.
تم استدعائها بعد مدة قصيرة للنزول ...
كانت روز شاردة غير مصدقة لهذا اليوم الاخير ....
لقد وصل أخيرا يوم زفافها.... اعتادت أن تتخيل هذا اليوم عندما كانت صغيرة ، تحلم بأحلام اليقظة عن مدى سحر وروعة الزواج برجل أحلامها.
لقد رأت نفسها تبتسم بسعادة كبيرة وإثارة وبهجة وهي تسير في الممر نحو عريس أحلامها. لكن لا شيء من تخيلاتها كان سيحدث ، فبدلا من الاثارة والبهجة، امتلأ قلبها رعبا وقلقا ....
حسنا ، لا يمكن لأحد أن يلومها لأنها مثل معظم السيدات ذات أعلى مستويات السلطة ، لم تستطع روز اختيار من تتزوج. لقد ظنت خطأ وبغباء أنها آمنة من كل هذه الأشياء لأنها بعيدة عن الاشرار فهي داخل قلعة الملك الكبيرة و عائلتها هي الحاكمة في المملكة بأكملها.
في النهاية، لم تستطع الهروب من هذا المصير في الواقع، لم تستطع أن تصدق أنها عانت أسوأ من أي شخص آخر تعرفه، وربما حتى أكثر من أميرات أي إمبراطورية في الوجود.
على الأقل تم تزويج هؤلاء الأميرات إلى الأباطرة والجنرالات العسكريين رفيعي المستوى من الإمبراطوريات البشرية المجاورة لهم. نعم، هي أيضاً، كانت على وشك الزواج من إمبراطور لكن . على عكس تلك الأميرات، زوجها المنتظر ليس إنسانا ... لقد كان شيطانا و الشياطين كانوا أعدائهم ، أعداء البشر والجن اللدودين.
" لقد حان الوقت ، سيدتي "
صوت الخادمة كاد أن يجعلها تقفز من مقعدها مرة أخرى ثم أطلقت تنهيدة طويلة وعميقة ـ حيث لم تعبر السيدات النبيلات مثلها عن عدم رضاهن بصوت مسموع ـ قبل أن تنهض ورأسها مرفوعاً، وتسير نحو الباب.
فتح لها الباب عند المدخل وخطت برشاقة فوق العتبة قبل أن تتقدم بهدوء على طول الممر. لم تستطع أن تحصي عدد المرات التي أخذت فيها نفساً عميقاً وهي تمشي نحو تلك الأبواب ، الابواب التي بدت اضخم مع كل خطوة تخطوها. بخطوة أخيرة ، وقفت أخيرا أمام الأبواب المزدوجة الكبيرة المؤدية إلى قاعة الزفاف.
كوني قوية يا روز. من أجل عائلتك والإمبراطورية بأكملها ، همست لنفسها مرارا وتكرارا. رفعت كتفيها ونظرت إلى أعلى وهي تنتظر فتح الأبواب. كان القمر والنجوم يتألقان عليها. في أحلام اليقظة ، كان تظن ان يوم زفافها سيقام في يوم مشمس جميل حيث ستحيط بها بتلات تتساقط وتتراقص في مهب الريح.
من كان يظن أنها ستتزوج في منتصف الليل ومن مخلوق الليل؟ كانت السماء صافية وهادئة وسلمية. تومض النجوم في وجهها ، لكن حتى هدوء السماء لم يستطع أن يخفف الاضطرابات التي كانت تفجر بداخلها. كان نبضها يتسارع وكل ما استطاعت فعله هو الخوف و التوتر من مصيرها بين يدي الشيطان .
