من أنت؟

154 13 10
                                    

<الفصل الرابع>

-------------------
04


لأول مرة في حياتها، تلقت ايفان ردًا من جونغكوك ، فنانها المفضل . لم تكن تستطيع أن تصدق أنه قد أجابها أخيرًا . كما كانت تروي قصتها لمن صادفها، كانت تشعر بالفخر والسعادة. كانت تحكي لهم عن تلك اللحظة المميزة عندما تلقت ردًا من فنانها المفضل. كانت تشعر أنها تعيش في عالم خيالي، حيث يمكن للأحلام أن تتحقق.

-------------------

وفي يوم من الأيام، وبينما كانت تفكر في كل هذا، حدث شيء غير متوقع. تلقت رسالة غير متوقعة من جونغكوك ، ليس عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، بل عن طريق وسيلة غير ملموسة الا وهي التخاطر . وكأنه قرأ أفكارها وأراد أن يشاركها اللحظة الساحرة التي لطالما حلمت بها. فبينما كانت جالسة مع ابنة خالها هانا تلعبان الورق و تحادثها عن جونغكوك كالعادة ، احست بألم في رأسها مصاحبا بقشعريرة غريبة سرت في كامل جسمها
-من أنتِ؟ ومالذي تفعلينه داخل عقلي؟
-من أنت هل يعقل انك.....هو.....؟
هذا ما تبادر إلى ذهنها و كأن أحدا يخاطبها لتتكلم بألم وهي تمسك براسها
- ما الذي شعرت به للتو؟ صوت من ذا الذي تبادر إلى ذهني الآن؟
-ما بك ما الذي يحصل لك هل انت بخير؟ ما الذي تحسين به هل تتألمين؟
بخوف و قلق تحدثت هانا و هي تمد إلى إيف كاسا من الماء محاولة تهدئتها و معرفة ما الذي يحصل معها.
- ....لا .... شيء.... فقط صداع بسيط ،لا تهتمي لنعد إلى اللعبة.
اردفت ايفان محاولة طمأنة ابنة خالها.
-متاكدة؟
-اجل اخبرتك انني بخير لما تهولين الامور.
-حسنا كما تريدين ولكن عندما اهزمك لا تبكي لاحقا.
-سنرى من سيهزم الاخر.
كانت لحظة التخاطر الأولى بينهما شبيهة بلمسة خفيفة للرياح على وجهيهما، تاركةً خلفها أثرًا لا يُمحى.
بدأوا بتبادل الأفكار والمشاعر عبر رسائل تخاطرية و قد كانت الكلمات تنساب بينهما كالأمواج على شاطئ البحر. كانوا يتحدثون عن الحياة والأحلام والألم، وكأنهما يعرفان بعضهما منذ الأزل و كأنهما خلقا لبعضهما و التقت روحيهما قبل أن تتشابك قلوبهما. فكلما تخاطرا سوية تشعر ايفان و كان قلبها سيخرج من مكانه من التوتر و كأن عشقه اثر على كل أجزاء جسمها شملت روحها وعقلها وقلبها. جونغكوك، بدوره، كان يشعر بأن قلبه ينبض بسرعةٍ غير معتادة كل ما فكر فيها أو تخاطر معها. لم يكن يعرف لماذا، لكنه كان متأكدًا أن إيفان تمتلك شيئًا خاصًا. قرر أن يتقدم نحوها، لعله يدرك
سبب وقوعه في حبها. لم يكن هناك تفسيرٍ منطقي، وكأنهما كتبا سويًا قصةً جديدة، تبدأ بتبادل أفكارهما وتنتهي بقلبيهما المتشابكين.

-------------------

في احد الأيام وبينما كانت إيفان في غرفتها كالعادة تتخيل انها مع جونغكوك كان يرتدي سروالا أسودا واسعا فوقه مريول ابيض طويل واسع تقدمت ناحيته وحولها تلك الخيول والفراشات و يترامى إلى سمعها صوت العصافير واشعة الشمس تدغدغ و جنتيها اقبل جونغكوك ناحيتها واضعا يديه على خصرها بينما تمركزت يداها حول عنقه مكونين بذلك لوحة عاشقين ملهوفين توحي بمدى عشقهما وهيامها ببعضهما.

-لقد أدمنت التواصل معك جونغكوك... أصبح لا يكتمل يومي دون أن أفكر فيك وأشعر بك...
تحدثت إيف بصوت خافت مرتعش يتخلله الاعجاب و الدفء.
- أنا أيضا إيڤ- لقد إستولَيتِ على أفكاري.. لم يعد بإمكاني التركيز على أي شيء وأنتِ كل ما أفكّر به طوال الوقت.
أجابها جونغكوك بنبرة متخدرة و كأنه في عالم آخر كان حبها هو كل ما يسيطر على مشاعره ، صوته و عقله.

-------------------

انقضت الايام و توطدت علاقتهما و أصبح الحبل الاثيري الذي يربطهما اكثر قوة و اتصالا. لدرجة انه اثر على جونغكوك بشكل كبير فتكررت بثوثه فمنذ أن كان لا يفتح بثوثا الا مرة او مرتين في الشهر على الأكثر أصبحت بثوثه شبه يومية و تفوق مدتها الساعتين و كل ما يردده هو اشتقت لكم ارمي . و لكن للأسف بدأت علاقة بطلينا تنحدر إلى الأسوء إذ بدا جونغكوك بتجاهل إيفان رغم محاولتها اليومية للتواصل معه بل وصل به الأمر إلى أن يقرأ تعليقاتها ولا يجيبها و كأنه لا يعرفها .
احست إيف و كان خطبا ما أصابه لذا كثفت رسائلها الذهنية له محاولة مواساته و معرفة سبب حزنه فقد كانت تشعر بتكدر و حزن لا تعلم سببهما  فقد كان القلق و الخوف على معشوقها يعتصر قلبها بألم و كأن شيئا سيئا حدث له ، و المفاجئ في الموضوع أن  احاسيسها أصابت في معرفة حالة توأمها الروحي فقد افصح جونغكوك اخيرا عن سبب قلقه فقد ارسلت له كارهة طعاما إلى حد منزله و عندما نشر مقالا يحذرها من تكرار فعلتها بدأت في الذهاب إلى منزله و انتظاره هناك بهدف قتله و قلبها مليء بالحقد و الحنق تجاهه و ذلك لانه لم يقبل باي شيء منها و في هذه الفترة ظهرت فتاة
أخرى تحاول سحره واذيته.

-------------------

في ليلة مظلمة، حين توارت النجوم خلف سحابة من الغيوم، كان جونغكوك يجلس وحيدًا في غرفته المظلمة.  فقد كانت الأحداث الأخيرة قد ألقت بظلالها الثقيلة على قلبه، وكان يشعر بالضيق والخوف. فهذه الاحداث الاخيرة التي تعرض لها كانت تلوح في أفقه كظلام مخيف.  كانت ايفان تعلم جيدا بما يمر به جونغكوك. لم تكن تريد أن يعيش هذا الألم وحده. قررت أن تواسيه،  عليها فعل المستحيل للوصول اليه.

-------------------

دخلت إلى غرفتها الصغيرة، وأطفأت الأنوار تدريجيًا حتى أصبحت الغرفة مظلمة تمامًا. ثم بدأت في التنفس بعمق، مركزة على الهدوء والاسترخاء. أغلقت عينيها وتخيلت نفسها جالسة في غرفته بجانبه. أرادت فقط أن تكون هناك، تواسيه وتشاركه ألمه.

عند جونغكوك.......

بينما كان مستلقيا على سريره يشعر و كأن العالم ضده و أن لا احدا يحس به يتساءل ان كان قد اخطا في شيء يلوم نفسه لانه لم يقم بمجهود اكبر ليكسب ثقة متابعيه . وفجاة شعر بالم فظيع في راسه و بدأت الرعشة تسري جسده . وفجأة... سمع صوتها ، يتردد في رأسه، أنها...هي... ايفان. صوتها كان يصل إليه كالنسيم اللطيف بين أفكاره المتخبطة الشبيهة بالعاصفة . كانت تقول له بأنه ليس وحيدًا، أن هناك من يفهمه ويشاركه هذه اللحظات الصعبة.. وفي كل ليلة، كان يحلم بها. يراها في أحلامه، تخفف عنه، تمسح دموعه، وتقول له بأنه سيتجاوز هذه المحنة. كانت تلك الأحلام تعطيه القوة للمضي قدمًا، حتى وإن كانت الظروف تعترض طريقه. كانت إيفان تعلم أنها لا تستطيع أن تحميه من التهديدات الخارجية، لكنها أرادت فقط أن يعلم أن هناك شخصًا يهتم به، حتى وإن كان عن طريق التخاطر.

TELEPATHY~تخاطر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن