الفصل [30]

51 3 8
                                    


٦٩٧٥ كلمة






تقف مباشرة أمام الباب الخشبي العملاق منذ ما يقارب الثلاث دقائق، ترفع قبضتها حتى تطرقه ولكنها تتراجع، ثم تضع أصابعها على مقبس الجرس و تتراجع مجددا. تمشي ذهابا و إيابا بفعل التوتر و الخوف. الخوف من المجهول. فجدة تشانيول تعتبر مجهولا x حاليا، علاوة على أنها ضيف.

تذكرت حينها عندما كانت تختبئ من الضيوف في مراهقتها، لا أحد كان يجبرها على مقابلتهم قسرا، بل لا أحد كان يسأل عنها أساسا. كانت تمكث في غرفتها طوال الوقت إلى أن يغادروا، و عندما ترغب في مغادرة المنزل تخرج عبر مخرج الخدم الخلفي أو عبر شرفة المطبخ. كم كانت الحياة جميلة و سهلة حينها. لا مسؤوليات ولا واجبات.

و الآن و قد أصبحت امرأة متزوجة، بالغة، راشدة، و مسؤولة، لا مهرب لها من الضيوف، و تحديدا ضيوف زوجها. فتح الباب فجأة لتهتز و تتراجع للخلف واضعة كفها على صدرها. ابتلعت ريقها و ابتسمت بتشنج في وجه الشخصين اللذان ظهرا عند المدخل، من هما ؟ و لما ينظران بجمود هكذا ؟

" هل هذه هي ؟! "

سألت الفتاة بدون تعابير لتجيب امرأة كانت تقف بجانبها بتعابير الوجه نفسها،

" أجل "

ظلتا واقفتين عندهما وكأنهما لا تنويان الترحيب بها و دعوتها إلى الداخل. شعرت هيون-كي بغرابة الموقف لتخطو إلى الأمام و تبتسم في وجههما من جديد ثم تتجاوزهما و تقف في ردهة البيت. أُغلِق الباب لتلتفت إليها الاثنتان فتتحدث هيون و الابتسامة لا تفارق وجهها،

" مرحبا، أنا هيون-كي . . . "

قالت و صمتت تنتظر منهما أن يعرفا بنفسيهما أيضا، فتتدخل المرأة التي من الواضح أنها أم الفتاة، فهما تبدوان كبعضهما ولكن بأعمار مختلفة،

" هل أنت زوجة تشانيول ؟ "

" أ . . أجل "

قالت لتظهر بعدها السيدة بارك آتية من ناحية المطبخ، لم تظن هيون بأنها قد تفرح يوما لرؤية السيدة بارك كما فعلت حينها. ابتسمت السيدة بارك لتقترب و تعانقها جانبيا ثم تربت على كتفها،

" هل قابلتما زوجة ابني الجميلة ! "

قالت لتوسع هيون عينيها بخفة حتى كادت تشير على نفسها بسبابتها متسائلة عما إذا كانت تتحدث عنها. لقد لمست الحنان في صوت السيدة بارك تجاهها للمرة الأولى على الإطلاق. نظرت إليها هذه الأخيرة لتشير نحو القابعتان أمامها و تتحدث،

" هذان تكونان عمة و ابنة عمة تشانيول "

أومأت هيون بتفهم لتمد كفها بابتسامة حتى تصافح الأم،

PLAN Error || خلل خطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن