.
.
." صباح الخير "
في مشية متعثرة و خطوات ملأها الوهن و التعب، نزل الأشقر من سلم المنزل، و الألم يفتك برأسه فتكا، فبئسا لذلك الشقيق الذي كان سببا في تفكيره العميق طوال الليل، مانعا شبح النوم من أن يتسلل إليه فيغلق جفونه و يمحي همومه، أ ساعة هي أم ساعتين؟ اغمضت فيها العيون و هدأ فيها البال، لا علم له ذلك المسكين، فكل ما شغل باله الليلة الماضية هو إيجاده لحل يصلح به الحال و يغير به الأحوال، حلا ما عله يقرّبه من جونغكوك، و يدرء كل ذلك الاحراج عنهما، ينفض غبارا قد تراكم فوق علاقتهما، فَـ هما و في يومٍ من الأيام كانا أشقاء أعزّاء، رُفقَاء روح و أحبّاء..
و في عقله أشياء ؤ أشياء، ليلة البارحة كان عقله الصغير يحيك الخطة وراء الأخرى، و أن نقول أن الأمر هين لهو إهانة لروح الأشقر الجميل، فكم من مرة هو قد تخلى عن كرامته تاركا نفسه تنجر وراء العار و الحرج؟ ليس مرة و ليس اثنتين، هو قد رن على رقم جونغكوك، يتصل فلا يجيب الآخر الاتصال فيتصل ثانية، إلا أنه لا حل و لا سبيل، لو كانت كرامته أضحية في سبيل استرجاع قلب حبيبه الصغير فهو لأكثر من مستعد ليضحي بها و يدفنها تحت التراب.
و لعل أن فكرة العودة إلى بيته الثاني و الذي سماه والده بـ ' الحفرة ' مرفوضة قليلا، بل لإنها معدومة تماما، فإن كان عازما على حل ما فسد بينه و بين صغيره، وجب عليه البقاء هنا، و بما أن والده مصرّ أشد الإصرار حتى انه أحضر كامل أغراضه دون إذنه فهو لا سبيل له للرحيل، حتى لو أراد ذلك، لقد تم ملأ خزانته بجميع ملابسه، و ارصف كتبه في الرف الفارغ الذي اتخذ ركنا من غرفته و الذي كدست فوقه أطنان من الغبار على مر السنوات.
هو محب و عاشق للأدب، لطالما كان و سيكون، روحه و قلبه متعلقان بكل كتاب وضع هناك على الرف، ألا ان هذا الرف يعد جزء صغيرا من مجموعته، ففي منزلهم تكمن غرفة كاملة مليئة بشتى انواع الادب، كوريا كان أم انقليزيا، بل حتى الكتب الفرنسية قد اتخذت لنفسها مكانة بين مجموعته،
فَـ الحروف و الكلمات و النصوص أصدقاءه، و ما فشلت تملأ فراغه و تؤنس وحدته و لو يوما." ويحك يا والدي العزيز! انت سببت لي مشكلة لا علم لك بهول حجمها، لقد تم طردي من عملي الذي عانيت الأمرين حتى أحصل عليه". حاملا بفنجان القهوة المزخرف بين أنامل الورد الرقيقة خاصته، مرتشفا من ذلك السائل متلذذا بمرارته على طرف لسانه، جاعلا من والده يبتسم على ذلك التعبير الطفولي الذي اكتسى ملمح ابنه الجميل.
كان جيمين يعمل كاتبا لأحد المحامين في بوسان، هو تعب و ضعف من العمل تحت رحمة ذلك الرئيس القاسي و الظالم، ازهقت روحه من العمل المتراكم عليه، حتى أن راتبه قليل و بالكاد يكفيه للدفع الشهري لمنزله، إلا أنه لا حل و لا خيار سوى الخضوع إلى الظلم و المجون، فإما أن يرضى بالقليل، أو يموت جوعا و ينام في العراء.
YOU ARE READING
A Young Teacher || Jikook
Fanficبارك جيمين استاذ في السادسة و العشرين من عمره يعمل في ثانوية سيول و شقيق جونغكوك بالتبني جونغكوك المسيطر 🔝 جيمين الخاضع ⬇️ Mature content ⚠ BxB