا لا وش تحول لي ماهو شيء !
-شجاع بنبرة حادة : وش اللي لا ؟!! أقول علمني
كم الحساب
-عادل : تذكر الفلوس اللي مديتها لي عشان علاج والدتي ؟
ورفضت إلى ماقلت خلها ياعادل دين ؟ أعتبر أن هذا
من سداد الدين !
-شجاع : الله يهداك ياعادل !! ترا شيء وصار وأنتهى
-عادل : المواقف الخيرية منك ماتنسى !
-شجاع أبتسم وقال : زين زين
قطع الخط شجاع ..
_
الساعة ١٢:١٥ صباحًا
صحت من بداية نومها على صوت بكاء !!
تتبعت صوت البكاء إلى أن وصلت عند باب أختها !!
فتحت الباب بسرعة ودخلت عندها ..
-نورة : لمياء!!
-لمياء وهي تمسح دموعها : نعم ؟!
-نورة بصوت حنون وهي متجهه للمياء :
شفيك ياعمري ؟
لمياء وضعت رأسها بحضن أختها وبكت ..
-نورة : علميني وش فيك ؟!!
-لمياء وهي تبكي : تركني يانورة تركني من غير
وداع حتى !!
-نورة وهي عاقدة حواجبها : ها ؟ كيف ؟ مين ؟
وش تقولين أشرحي زين ؟
-لمياء وهي تبكي : سيف سيف بلكني وماعاد
يرد علي !!
-نورة حضنت أختها وقالت : الله يهداك قلت لك
قلت لك أنه يحب زوجته أتركيه !!!
-لمياء : كان يعرفني قبلها كان يحبني ودايم يقول
لي بتزوجك !! ليش تركني ليشششششش ؟!
-نورة وهي تربت على رأس لمياء : خلاص
أنسيه ماعليك منه ، أساسًا أحلى لك وله !!
-لمياء بكت بشدة وقالت : ماراح تفهميني يانورة
عمرك ماراح تفهمين شعور الحب !!
-نورة وهي تحاول تسكر الموضوع : خلاص
هدي اللحين و بعدين يصير خير !!
قاطعهم دخول أختهم نجد !!
أنصدموا من وجود نجد ، ونجد أنذهلت من منظرهم !!
-نجد : لمياء شفيك شفيها لمياء ؟
لم تجيبها لمياء !!
-نجد بصوت مرتفع قليلًا: نورة شفيها
لمياء ؟!!
-نورة وهي مصدومة : غريبة ليش جيتي البيت ؟
-نجد : أتركيني وجاوبي وش فيها لمياء
-نورة : مافيها شيء بس بطنها يعورها !
شكلي بسوي لها قرفة
-نجد : أها اشوا احسب في احد مات
-نورة : فالك ماقبلناه !!
وقفت نورة ولحقتها لمياء وهي تمسح دموعها لنجد عند الباب ليسلما عليها ..
-نورة بأبتسامة واسعة : الحمدلله على السلامة
-نجد : الله يسلمك
-لمياء : يمه كيف جيتي كيف امداك وفي الليل بعد ؟
-نورة : منجد نجد كيف جيتي متى قررتي ومن جابك ؟
-نجد وهي تنظر للمياء : مفاجاة النية بس صوت بكاها
خوفني
-لمياء أبتسمت : عاد لما شفتك بطني خف فيه الألم !
-ضحكت نجد وقالت : يلا تعالوا أشتقت لكم ووين أمي ؟
-لمياء : أمي صايرة تنام بدري ..
_
الساعة ١٢:٢٠ صباحًا..
في المطبخ ..
وهو في المطبخ كان يسترجع الذكريات ويحاول يسترجع خطوات الرجل التركي "محمود" الذي كل ماتعب طفل في الميتم صنع له البعض من الحساء ..
وضع الخضار ثم وضع القليل من البهارات والقليل من العدس وأضاف الماء الساخن في الوعاء فوق النار ..
أنتظر طويلا وكان كل ٧ دقائق يقوم بتقليب الحساء ..
وبعد ٣٠ دقيقة ..
كان يشعر بتعب شديد في صدره وفي جسده .. بلع ريقه وتقدم للنار فتح الوعاء ليرى بأن الحساء طبخ بشكل جيد ..
شجاع : وأخيرًا !!
قام بأخذ ملعقة كبير بشكل دائري ليسكب الحساء في وعاء دائري صغير ووضع بجانبه ملعقة صغيرة على صحن وكأس من عصير البرتقال الطازج ..
نظرت للخزانة الكبيرة أمامها .. كانت تريد أن تبدل ملابسها المبللة ولكن أستصعبت هذا ..
إلى أن مر على استلقاءها ٤٠ دقيقة وقفت بصعوبة وتشعر بأنها ستسقط بأي لحظة !!
فتحت الدرج لتسحب بنطال بجامة كروهات أخضر وسترة ثقيلة باللون الرصاصي الفاتح ..
أنصدمت لما لبست لبسه !!
كانت سترة شجاع تصل إلى فوق ركبتيها بالضبط !!
وكان بنطاله يصل إلى الأرض !! وأكمام يديها جداً واسعة ..
إلى أن قامت بصفط البنطال ليصل على الأقل إلى قدمها- أكرم الله القارئ- وصفط أكمامها إلى أن تصل لأكواعها !! ..
مسح جبينه بذراعه ثم تقدم ليحمل الصحن وتوجهه للغرفة التي تتواجد بها المها ..
قام بطرق الباب ..
خافت من طرق الباب !!
نظرت للباب بخوف وقامت بسرعة بوضع ملابسها المبللة في إحدى الأكياس البلاستكية الموجودة وربطها ..
قامت بالإستلقاء على السرير ووضع الكيس خلف السرير من الجههة الأخرى ..
طرق مرة أخرى ..
-شجاع : بنت ؟
طرق مرة أخرى ..
-شجاع بقلق : يابنت !!
-المها من حست بنبرته : قاعدة وش تبي ؟
-شجاع : ليش ماتردين من الأول ؟
-المها : لي أسم .. أسمي مب يابنت !
شجاع بداخله : لاحول ولاقوة الا بالله
-شجاع : ترا بفتح الباب ؟
-المها : لا
-شجاع : ليش ؟
المها سكتت ..
-شجاع : طيب متى تخلصين ؟
-المها أنصدمت من سؤاله : ها ؟
-شجاع ببرود : أنتِ الأن خلصتي غيرتي
ملابسك ؟
-المها : أي بس...
فتح الباب ودخل ..
طارت عيونها من جرأته !! وقالت بداخلها :
طيب ماخلصت كلامي !!
شجاع دخل وتقدم للمها .. وضع الصحن على الطاولة بجانب رأسها ..
أبتسم لما رأى طريقة لبسها لسترته !!
-شجاع : رايحه تتضاربين مع عيال الحارة ؟
-المها وهي تقلده : ننننننانان شدخل ؟
-شجاع وهو يشير للصحن :
ماله دخل صح ، بس يلا كلي بسرعة
-المها نظرت للصحن ثم إلى شجاع :
وش ذا
-شجاع : شوربة خضار مفيدة أشربيها
عشان تتحسنين
-المها : ماشربتها إلا منك ؟!!!
-شجاع : أقول أشربيها لايصير فيك شيء
وتطيح براسي مصيبة مب ناقص !
-المها وهي تنظر للأمام وتتجاهل النظر إليه قالت وبعبرة
خانقتها : ليش تهتم ؟ خل يصير فيني شيء !!
مالك دخل
-شجاع : يابنت والله مب وقتك أشربي يلا
-المها : عاملني نفس ماتعامل بنات عمك
-شجاع : ماعندي بنات عم غيرك !!!
-المها طارت عيونها وألتفتت إليه وقالت :
هااا ؟
- شجاع : أقصد يعني ..
سكت لثانية ثم أكمل وقال :
أقول أشربي الأن أنتِ
-المها : وش تقصد ؟
-شجاع : خلاص ياطفلة أشربي بسرعة قبل
يبرد !!
-المها : علمني وش تقصد وبشرب !!
-شجاع وهو يضع الصحن في حضنها :
ماعرف إلا انتِ أرتحتي ؟ يلا أشربي
-المها رفعت نظرها وقالت له : ليتني ماعرفتك
ولا قربت لك مثلهم ..
شجاع نظر إليها وبلع ريقه ، وكأنه يقول حتى أنا حاولت أخليك ماتقربين لي وتتأذين ..
-المها وهي مكملة : ماندمت على شيء بحياتي
كثر ماندمت على أني حاولت أعرفك ..
-شجاع نظر إليها وأشار للصحن : المهم خلصيه
كامل
وخرج ..
نظرت للوعاء وكانت مستغربة كيف يعرف يطبخ !!
مسكت الملعقة ورشفة من الحساء .. طارت عيونها من الصدمة !!
الحساء طعم الخضار فيه واضح وبنفس الوقت طعمه حلو !!
كانت دايم الطبخات و الأدوية الشعبية طعمها مب جيد ولكن ذا الحساء كان غير !!
كانت تتذوق بأستغراب إلى أن قاطعها طرقه للباب ..
-شجاع : بدخل
كانت تريد أن لايراها تشرب حساءه ولكن فتح الباب ودخل بسرعة ..
كانت تنظر إليه وبفمها الملعقة ..
أبتسم بداخله ونظر إليها ..
-شجاع وهو بنص الغرفة وينظر للمها :
الساعة كم ركبتي السيارة ؟
-المها أبعدت الملعقة عن فمها : ماتبي تسكر
الموضوع ؟
-شجاع : لا بس كنت بسأل إذا أمداك صليتي العشاء ؟
ولا كان قبله ؟
-المها : أيه
-شجاع : زين
-شجاع : في أحد يدري أنك معي ؟
-المها بإدراك : لا !
-شجاع : الله يهداك بس ..
خرج وأغلق الباب خلفه ..
_
الساعة ١:١٠ صباحًا..
خرج وأغلق الباب خلفه وتوجهه إلى غرفة المعيشة في الكوخ ..
جلس مقابل أبوابه الزجاجية بحيث يكون المطبخ خلفه وغرفة المها خلفه على اليسار ..
جلس وتنهد من تذكر اللي صار .. مايدري يفكر في همومه ولا ينقل هم المها اللي راكبه معه بالسر ومن دون علم أيّ أحد من أهلها !!
شجاع : الله يستر بس لا يحسبون صاير فيها شيء
يارب سعود يلهيهم ..
تنهد ومسح على وجهه تذكر أبيه " سامي " وهو ينظر لتساقط قطرات المطر ..
شجاع : حتى الغيم اليوم على هجرك يا بوي حزين !!
طبيعة شجاع متعمق في التفكير .. وهالليلة تعمق كثير كثير ..
بدأ يمر شريط حياته أمامه حرفيًا شريط حياته ..
تذكر وقت ماخذته رانيا من والدته وكانت تُسمعه أشنع الكلمات عن والده !!
كان طفل يجهل مايحدث حوله !! ولكن حقد رانيا أعماها بأن شجاع فقط طفل بريئ يكون أبن لعبدالعزيز ..
عند وصولهم لإحدى قُرى لتركيا وفي أحد المستودعات لأخوان زوج رانيا ..
كانوا يرموا الأكل لشجاع ويحاولوا يستهينوا ويضحكوا عليه !!
ورغم صغر سن شجاع إلا أنه كان يرفض يأخذ الأكل المرمي !!
كان كل يوم يكبر الأمل عنده بأن والده الذي يراه كالبطل سيأتي ويأخذه منهم !!
كان شجاع يتلقى الضرب يوميًا من أجل عديمين الشفقه يسجلوا صوت صرخاته المؤلمة من أجل إرسالها لوالده !!
كانت دمعاته تحرقه من كثر القهر ..
مرت ٧ أشهر على وجود شجاع مع عديمين الرحمة بعذاب وجحيم بشكل مرعب ولم يتخلى عن أمله ..
كان كل مايفقد الأمل يتذكر حضن أمه الحنون وطيبة أبيه معه !!
ويقف مبتسمًا متفائلًا.. وكان يبتسم كثيرًا كل مايتذكر حياته سابقًا ولكن كانت تخونه دمعته فاقدة الأمل !!
كان يمسحها بسرعة ويبعد فكرة فقدان الأمل عن باله !!
رغم أنه طفل إلا أنه لم يتخلى عن عائلته بهالسهولة ..
عندما مر على وجود شجاع معهم سبعة أشهر تعبت رانيا وقامت بتوصية أخوان زوجها أن ماتت أن يتركوا شجاع في سبيل حاله !!
وبعد وفاة رانيا قاموا برمي شجاع في الشارع مشردًا في شوراع تركيا !!
لايجيد التواصل معهم أو حتى فهمهم !! لدرجة كانوا يظنون الناس هُناك بأن شجاع لايسمع ولا يتحدث !!!
مر على شجاع ثلاثة أشهر مشردًا في شوراع تركيا !!
وعندما رأى رجل كبير شجاع في الشارع لايتحدث ولا يسمع أخذه ليضعه في إحدى ديار الإيتام ..
كان يعيش في الميتم هادئ صامت فقط يرى كيف يتحدثون ويحاول أن يتعلم لغتهم فقط من أجل أن يعود إلى أهله !!
مر على وجوده في الميتم ٤ أشهر وبكذا شجاع كمل سنة بعيد عن أهله وأصبح عمره "١٠" ..
لم يكن أحد في الميتم مهتم في شجاع كثيراً سوا الطباخ محمود ..
كان كل ماتعب شجاع يعالجه ويصنع له بعض الأدوية الشعبية والأكلات الساخنة التي ستساعد في تدفئة شجاع ..
كان شجاع بسبب الفقر هُناك يشتغل سائق عربانه عند إحدى الطلاب وكان يسمعهم يتتحدثون عن القواعد والمفردات التركية ... مر على شغله في العربانة ثلاث أشهر وكانت كافيه أن تجعله قادرًا للتحدث في اللغة التركية ..
كان لاينام ليلًا من دون أن تطري والدته في باله و يبكي بشدة .. لدرجة أن تعلوا شهقاته ويجهش في البكاء وتقوم مديرة الميتم بطرده كمعاقبة كي لايزعج الأطفال في الغرفة ويجعلهم يناموا !!!
خرج في إحدى الليالي الذي كان مطرود فيها بسبب جهشه في البكاء ..
أتى إليه رجل وقال له بالتركي :
هل تريد أن أوصلك إلى أمك وأخرجك من هذا الميتم
المشؤوم ؟
كان شجاع ينتظر من يساعده من زمن طويل ولم يتردد في الموافقة ..
أتفق الرجل مع شجاع بأنه سيأتي ويتبناه وسيوافق شجاع على ذلك ..
ولكن كانت إحدى شروط العقد بأن إذا رجع الطفل يشتكي سنغرمك !!
وفعلاً لقد تبناه الرجل ولكن لم يوفي بالوعد ، فقط أستغل شجاع وشغله عنده!!
خاااااب أمل شجاع كثيراً !!
ممن جعله هذا الأمر ينهار بشكل جداً مرعب كان شجاع أشبهه بجثه حية !!
أنهار بشكل كبير وعاش في إكتئاب كبير لا يوافق عمره !!
الرجل لايستطيع إرجاع شجاع للميتم كي لايشتكي ولكن خطرت على باله فكرة خبيثة !!
أستغل قلة التطور وتعب وإكتئاب شجاع ولغته المكسرة في أن يضعه في
"مستشفى المجانين " !!!!!!
كان شجاع لايستطيع التحدث والمجادلة !! نعم فقد الشغف !
كان مرهق كثيراً ينام كثيراً ولا يخرج من غرفته !!
حتى عندما كانوا يحاولون أخراجه للحديقة يرفض !!
إلى أن صدف وأصبح الممرض المشرف على شجاع شاب مبتدئ ..
كان الممرض يرى في شجاع العقل ويستغرب من وجوده هُنا !!
طرت على بال الممرض فكرة بأن يعطي شجاع فرصة ..
ووضع أمامه ورقة وقال :
أنت دائم تذكر والدتك ووالدك في السعودية !!
حسناً أكتب لهم رسالة وأنا سأرسلها مع زاجل بريد
لبريدهم على المنزل أو لرقمهم أن كنت حافظ شيء لهما !
وفعلاً شجاع قام بما قال له الممرض وكان أيضًا كل يوم على هذا الحال ولكن لم تكون الهنوف والدته ترد عليه !!
كان يكتب إليها العديد من الرسائل ولا ترد ..
إحدى رسائله كان يقول فيها :
أمي أني أخبرهم بأن الطعام لايوجد فيه ملح ويقولوا لي بأني مجنون يجب علي الصمت فأنا لا أفهم !! ، أمي أني أشتاق لرائحة طهيك وتذوق طعامك ..
-نزلت دموع شجاع لما تذكر هالرسالة اللي كتبها لوالدته لأن فعلاً بوقتها كان يعاني جداً كان يبكي كثيراً ويحس بجفاف والم في معدته ،
كل محاولاته في التواصل مع أهله لم يكون لها حتى صدى !!
أنخذل وخاب أمله كثير ..
أصبح عمر شجاع "١١ " لينصدم برسالة أتته من أخيه سعود
سعود أخيه صاحب عمر"٧" !!!! ولكن بمساعدة أبن عمه سيف في إرسال الرسالة ..
كانت كالمواساة له بعد الله سبحانه وتعالى ..
ولكن كانت رسائل سعود قليلاً غير مفهومة بسبب كيفية خط سعود وأخطائه الإملائية بسبب صغر سنه ..
كان دائم شجاع يرسل لسعود ويسأل عن والدته وعن سبب عدم ردها عليه ..
ولكن لم يكون هناك أيّ سبب مقنع وبالعكس حس شجاع بأن سعود يرد عليه خفية عن أهله ..
وتأكد من ذلك عندما أنقطع سعود عن الإرسال !!
كان سعود يكتب لشجاع أرجع لنا حاول ترجع لنا ويشجع شجاع على الرجوع ، ولكن شجاع فعلاً بوقتها فقد الأمل .. أو بالأصح ماكان يبغى !
حس أن أهله أستقروا من دونه ماعاد يحسوا بوجع فقده ..
الممرض كان سينقل من هذا المستشفى وبسبب إدراكه لعقل شجاع لم يستطع الذهاب من دوون أخراج شجاع من هالمستشفى !!
أخرج معه شجاع تهريب إلى منزله ..
ليتفقوا على خطة وكيفية إيصال شجاع للسعودية من غير تفتيش للجوزات ..
كان شجاع لايريد أن يرجع إلى أهله ولكن كان يريد الرجوع إلى وطنه ..
رجع في إحدى الأيام الممرض ليخبر شجاع عن عائلة سعودية هُنا تحاول ان تعالج العقم !! وقال الممرض لشجاع بأني أقترحت أن يتبنونك بما أنك طفل سعودي !!
وفعلاً شجاع أندفع بمشاعره أهم شيء تكون عندي أم وأب وسعوديين ..
-تنهد لما تذكر الممرض اللي جمعه بأبيه سامي ..شجاع نزلت دموعه وهو ينظر للمطر مب قادر يستوعب كيف أبيه سامي تركه !! -
تذكر أول مره قابل فيها أبيه سامي !!
كانوا في حديقة هو وزوجته عائشة وتعرف عليهم ..
أراد الله أن يرتاحون لبعضهم البعض وبأن يحبون شجاع ..
ذهبوا للسعودية بتهريب شجاع وكانوا في الجنوب ..
عاش حياته معهم وكان وحيدهم ..
وفي الجنوب كان شجاع معروف جداً .. بأنه رجُل رغم صغر سنه ..
حتى الأطفال كانوا هُناك يهابوا شجاع !!
كان لديه طبع حاد وجدي رغم صغر سنه مما يجعل الرجال والجيران هُناك يستعجبوا منه ويذهبوا إلى أبيه سامي ويقوموا بالمدح والثناء على طبعه ..
عاش شجاع عمره من ال ١١ سنة إلى ١٥ سنة في الجنوب ..
وكان لايفارق أبيه سامي دائمًا بجانبه بكل مناسبه في كل مجلس أيّ مكان ..
وفي الصباح يستيقظ مبكرًا ويساعد أمه عائشة ..
إلى أن قرر سامي أن يحاول جمع شجاع مع أهله ..
وأنتقلوا للرياض ..
قام سامي بأخذ بعض المعلومات من شجاع أسم عائلته جده أبيه وفعلاً ووجدهم بما أنهم عائلة معروفة ..
وفي عمر ١٦ عندما أتى عبدالعزيز أبيه فجأة لحارتهم وكان يبحث وينادي عن شجاع وهو أمامه !!!
كان شجاع بحالة صدمة كبيرة ويقول في داخله :
حتى ماعرف يعرفني !!
كان في قلبه عتاب كبير ويبغى يصد .. حس بشعور مايت بداخله مب قادر يصحيه .. ولكن بالنهاية ركض ليدخل لبيت أبيه سامي وأمه عائشة وأكتفى أنه يحاول ينام ذيك الليلة .. ولكن وهو يحاول كان يحس بألم بصدره ومستغرب وين حماسي وين شوقي بلقيا أبوي !! معقول تبلدت ؟!
كان سيف يأتي إليه في الحارة وحاول التعرف عليه ..
كان شجاع يذكر سيف لأنه بنفس عمره .. وعندما قام يأتي سيف لحارة الإمام سامي بدأوا يسترجعوا الذكريات ويتعرفوا على بعض من جديد ..
كان شجاع لايستطيع مسك نفسه لسؤال سيف عن أخبار والدته
وأخوته سعود وسارا والريم ..
كان جد شجاع دائم يضغط على الإمام سامي بأن يجعل شجاع يعيش هُناك ويدرس في مدارس خاصة ..
وهذا ماكان يجعل شجاع يشعر بالخوف !!
كان يبكي خائفًا بأن يفارق أبيه سامي !!
وعندما قابله جده شرط شجاع بأنه سوف يعيش في القصر ولكن مدرسته لا تتغير ولا يمنعونه من رؤية أبيه سامي ..
ووافق ..
وفي عمر ال ١٦ قاموا بأخذه للقصر ..
قطع حبل تفكيره لما المها فتحت باب الغرفة ..
_
الساعة ٤:٠٠ صباحا
المها في الغرفة ..
المها وهي تنظر للساعة بالسقف : خلاص
صارت الساعة ٤ أكيد نام !!
المها وهي ترد على نفسها : لا أنتظري شوي
أنتظرتي ثلاث ساعات وش فرقت لو كملتي
المها : لا خيس الصحن عندي بوديه المطبخ
ما أستحمل
وقفت من على السرير وهي تشعر بتحسن .. أخذت الصحن وتوجهت للباب ..
فتحت الباب بثقة لـ...
قطع حبل تفكيره لما المها فتحت باب الغرفة ..
ليلتفت ويجدها متصنمه ..
فتحت الباب بثقة لتنصدم بسرعة إلتفاته وجوده في غرفة المعيشة !!
المها بداخلها : يمه ذا مانام
ولكن سرعان مامثلت عدم الإهتمام وتوجهت للمطبخ ..
ووضعت الصحن
-شجاع وهو يعاود النظر إلى الزجاج :
ليش للحين مانمتي ؟
وقفت بنص المطبخ تنظر لظهره بصمت ..
-وقف والتفت إليها : ها شفيك مانمتي ؟
-المها : ماجاني نوم
-شجاع : فيك نوم ؟
-المها : يمكن يجيني
-المها نست أنها زعلانة وقالت :
شفيها عيونك كذا نازله وباهته ؟
-شجاع : ها ليش وش فيهم ؟
-المها أدركت : لا لا خلاص
وركضت دخلت الغرفة وأغلقت الباب خلفها ..
رجع لمكانه وجلس ..
كان الصمت عام المكان وفقط ينظر للأمام ويفكر ..
لهدرجة بان على عيوني التعب ؟
أثرت جروح اليوم على وساع صدري و وجهي كثير ؟
تنهد عل وعسى يروح عنه التفكير .. ولكن لازال يفكر في أحداث اليوم ..
إلى أن وصله هالتفكير لمكان شعري أدبي !!!
توقف عن التفكير في اللي حدث اليوم وقعد يتفكر باللي طلع معه من حس شعري !!
قال فيه :
"واعذاب القلب من كثر الجروح
كم سيف بالعذاب ينازلة
أنت تقرأ
رواية: أنا من لقيتك أعطيت الشجاعة حقها
General Fictionرواية واقعيه ولكن سردها خيالي .. نتكلم فيها عن عائلة سعودية تعيش في قصر .. نحكي فيها عن حياة كل واحد فيهم "خاصتاً الأبطال" مثل: شجاع الذي يعاني من عقدة منذُ صغره ، وعدم قدرته على التعبير بسبب (الكمال العاطفي ) .. وسيف ، الذي كان لايعلم هل هو ظالم...