[ الفَصل الخامِس: ذِكرىٰ ]

32 6 6
                                    

قبلَ ثلاثةِ أعوامٍ كانت ليلةً جميلة أردتُ فيها تأمّل القمر مع أبي والصُعود لسطح المنزل لذلك.

لم أكُن مُدرِكًا أنّ أبي بالكادِ يتحرَّك بسبب الضعف الّذي سَبَّبه ذلك المرض به وكان عليهِ ألّا يُجهد نفسه لكنَّني..

قمتُ بالإلحاح عليه لنفعَل ذلِك، أمّا أمي
فحاوَلَت منعي لكِن أبي لم يُمانع..

في تلك الليلة؛ استلقىٰ أبي ونظر للقمر وابتسَم ثمّ أغلقَ عينيه، ظننتُ انّه نام فهززتُه بعد وقتٍ قليل ليستفيق..

لكنّه لم يتحرَّك أبدًا، فذهبتُ إلىٰ أمّي لإعلامها بذلك وهي أدركت شيئًا لَم أدركه.. انّه مات،
لستُ أفهمُ ما هذا بالضبط لكِن أبي قد رحلَ عنّا إلىٰ الأبد وهذا ما جعلني أشعُر بشعورٍ سيّئ تجاه القمر..

' أبوك كانَ سعيدًا حينها، كما انّه كان مريضًا جدًّا وقد تعب ولا ذنب لأي أحد '
صوتهُ أيقظني من تلك الذِكرى الّتي سَحَبت قلبي للظلَام.. لكُلّ شيءٍ أسود!

تَجسيدُ النُّورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن