Ω10Ω

888 57 15
                                    


{{

في الغرفة وقف كلاً من هشام و إياد و يوسف في إنتظار ما سيخبرهم به الطبيب عن حالة عهد من خلال الإشاعات و الفحوصات التي أخضعت لها، ربت إياد على كتف والده يطمأنه بإبتسامة خفيفة رغم أنه يتحرق لمعرفة التقرير الطبي.

تنهد الطبيب مدلكاً معابده و نظر إليهم بأسف متحدثاً بنبرة منخفضة حتى تكون الصدمة خفيفة عليه قدر الإمكان:

"للأسف توقعاتي و شكوكي كانت صح، المريضة في حالة غيبوبة بسبب النزيف الدماغي اللي حصلها، و عندها شلل نصفي في رجليها الاتنين"

نظر هشام إلى أبنه بصدمة و ذهول فـ أنفعل إياد رغماً عنه صارخاً:

"انت بتقول ايه؟! اكيد التقارير فيها حاجة غلط"

كان الطبيب متفهماً لحالة غضب الأخ الكبير لكنه هز رأسه يحدثه بهدوء:

"التقارير مفيهاش حاجة يا إياد، انا عارف انه اللي قولته مش سهل بس ده الأمر الواقع، الغيبوبة ممكن تكون فيها لمدة قصيرة بسبب الحادث لكن مؤشراتها الحيوية كويسة جداً يعني هتفوق قريب، لكن بالنسبة للشلل هنقدر نعرف إذا كانت تقدر تتعالج منه أو لا بعد ما تفوق و نعمل شوية فحوصات تانية ان شاء الله"

لم تهدأ وتيرة تنفسه الحادة و هو يحدق به بأعين غاضبة و منزعجة لم يقبل بهذه الحقيقة الصعبة و المؤلمة، نظر إلى والده الذي طأطأ رأسه حزناً و الدموع تأبى النزول من مقلتيه كان والده في دوامته الخاصة فـ كيف حاله هو؟! كيف سيخرج من هنا و يخبر والدته بحالة صغيرتها الصحية؟!، أو ماذا سيحدث الآن بشان زواجها المستقبلي الذي كان بعد بضعة أيام؟؟.

نظر إلى يوسف الذي لم يتحدث و تعابير وجهه لم تتغير حتى دون أن ينكق بأي حرف رأها على وشك الخروج من غرفة الطبيب فأمسكه عندما مر من جانبه سأله بغضب:

"انت رايح فين؟!"

"سيبني في حالي ي إياد دلوقتي"

نفض يده بقوة تاركاً الغرفة منزعجاً ليذهب إلى والده جثى أمامه واضعاً يداه على ركبتيه يطمأنه:

"بابا، متقلقش عهد مفيهاش حاجة هي هتفوق و هتكون كويسة أكيد التقرير اللي بيقول انها مشلولة غلط، و بعدين انت بنطق الكلمة بالعافية مش معقول هتكون صح يعني"

"لا يا إياد"

رفع هشام نظره إلى أبنه و تحدث بصوت متجحرش يقمع رغبته في البكاء بقوة ليكمل ممسكاً كتف إبنه بقوة:

|| عهد إلياس ||™ 2023حيث تعيش القصص. اكتشف الآن