جحيم الشوق

182 17 22
                                    

<الفصل الثاني>

-------------------

02

بين احضان الطبيعة الساحرة ولمسات الشمس اللطيفة الدافئة كانت تلك الصغيرة جالسة تحت شجرة الكرز تمتع نظرها بمشهد الخيول الطليقة امامها كل شيء يبدو مثاليا. شعرت ايفان وكانها تعانق السحاب بل و كان
روحها الحرة عادت إليها.

-------------------

-يا له من وجه جميل
قطع تركيزها صوت رجولي دافء لترفع إيفان راسها مقابلة لوجهه وتبتسم له قائلة بنبرة لطيفة:
-شكرا

~~~~~~~~

عيونه اللامعة الشبيهة بعيون الغزال تتلألأ كالنجوم في السماء الصافية. ابتسامته المشرقة تشبه أشعة الشمس التي تنير الدروب المظلمة. جسده الضخم يبدو كالجبل القوي والمتين، يحمل في طياته قوة لا تُقهر. أما صوته اللامع، فينبعث منه سحرٌ يلامس أعماق الروح، يُحرِّك أوتار الشوق والحنين. جعل أحاسيسي تتقاذف بين الدهشة والإعجاب، و كأنني أمام معجزةٍ حية تتجلى أمام عيني.

~~~~~~

تحرك بجذعه مائلا نحوي وهو يمد يده لمصافحتي:
-انا جونغكوك
تكلم ذلك الغريب بنبرته التي اربكت دواخلي فلا ادري مالذي صنعه بها.
مددت يدي لمصافحته انا الأخرى....

-------------------

-انها السابعة و النصف! متى تنوين النهوض يا ترى؟؟
استيقظت إيفان بفزع على صوت والدها وهو يوبخها لتأخرها كالعادة. نهضت مسرعة لتتجه إلى المطبخ لتناول فطورها بعد ان اكملت تجهيز نفسها لتستقيم حاملة حقيبتها على اثر نداء والدها لها هي واخيها.
لتستقل السيارة اخيرا آخذة مكانها بجوار والدها.

-------------------

في المنزل بعد المدرسة

-------------------

كانت إيفان مستلقية على سريرها بينما تعبث بهاتفها وتفكر في سبب حلمها بذلك الفنان وقد شعرت بأنها منجذبة له بشكل غريب.
-ما كان ذلك الحلم يا ترى؟ و ما علاقتي بفتى الفرقة جونغكوك؟ ولما قلبي ينبض بهذه الطريقة حقا ان عيناه أشعلت شرارة الفضول والإعجاب في داخلي، جعلتني أرغب في البحث عن ماهية صاحبها.
تمتمت إيفان مخاطبة نفسها عازمة على البحث في امره. فقد ارادت ان تعرف المزيد عن من استهواها ، وعن سبب ظهوره في حلمها. لذلك، بدأت بالبحث عن فرقة بتس وجونغكوك على الإنترنت، ومن هناك بدأت مغامرتها الجديدة. وجدت العديد من الفيديوهات والمقالات والتعليقات عنهم، وأصبحت معجبة بهم.

-------------------

بعد مرور اسبوعين...... لم تستطع ايفان أن تنسى وجه جونغكوك الذي رأته في الحلم والبث المباشر خاصته. كانت عيناه تلمعان بالحياة وابتسامته الساحرة تخطف قلبها. فمنذ ذلك اليوم، لم تستطع أن تركز على أي شيء آخر. رغم سنتها الاخيرة في الثانوية، الا انها لم تهتم بالدروس أو الامتحانات. كل ما كانت تفعله هو التفكير فيه والتخيل أنه معها. كانت تحلم بأنه يأخذها بيده ويقودها إلى مكان رومانسي، أو أنه يعترف لها بحبه ويقبلها بشغف، أو أنه يحميها من أي خطر يهددها. كانت تعيش في عالمها الخاص، ولم تلاحظ أنها غرقت تدريجيا في بحر عشقه فباتت مسلوبة العقل والقلب من شخص لا يعرف عنها شيئا.

-حبه جعلني أعيش في جحيم الشوق أبحث عن وسيلة للإمتلاكه، لأشعر بقربه حتى ولو للحظة واحدة.
هذا ما كانت إيفان تردده في عقلها وفي قلبها طوال هذه الفترة.

-------------------

عند انقضاء قرابة اربعة اشهر....

و بينما كانت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي قابلها منشور يتحدث عن تقنية تحقق مراد الشخص تدعى التخاطر تعمقت في البحث حولها لتتبين ما ان كان محرما في ديانتها أو فيه بعض الصعوبة في التنفيذ أو ما اذا كان خطيرا. لتحاول اخيرا تجربته على امها بعد رغبتها بالحصول على ملابس جديدة ورفض امها لذلك.
دخلت الى غرفتها وقامت بتقليل الإضاءة ووضعت موسيقى هادئة بينما استلقت على السرير وهي تحاول تنظيم انفاسها و تحقيق استرخاء عقلها وجسدها معا لتبدأ اخيرا التخيل بأنها في مركز التسوق وان والدتها اشترت لها كل ما تريده من ملابس بل وكانت تختار معها ما يناسبها. وبعد بضع دقائق فتحت عينها ونهضت من فراشها لتكمل يومها وكان شيئا لم يحدث.

~~~~~~
في عطلة نهاية الأسبوع.....
~~~~~~

بينما كانت إيفان تقوم بتنظيم غرفتها إذ دخلت عليها والدتها مخاطبة اياها
-هيا إيف اسرعي في الانتهاء من ترتيب غرفتك فوراءنا يوم طويل من التسوق.
-حسنا يا أمي ولكن لا افهم لما التسوق الان؟ هل هناك شيء تحتاجينه للمنزل؟
اجابتها متسائلة عن سبب رغبة امها في الذهاب الي مركز التسوق فجأة.
-كلا لا احتاج شيئا فقط ابنتي المزعجة ظلت تلح علي لاسابيع لتحصل على ملابس جديدة والان تقولين لما سنذهب إلى هناك؟ لما ابتلاني الله بابنة غبية لا تفهم حتى سبب ذهابنا إلى مركز التسوق. فحتى عندما سكتي انت على الموضوع خطر في بالي الذهاب إلى هناك لسبب غير معلوم وكان الكون يتحالف معك بهدف القضاء على كل مالي.
أردفت امي مازحة وهي تحثني على الاسراع للخروج بينما أنا أفكر هل نجحت تلك التقنية المدعوة بالتخاطر ام لا. ولكنني لطالما شعرت بطاقة غريبة وقوة غامضة بداخلي... كأنني قادرة على التواصل مع الناس بطرق لا تُصدّق.. بل غير منطقيّة. فهل هذا صحيح؟

TELEPATHY~تخاطر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن