16²- الإنتقام

1.4K 198 84
                                    


لم تختفِ علامات الحزن من وجه بيانكا، وهي تحاول نسيان كل ما فعلت من أجل شخص إختفى ببساطة، كأنه لم يكن موجودا حتى.

كانت تجلس بصمت مع نظرات مثبتة نحو الأرض، بينما لينغ واقفة بجانب النافذة المغلقة بالستائر تسرق نظرات من حين لآخر نحو الخارج بإزاحة الستائر قليلا.

على الكنبة أمامهما جلس ماثيو بنفس جلسة بيانكا، صامتا، ينتظر الوقت المناسب ليبدأ الإسترسال في حديث لا يقل أهمية عن خبر والدة بيانكا. أو بالأحرى فإنه حديث عن سبب تلك المأساة.

أخذ نفسا قبل أن يقول:
"بسبب أني كنت أحاول أن أبقيك خارج الأعمال كلها، كان يجب كذلك أن نحمي والدتك، لذلك وضعت كاميرا مخفية في تلك الغرفة. إنها وسط الزهور التي وضعتها قبل أسبوع أو أقل هناك.."

صُعِقت من سماع هذه المفاجأة. الآن صارت أكثر قلقا بشأن معرفة ماذا يحدث في غرفة والدتها وهي غير موجودة معها ! عوض أن تستفسر عن تلك الكاميرا خرست بشكل تام.
وكانت مفاجأة أخرى في إنتظارها:

"والدتك لم تمت بسبب مرضها، بل هناك من تسلل إلى غرفتها وقام بخنقها بالوسادة. يبقى أننا لم نكتشف هويته إلى حد الآن.."

أخفض ماثيو رأسه دلالة على إنتهاء الحديث. شعرت الأخرى بالأرض تميد تحت قدميها، شعرت بالعالم يدور أمامها، وشعرت أنها تسقط في حفرة لا قاع لها..

والدتها قُتِلَت ! قُتلت !! وليس رحلت بشكل طبيعي !

كانت مستاءة بشدة من جهله بهوية الفاعل. لهيب الغضب يأكل قلبها. في داخل نفسها، أقسمت على الإنتقام بشدة من المسؤول عن سلبها آخر سبب تعيش من أجله، حتى إنها تفكر الخروج والبحث في كل البيوت إن تطلب الأمر..

وفي غمرة الصمت، صاحت لينغ قائلة:
"ألا نستطيع الحصول على التسجيل؟"

حرك عينيه ناحيتها في ضيق كي تفهم وقاحتها في السؤال، ولكنها ظلت مبتسمة في بلاهة كي يجيب سريعا.

"حسنا، أجل... ستشاهداه هنا، رغم أنكما لن تستفيدا شيئا سوى مشاعر مجروحة."

كانت بيانكا معجبة بالفكرة، ولكن بالتفكير في أنها ستضطر إلى مشاهدة والدتها تتعرض للإغتيال، فهي مُقْدمة على الإعتراض:

"لا أظن أنها فكرة جيدة يا لينغ.. فـ.."

قالت في هدوء، مما جعل لينغ تشعر بالإحراج.. ردت عليها هامسة بصوت عال:
"ماذا؟! لا تريدين رؤية قاتل والدتك؟ إذن أنت لا تسعين للإنتقام بالفعل!"

إلتقطت بيانكا تلك الجملة بصدمة بادية على وجهها حيث اتسعت عيناها وارتفع حاجباها كأنها تقول:"بلى!"

 هنا زفر ماثيو وقال بتوبيخ إلى لينغ ومن حين لآخر يلتفت إلى بيانكا كي يوصل الفكرة لِكِلتيهما بإختصار:

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن