الأزرق

35 3 98
                                    

_الشمس و القمر_

_أنا مزيج من الأخضر و البنفسجي ، لون معقد و لست سهلًا علي الإطلاق.

_الغامق منك يدل علي الثقة و الكرامة ، الفاتح يدل علي القوة و السماوي يدل علي الصفاء و السلام الذي افتقره في حياتي.

_أنا السلام غير الملموس في حياتكِ
                   _____________________
" كيف حال غسق الآن ؟ " قال عثمان ذلك إلي جوناثان ما إن وصل إلي مكتبه ، قال جوناثان : بخير ، إنها في تحسن مستمر ، تتناول الأودية بإنتظام ، و لم تعد تتحدث عن ديانا و داوود ثم أكمل متسائلًا : من داوود هذا ؟
رد عليه عثمان بصوت مختنق : لقد كان خطيب غسق ، لكنه توفي قبل موعد زفافهما بشهر ، لم تستوعب غسق ما حدث ، لقد ظننت أنها تخطت موته ما إن توقفت عن الحديث عنه ، لم أكن أتصور أنها تتخيل أنه علي قيد الحياة ، لقد كان حب داوود ينعكس علي كل شئ بها ، كنت اتمني لها السعادة لكن موته قد كسر ذلك.

تنهد عثمان متذكرًا ما حدث منذ شهر و نصف عندما عاد إلي المنزل عقب يوم شاق من العمل و دخل إلي غرفة غسق وجدها جالسة علي السرير بملابس مبتلة و وجهه شاحب من كثرة البكاء ، هرع عثمان لها و قال : ما بكِ صغيرتي ؟ ماذا حدث ؟

غسق ببكاء و جسد مرتعش : لقد وجدته ، وجد أسمه مكتوب علي اللوح الرخامي المجاور لقبر أمي ، أليس من المفترض أن يكون علي قيد الحياة يا أبي ، لقد كنت أذهب لمقابلته ، لكن كنت أشعر أنه بعيد عني ، بعيد عني كثيرًا ،في اخر مرة عندما رأيته شعرت بنظرة في عينيه كأنه يودعني يا أبي ، لكني لم أستطع تقبل ذلك ، و ديانا أيضًا شعرت أنها ستذهب بعيدًا عني ماذا يحدث ليّ يا أبي ، أتوهم أشياء و أتخيل وجود أشخاص ماتوا ، أشعر بالشفقة علي حالي.
إحتضنها عثمان ببكاء حاد لتبكي أكثر بين يديه ، و عقلها لا يمكنه الإستيعاب ، كانت الحقيقة أقسي من أن تدركها.

حقيقة أن داوود قد مات.

صعد عثمان إلي غرفة غسق في المصحة ، وجدها تحزم حقائبها بهدوء ، إقترب منها و احتضنها قائلًا : أأصبحتِ بخير يا صغيرتي ؟
إبتسمت غسق و احتضنته قائلة : بخير ما دمت أنت بخير يا أبي ، فليحفظك الله لي.
حمل عثمان حقيبتها و قال : هيا لنعد إلي المنزل حبيبتي ، أعددت لك طعامكِ المفضل.
                      __________________
صعدت غسق إلي غرفتها بعد أن تناولت الغداء مع عثمان ، جلست علي سريرها تنظر لغرفتها بإشتياق ، تنهدت بصوت مسموع و نظرت إلي اللابتوب الخاص بها و قالت بضحك ساخر : أكنت أنت ايضًا وهم أم ماذا ، لم تعد لدي القدرة علي الفصل بين الواقع و الخيال.
قام بفتح الإيميل الخاص بها و ما إن قامت بفتحه حتي وصلت لها رسالة : كيف حالكِ الان صغيرتي ؟

إنتفضت غسق قائلة : ما اللعنه إنه حقيقي ، لم ترد عليه غسق فأرسل لها : لقد قمت بالبكاء كثيرًا علي قميصي لقد إبتل من كثرة دموعكِ.

نقيض الألوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن