𝙋𝙃𝙊𝙀𝙉𝙄𝙓.

𝐶𝐻𝐴𝑃𝑇𝐸𝑅 |02

︵‿︵‿୨♡୧‿︵‿︵

لقد مر على قدومنا الى سانبورن أسبوع مليئ بأحداث أولها فقدان حقيبة راي الغالية على قلبه في مطار فهو لم يتوقف عن تذمر لكونها تذكره باحدى رحلتنا الاستكشافية للعام الماضي اضافة الى اوليفيا التي نسيت أحد أهم مستحضراتها التجميلية التي لا يمكنها العيش بدونها كما تزعم .

ولا أنسى ازعاجهم لي بسبب صعوبة في التأقلم مع هذه البلدة ذات طابع ريفي التي تعيش في عالم مختلف تمامًا عن العالم الحديث بعيدا عن الضوضاء.

فالناس هنا يتمتعون بحياة بسيطة وهادئة بغض النظر عن انقطاع كهرباء المفاجئ وشبكة الانترنت الضعيفة
ويعود سببها لبعد المنطقة عن المدينة.

ولو بحثنا عن بعض إيجابيات سانبورن فنجد أشعة الشمس الدافئة التي تضيء كل زاوية من زواياها متسللة بين الأشجار والأوراق الخضراء.

و بالرغم من جمال تلك الخيوط اللامعة لطالما كان يخالجني شعور مريب لكونها تجدد طاقتي كلما سقطت على بشرتي كأنها تسحبني من بحر احزاني.
.
.
.
ها انا ذا اقف في شرفة غرفتي السابقة المطلة على الحديقة الخلفية للمنزل مرتديةً بنطال بلون الازرق الفاتح و قميص ابيض بدون اكمام .

بينما أشاهد النجوم تلمع في السماء الداكنة والرياح تتحرك برفق، معلنة عن وجود الحياة بين الأشجار والنباتات.

فهذه أجواء تذكرني دائماً في الأيام الطويلة التي قضيتها في الحقول أتجول بين الأشجار التفاح الخاصة بجدتي و جمع الزهور الجوري المحببة الى قلبي التي تحمل في شوكها الحاد جزءًا من جمالها كما تحمل الانثى الفاتنة في ألمها وأحزانها جزءًا من قوتها وجاذبيتها .

كانت حقا ايام مليئة بالمرح والإثارة فهذه الأشياء البسيطة هي التي تجعلني سعيدة و تشعرني بالأمان والراحة .

ولكن اختلف الأمر جذريا بعد وفاة والداي فقد أصبح منزل خاليا بدونهما مما أدى إلى تسلل الشعور بالفقدان إلى كل زاوية من زواياه، وهذا ما جعل قلبي ينبض بألم الوحدة والحزن فأنا لم اتجرأ على دخول الى غرفتهم وهي لاتزال مغلقة منذ مغادرتهم في ذلك اليوم المشؤوم .

بالنسبة لي التفكير في الماضي كالتحليق بطائرة إلى الوراء يمكننا الوصول إلى المكان الذي نريده دون تغيير ما حدث.

ولكن وصية جدتي بالعودة الى هنا حطمت كل معتقداتي كانها تخبرني بطريقتها الخاصة على أن موعد تغيير قد حان بالفعل.

فانا لا اعلم بالضبط ما حصل في ليلة وفاة والداي غير انه الحادث السيارة العنيفة بسبب ليلة ماطرة