ضرب البرق المكان ليعلن عن بداية تساقط الأمطار، رأت ليلى من أمامها علي قدميه وهو ينظر لها بصدمة!
إنه يونس.. شهقت بخوف وهي تكرر : كلا أرجوك أخبرني أنها لم تصبك! أرجوك تحدث إلي!أمسكها من كتفيها ووقف وقال بهدوء: lights on
أضاء المكان وظهر وجهه وهو يبتسم ويقول: أهكذا ترحبين بي؟
توسعت عيناها وهي تضحك بتوتر وتقول: ولكن ألم تصبك تلك ال____
ضحك بصوت مرتفع وهو يقول : يبدو بأنك وجدتي السلاح المزيف، الحمدلله لم تجدي الحقيقي...كدتي تقتليني !
لم تنطق بكلمة أخري بل ألقت بجسدها بين ذراعيه وهي تتمسك بملابسه وتبكي.
***
أعلم بأن ما يحدث خاطئ ولكنها أول مره تكون ليلى بهذا القرب مني!
في الواقع أنا هنا منذ ساعه ونصف ، وجدتها نائمة في غرفتي فلم أرد أن أيقظها ، تظن بأنني رحلت ولن أعود...تركتها وحيدة.
لكنها لا تعلم أنني لم أتركها أبداً منذ البداية!
كنت أجول الشوارع طوال اليوم وأعود في المساء لأنام في سيارتي أمام المنزل حتي يطمئن قلبي عليها.
عندما رأيتها ترتجف في نومها منذ لحظات لم أستطع إيقاظها خوفاً عليها، لكن يبدوا أنني أصدرت ضوضاء كافية لتهرع من سريرها!
أشعر بأنفاسها المشتعلة وهي تبكي بين ذراعي ، لم أتمني أن أقترب منها أو ألمسها بهذه الطريقة ولكن يبدوا بأنها مرت بالكثير أثناء غيابي.
***
لف يده اليسري حول كتفها بينما يمناه تربت علي رأسها بهدوء، يحاول طمئنتها بكلماته: لن أرحل أهدئي ... كل شيء علي ما يرام.
شعر بأنفاسها تهدأ قليلاً فأردف : كل شيء علي ما يرام يا صغيرة.. أنا هنا.
رفع وجهها نحوه وهو يحاول النظر لها بينما تأبي النظر لوجهه وهي تهمس: أ..سفه.
أمسك بوجهها بكلتى يداه وهو يبتسم ويهمس: هل تثقين بي؟
لم تحرك ساكناً فهي لا تدرك ما يقصده بسؤاله! فأمسك بيدها وهو يسحبها خلفه لغرفته ويقول: تعالي معي سأريكي شيئا لربما لم تريه من قبل.
***
فتح تلك الحقيبة التي تحوي علي قفل ولكنه لم يكن مفعلا من الأساس ووجه الحقيبه نحو ليلى وهو يفتحها بينما يراقب عيناها التان تتوسعان مما تراه أمامها الآن!
نظرت له بصدمه بينما يدور في رأسها الملايين من الاسئلة فقال وهو يبتسم ويمسك بشيء ما من داخل الحقيبة: هذه الأقراط الذهبية من أول راتب حصلت عليه ، أشتريتها لأمي حتي أعطيها إياهم عندما أعود في السنه المقبلة من عملي.
أخذ شيء أخر وأردف: وهذا العقد الذهبي احضرته في عامي الثاني والذي لم اتمكن فيه من العوده لزيارتكم ولزيارة أمي...
نظرت لعيناه لتلاحظ تلك الدموع التي يمنعها بينما يقول: وهذا الهاتف أحضرته لصغيرتي فريدة، فلقد أخبرتني بأن جميع أصدقائها يحملون واحداً وهي لا تمتلك أي شيء مثلهن.
قالت ليلى بعد أن شعرت بالذنب: يونس أنا____
منعها عن الحديث وأكمل : وهذه الاسوارة أتتذكرينها؟؟ حسنا ان لم تستطيعي
التذكر فلقد أحضرتها عندما أخبرتني والدتك بأنك كنتي تحلمين بواحدة مثلها ولكن ولدك رفض رغبتك ... أحضرتها وجهزت كل شيء حتي أعود قبل عيد مولدك لأسعدك بها، ولكنني أيضا لم أستطيع بسبب خطوط الطيران اللعينة التي تتعطل بشكل مفاجئ!نظرت ليلى أرضا فهي تتأكل من الذنب ، أتهمته بالانانية، بالبخل وأيضا بحبه للإغتراب و المال أكثر من أهله ، هو الذي لم يقدم أي شيء لنفسه سوي سياره وهذا المنزل الذي يؤويه من خطر المجهول..
قال وهو يصرخ في وجهها : أرفعي رأسك أنا لم أنتهي بعد ! هنالك ٣ حقائب أخري !!!
هنالك أعوام أخري أضعتها وأنا معلقاً كالغريب اليتيم بدون أهلي ... فقط أعمل وأعمل حتي أرسل أموال لعائلتي وأبقي في نهاية اليوم وحيداً لا أهتم إن أكلت أو شربت ، فقط أعمل حتي فقدت معني الغني و المال!حاولت الوقوف لتقترب منه وتتحدث معه فأقترب منها وأجلسها بعنف ، قد فقد صوابه بالفعل!!
صرخ بحدة: أجلسي أنا لم أنهي كلامي معك بعد! أتريدين معرفة حقيقة ما أخفيه عنك؟! هل حقا تريدين.!!!اخذ يدور كالمجنون وهو يريها كل ما أشتراه وكل تذاكر الطيران التي إنتهت بتوقف الرحله قبل إنطلاقها حتي!
***
أدركت أن يونس بالفعل قد فقد عقله بسبب تصرفاته العنيفه و الغريبة، ولكنني حقا أنا من ألبسته ثوب الجاني وهو في حقيقة الأمر المجني عليه بسبب الحرب... ليس الأول ولا الأخير الذي أفسدت الحرب حياته المستقره التي كان يحلم بها!
فقط كان يريد بيتنا يضم عائلته يملؤه بالحب و الحنان...
وقفت ليلى وتوجهت نحوه وهو يمسك بإحدي الإكسسوارات ويكرر: لم أتخلى عنهم ، لم أفعل أبدا!
أمسكت بكتفيه بقوه وهي تحاول إعادته لصوابه ،نظر نحوها بينما هربت دموعه من مخبأها وأخيراً... وكانه عاد ذلك الطفل الصغير الذي يبحث عن والدته ، همس بصوته الضعيف: أنا لست ذلك الوحش الذي تخيلته ، أنا أيضا أعاني أكثر منك ، أحاول جمع ما يكفي من الاموال لإحضارهم لبر الأمان سالمين ... أحاول !
أخذت من يده كل شيء ثم أغلقت الحقائب وأبعدتهم عنه و جلست أمامه علي ركبتيها وهي تربت علي رأسه وتبتسم: سوف نعود يا يونس... سنعود سوياً لنصبح تلك العائلة التي تتمناها... أنا علي أستعداد تام أن اتخلي عن دراستي وعن أصدقائي حتي تجتمع أنت و وعمتي معا من جديد.
أنت تقرأ
أثر الفراشة.
Romanceعلمت منذ البداية بأنك ستكون منقذي الوحيد...خلقت لي، وخلقت أنا لأكون دائما لك! قد تحتوي الرواية علي بعض الألفاظ العنيفة.