📍في القصر
الساعة ٧:٠٠ صباحًا ..
صحت من النوم وقعدت على سريرها لأكثر من ٥ دقائق ، الخمول مسيطر عليها كثير ..
وقفت عن السرير ولبست شبشبها -أكرم الله القارئ- وتوجهت إلى دورة المياه -أكرم الله القارئ -..
بعد بضع دقائق خرجت وقامت بتغيير ملابسها ، إلى طقم قطعتين كاجول للنزول للأفطار ..
توجهت للباب لتُصدم بوجود ورقة بيضاء!! مختوم عليها باللون الذهبي ..أمسكت بالورقة وبدأت بالقراءة..
المكتوب :
إلى : السيدة الصغيرة .. المها .
ماكنت أعرفك جيدًا وأذكر عنك بس موقف واحد منذ ٦ سنين كنتِ فيه شمسي بعد ظلام الخذلان ،وظلام الغربة ، وظلام قسوة الحياة ، ظلام القلب ، ظلام في عين شاب يبلغ من العمر ١٦ عاماً ، ظلام جعلني أتخبط بين جدران القدر ..
-
كنت ناوي أكتب فيك "الشعر" لأنك طلبتيني صباح الجمعة كمراضاة للي سببته لك من خوف
ولكن لا أعتقد بأن الشعر فكرة جميلة الأن ، هل لي بمراضاتك ثم نرى للشعر وقت أخر ؟ ..
أنا أعرف أني كنت في عينيك البريئة .. أول الأمان في هذا القصر ، ومن بعد ذلك أصبحت طريقك الموحش الذي تخافين حتى من المرور بجانبه! .. فاهل لك بأن تقبلي مني هذه القصيدة القصيرة بقافيتها الحره للعذر ؟
-
"كنت أسف عن خطأ ماهو خطاي
كنت نجمة في سماء ماهي بسماي
كنت أداري كل ضيقة
وأنجرح لأجل الحقيقة
كنت غيمة تروي العطشان وأموت بظماي
ماكسبت إلا ظنوني
وماخسرت إلا عيوني
لين جيتيني شمس ..لكن جيتيني بلحظة عماي !."
-
أنا ما أبي أغلط في حياتي ، ولا توقعت ذلك حتى ! ..
فا لاتحسبين الغلط علي .. هذا غلط زماني اللي أعماني عن نيتك الطيبة .من : رِهابك الجديد .. شجاع .
..
سقطت دموعها على الورقة وكأن أرتاح شيء بداخلها !
كانت بس تنتظر شيء يطمنها أنه مافهمها غلط و أعتذار
وفعلاً وصل لها .. مسحت دموعها وأبتسمت وخذت الورقة وخرجت خارج غرفتها وقامت تركض متوجهه للأسفل ..
-دخلت المطبخ على جوليا وقالت :
جوليا شفتي شجاع ؟
-جوليا : مين شجاع ؟
-المها وهي تبتسم : خلاص
خلاص
-المها توجههت إلى الصالة ورأت أمها وزوجة عمها صيته وقالت لهم : شفتو شجاع ؟
-حصة : لا ماشفته والله ليه
وش تبين فيه ؟
-المها : أبي أتكلم معه !
بعد مرور ١٢ دقيقة من البحث على شجاع لم تجدهُ..
تغلب عليها اليأس وجلست في إحدى غرف المعيشة الموجودة في القصر ..
مر من جنبها وأستوقفته تعابيرها العابسة !
وردد بداخله : هالمرة شكله خربها معها !
أقترب منها وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-المها أبتسمت لما شافت سعود :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سعود وين شجاع ؟
-سعود وهو يحك رأسه ومتوهق :
ليش ؟
-المها وهي مبتسمه : أبغى أتكلم معه
-سعود جلس بالكرسي الأخر بجانبها :
عن وش ؟
المها : عن شيء يمكن مايبيني أقوله ؟!
-سعود : أقول علميني ! أنا صديقك الطفولي
-المها بتقطع بين الكلمات : ع ل م ن ي و ي ن ه
ط ي ب ؟؟؟
-سعود ضحك من كلامها وقال :
أكيد أنه بجناحه ؟!
المها تركته وركضت ..
-وبعد بضع ثواني رجعت له وقالت :
وين مكان جناحه ؟
ضحك سعود وقال : أمشي معي طيب ،
مع أنه ماراح يفتح لنا الباب لو نموت !
-المها بتعابير عابسه وهي تمشي معه :
اح ليه ؟
-سعود : هو كذا مايحب بس
-المها : يحق له ..
-سعود ناظر لها منصدم كيف تغيرت !! ١٨٠ درجة عن أمس ..
أتجههو لغرفة شجاع ..
_
الساعة ٧:٢٠ صباحاً
صحى من النوم لينصدم بثقل على صدره ووجود رأس تحت رقبته بالضبط وجزء من ملامحه في الجهه اليسرى مغطيها شعر تفوح منه رائحة المسك ناظر لينصدم بأن سارا بحضنه !!!
نطق بداخله: يا ما شاء الله !
تحركت سارا ومدت يدها لكتفه اليمنى محتضنته ، ولتقترب أكثر ولتصبح فوق صدره بشكل أكبر..
طارت عيونه من شافها قربت أكثر وخاف أنها تصحى وتفهمه غلط ..
ردد بداخله : أنشهد أنك بالموقف الزفت ياسيف
أنت ليش على طول نمت ياخفيف ؟!!
حاول أن يبتعد إلى أن تحركت رموش سارا !!
وسرعان ماقام بالتمثيل بأنه نائم ..
ضوء الشمس أنتشر في جميع أنحاء الغرفة وكان سبباً في إستيقاظ سارا ..
فتحت عيونها ببطئ وقامت بالتمدد إلى أن تنصدم برأسها على صدر شخص !! .. سيف !
نطقت بداخلها : القذر لاحقني إلى هنا !
لم تتحرك .. سمعت دقات قلبه سريعه جداً ممن جعلها تشك بأنه صاحي !
أقتربت منه أكثر وأدخلت يداها خلف عنقه لتحتضنه بشكل أكبر .. وتصبح فوقه بشكل واضح !
سيف أنذهل من تصرفها الغريب !! فتح عيونه لأنها لا ترى وجهه ولا هو يراها!
-ونطق بداخله : وش تسوي ذي المتحرشه !
سارا بداخلها وهي تحضنه : أيا الخسيس تمثل ؟
قامت بدفن وجهها بعنقه وتحريك رأسها لتجعله يستسلم ..
-سيف تقشعر جسده وأنصدم حاول قدر المستطاع أن يستحمل ذلك الشعور .. إلى أن عانقته بشكل أكبر وجعلت أنفها وفمها عند رقبته ،، مسكها مع خصرها لأيقافها عن هالحركة المقشعره ونطق وهو مبتسم :
هيه وش تسوين أنتِ ؟
سحبها عنه ونظر وجهها وأبتسم وأظهر تعابير التساؤل !
-سارا ضربته على رأسه : يعني مب نايم ؟
-سارا أبعدت ورفسته في بطنه ووقفت :
صدق أنك وصخ وتحب تستغل الفرص يالمقرف !
-سيف أنصدم وقال : هيه أنتِ اللي مقربه مني ؟
-سارا : وأنت على طول تبتسم وتخف ؟ وبعدين
تحسب مدري أنك تمثل ؟
-سارا أيضاً : تراك بعيني صغير ! ما أبغى
أشوفك لو سمحت !! وطلقني بأقرب وقت
-سيف : رجعتي لموضوع الطلاق ؟
-سارا : خلك رجال وطلقني !!
-سيف وقف ومسكها من عضدها : رجال
من قبل لا أشوفك !!!
-سارا وهي تشير على صدره : قصدك قذر ؟!
-سيف : ليش تقولين عني قذر ؟ وش أبي منك
أنا ؟!
-سارا : لاحقني لين هنا وش تبي ؟!
-سيف : بالغلط !
-سارا : مافي تبريرات لنواياك الوصخه حتى !
-سيف : وش تبر..
-قاطعته سارا : طلقني وروح تزوج لمياء ..
ناظر بعيونها اللي عايفته وتركها ..
-سارا : دام خاطرك بلمياء ليش تستسلم
لبنت بس حطت وجهها عند رقبتك ؟
-سيف : من قال أن خاطري بلمياء ؟
-سارا : فوق قذارتك تجحد البنت ؟
-سيف : أنتِ كيف حكمتييي ؟
ناظرت له بنظرة الإشمئزاز ..
وتوجهت للباب وخرجت وسكرت الباب وراها بقوة ..
-سيف بداخله : يارب اللي مب فبالي لاتخذلني ياعم
_
سكر باب غرفته وخرج ، كان متأنق بلبس الزي الخاص بركوب الخيل ، ويحمل بيده اليسرى شنطة فيها مستلزمات ركوب الخيل وبيده اليمنى خوذة ركوب الخيل ..
-ليصادف في طريقه المها وسعود لوح لهم :
هلا هلا على وين ؟
-المها وهي تنط أمامه: رايحين نشوف
شجاع
-نياف ناظر لسعود بأستغراب !
سعود ناظر له ببأبتسامة عرف أنه مستغرب ..
ثم نظر للمها وأبتسم وأغمض عيونه
وقال : زين
-المها : أنت وين رايح ؟
الاسطخل ؟
سعود ضحك و نياف ضحك على نطقها وحط يده الممسك فيها الخوذة على فمه ..
المها وهي تناظر لهم بأستغراب !
-نياف : قصدك الأسطبل ؟
-المها : هففف أي
-نياف : أي بروح له
-المها : صور لخالتي صيته بقط معهااا
-نياف وهو يضحك : طيب ، وباخذك
المره الجاية
-المها : صدق ؟؟؟
-نياف : أي
-المها : تم تم
أبتسم لها وبادلته الإبتسامة ..
لوح بيده لهم وراح والمها وسعود أكملوا طريقهم ..
_
في المطبخ الساعة ٧:٤٠
صيته وهي تركض خلفه بالملعقة الخشبية :
دوختنا بالتشرط !!!
وتضربه ..
-مشعل : اح... اح اح خلاص .. ايوهههاعها
وتكمل الضرب على ظهره ..
-مشعل وهو يتخبى خلف زرجة عمه الهنوف :
عمه عمه أمسكيهااا
-الهنوف : بوجهي بوجهي أتركيه !
-صيته : ياربي ياكثر تشرطه شيلوا البصل
حطو طماط شيلوا مدري وش وحطو كذا
-الهنوف وهي تربت على كتف مشعل:
خليه له حق يتدلع علينا !
-مشعل وهو يقبل رأسها ويناظر لصيته بطرف عين :
الله يكثر من أمثالك ياعمه ليت البعض
يقتدون !!
-طيرت عيونها من كلامه وكملت تلحقه وتقول :
أيا قليل الأدب تستنقص أمك !!
هرب مشعل خارج المطبخ وتوجهه للأعلى وهو يضحك ..
_
عند باب جناح شجاع ..
-المها نظرت لتصميم بابه المميز عن باقي أبواب غرف وأجنحة القصر وأنذهلت !! وتفاصيله الدقيقة ، وكانت هناك البعض من الباب شفاف ولكن أنصدمت لما ماشافت شيء غير اللون الأسود !
-سعود : ترا في شيء ورا الباب ، لاتنصدمين
المها عدلت على تعابيير وجهها الفضولية وأبتسمت ..
-المها : يلا طق !
-سعود بتوتر : مب أنتِ تبينه ؟
-المها: أي
-سعود وهو متوتر : طيب طقي !
-المها : طيب ..
طرقت الباب المها .. وطرقت مرة أخرى
-سعود وهو يحاول يبعدها : دامه ما رد ولا أظهر
أيّ شيء معناتها مب موجود
-المها : إلا أنتظر ! يمكن موجود
-المها بدت بالمناداة: شجاع .. شجاع
تصنم لما شافها تناديه ! ، ولا قد مره شاف أحد من القصر ينادي شجاع أمام باب غرفته !
-المها : يعني ماهو هنا ؟
سعود صافن فيها
-المها وهي تلوح بيديها أمام وجه سعود :
هيه الوه الوه !
-سعود : ها ، لا شكله بالشغل !
-المها بتأفف : طيب ..
ذهبت المها وتركت سعود أمام باب شجاع ..
سعود وهو منذهل من اللي صار الأن ينظر لأثر المها ويعاود النظر في باب شجاع !
كان مستعجب من المها ولكن حس بشعور جميل جدًا لما حس أن ممكن في شخص بيرجع لحياة أخيه البسمة ..
_
الساعة ١:٠٠ مساءًا
في القصر ..
دخل الغرفة وسكر الباب ثم توجهه إلى غرفة الملابس !
لينصدم بها وهي تجمع ملابسها في شنطة !
أقترب منها بسرعه وسحب يديها ووقفها .. لينصدم من عيونها المليئه بالدموع !
-سيف وهو ينظر للشنطة ثم لها :
وش قاعدة تسوين ؟ تستعبطين ؟
سارا أكتفت أنها تنظر له وتصمت ، ماعاد تحس أن الكلام بيفيد معه ..
-سيف : رجعي كل شيء مكانه وأقعدي !
-سارا وهي تمسح دموعها : كل تراب
-سيف ردد بداخله : هذي المجنونة صدق !
-سيف : ياخي أخلصي رجعي توني مخلص من الدوام
وتعبان !
-سارا : ما أبي ما أبي أتركني ! ترا بقولهم أنه طلبي
لاتخاف ! وتزوج لمياء ؟!
-سيف وهو ينظر لعيونها المليئة بالدموع وردد
بداخله : وعيونك تقول كلام ثاني !
-سارا : أترك يديني أتركها ..
سيف ترك يدينها ..
-سارا : أخر حد بعد ثلاث أيام توصلني الورقة
تفهم ؟
سيف نظر لها وصمت ..
-سارا وهي تشير بأصبعها لوجهه : تفهم ؟
-سيف : يابنت ماصار لنا شهر متزوجين بعد ذا الشهر الجاي بطلقك ! أقعدي !
-سارا : ما أبي !!! ما أبي أقعد مع واحد نفسك !
غصب هو ؟!
-سيف وهو ينظر لعيونها المحمره : لمصلحتك
بيخلون عليك العيب ؟!
-سارا : عادي متقبله ! ولا أقعد مع العيب بحد ذاته
في غرفة !
خرجت سارا من الغرفة وأغلقت الباب خلفها ..
سيف وهو يمسح على وجهه ورأسه :
الله يستر بس ..
سارا توجهت إلى غرفتها القديمة ، وطلبت من المساعدات ستي ودالا حمل أغراضها إلى غرفتها وترتيبها ..
_
الساعة ٥:١١ مساءًا
-الهنوف : لا لا حطيه على جنب طرف الطاولة
-المساعدة دالا : هنا مدام ؟
-الهنوف : أي ..
-صيته : مابقى شيء ويجون الضيوف
-الهنوف : أي والله يلا زين خلصنا ٥
-صيته : صدقتي ..
-الهنوف : يلا أنا بروح فوق ..
صعدت للأعلى وصادف أنها رأت ضوء غرفة سارا في قسمهم مشتغل !
مرت على الغرفة لتجد سارا !
-الهنوف أقتربت من سارا التي مغطيه نصف وجهها
باللحاف وقالت: سارا بنتي ؟!
وش تسوين هنا ؟!
-سارا وهي تسوي نفسها تكح : يمه تعبانه ..
-الهنوف : بسم الله عليك وش فيك ؟
-سارا : مدري حرارة يمكن ؟!
-الهنوف : طيب ليش جيتي هنا ؟!
-سارا : تعرفين سيف عنده شغل وما أبي
أعديه ..
-الهنوف : طيب وراك مغطيه وجهك وريني ياه ؟!
سارا فتحت اللحاف لتنصدم الهنوف من وجهه بنتها الهلكان من البكي !
-الهنوف سكرت الباب ورجعت لبنتها:
علميني صاير معك شيء ؟
-سارا : لا بس أبكي من الألم
-الهنوف : أنا أمك علميني ؟!
-سارا : ماما مافي شيء لو في قلتلك بس تعبانه !!
-الهنوف : متاكدة ؟
-سارا : أي ..
-الهنوف : طيب اليوم عندنا عزيمة تدرين ؟
-سارا : أي أدري ولكن ماراح أنزل مره تعبانه !
-الهنوف وهي مو متطمنه: تمام على راحتك !
بس إذا حسيتي أنك تحسنتي أنزلي ..
سارا أكتفت بالإبتسام لأمها ..
أنت تقرأ
رواية: أنا من لقيتك أعطيت الشجاعة حقها
Ficción Generalرواية واقعيه ولكن سردها خيالي .. نتكلم فيها عن عائلة سعودية تعيش في قصر .. نحكي فيها عن حياة كل واحد فيهم "خاصتاً الأبطال" مثل: شجاع الذي يعاني من عقدة منذُ صغره ، وعدم قدرته على التعبير بسبب (الكمال العاطفي ) .. وسيف ، الذي كان لايعلم هل هو ظالم...