الجزء_(٢)

461 19 1
                                    

١٩٩٥/أكتوبر/٢١

٦:٣٠ص

أستيقظت وجدتُ الساعة عند السادسة والنصف أنه وقتي المعتاد الذي أستيقظ فيه عادة ولكن بدأت اليوم أشعر بتحسن كثيراً من ليلة البارحة تذكرتْ فنجان القهوة ورأيتْ كتبي موضوعة بطريقة مبعثرة أبتسمت لأنه هذا المنظر بالنسبة لي لوحة فنية لا آمل من النظر إليها أبداً ، نهضتُ من فراشي وذهبت إلي الحمام بدأتُ بتغسيل وجهي الذي بدأ عليه التحسن واضح مما جعلني أشعر براحة وسعادة رسمت هذه المشاعر علي فمي أبتسامة خفيفة وفرحة في عيناي جعلت سوادها يلمع قمتُ برفع شعري الذي كانت قصته بشكل قصير تجعله يتساقط علي وجهي بشكل مزعج قليلاً وتلك الخصلات التي تشبه الحلزون في ألتواءها أستخدمت كريم مثبت وقمت بتصفيفه للخلف حتي أرتاح من تناثره علي وجهي قليلاً ، ذهبت إلي المطبخ لأعداد قهوتي السمراء الداكنة بدأت بوضع القهوة علي النار تذكرت أن جارتنا سندس اليوم توريد أن تأتي لزيارتي عصراً هذا يعني أنِّي سوف أطلب من أبي أن يجعلني أخرج من الدكان باكراً حتي أكون موجودة علي الموعد فأنَّا شخص يحرص علي مواعيده كثيراً ، شربت قهوتي وبدأت أتجهز إلي الجامعة أرتديت ملابس الجامعة وأتممت أرتداء سترتي كان الجو قليلاً بارداً وغائماً في نفس الوقت والرياح كانت قوية نسبياً وبصراحة أخشى أن تمطر علي وأنا في الطريق لأني أكره
المشي وبرفقتي المظلة ولكن قمت بتدفئة نفسي علي كل حال كنوع من الأحتياط

خرجت من المنزل وكانت الساعة ٨:٣٠ص كان أهلي جميعهم نائمين ، سيكون اليوم يوماً متعباً حقاً فقد قررت أن أتي لأخذ جميع المحاضرات لأني في العادة لا أحب التواجد في الجامعة أبداً إلا إذا كان لدي أختبار أو حضور محاضرة مهمة غير ذالك لا أطيقُ التواجد فيها أبداً ولكن عندما خرجت لمحت سندس كانت هي أيضاً ذاهبة إلي مدرستها وكانت متأففة ضجره مثلي من الذهاب إلي المدرسة ولمحت أيضاً صديقاتها آتن إليها فور خروجها من منزلها بدت سعيدة لبعض الشيء لرؤيتها أصدقائها ولكن سرعان ماعادت تلك الملامح الضجرة والمتململة إلي وجهها أبتسمت لا شعورياً مني لهذا المنظر لأنه في الواقع كان تعبيراً دقيقاً عما أشعر بيه داخلي استمريت في طريقي ولم تلحظ هي وجودي ولم أشأ أن أزعجها لأنه بدا وضحاً على وجهها أنها في مزاجٍ غير مناسب للحديث أو حتي ألقاء التحية وبالأضافة إلي ذالك فأني أحب هذا التصرف في شخصيتي وهو أني أجيد دائماً معرفة الأوقاتِ الأفضلِ للتحدث أو بدء حديث مع شخص أخر ذهبت واختفت من نهاية ذاهبة إلي المدرسة وقمت أنا بأستكمالِ طريقي إلي مفترق الحافلات لكي أستقل حافلة توصلوني إلي الجامعة ، وصلت بعد مشوار ليس قصير وقمت بالدخول إلي الجامعة وحضور أول محاضرة لي بدت ثقيلة نوعاً ولكني لم أكن أوريد أن أستمر بالتفكير بهذه الطريقة لأني من المؤكد إذا أستمريتُ بالتفكير هكذا سأقوم بالنهوض من مكاني ، أنتهت المحاضرة الأولى بسلام بعدما أكتشفت أن التركيز في المحاضرة هو أسرع طريق لكي تنهي المحاضرة دون أن تشعر بالوقت أو حتي أن تقوم بين كل ثانية وثانية بالنظر إلي ساعة يدك حقاً ذالك سوف يصيبك بالجنون ولا سيما موعد المحاضرة الواحدة يستغرقُ ساعتان ، بدأت المحاضرة الثانية وانتهت هي الأخره بسلام وخفة من مجهوداتي طبعاً جعلتها تمر بهذه السهولة ولكن في واقع الأمر هي ليست كذالك ثم بقيت لدي محاضرة أخيره ولكن تأخر أستاذها قليلاً مما سمح هذا التأخير لبعض الفتيات الفضولات جداً بطريقة مزعجة الأقتراب مني ومحاولة فتح ملف تحقيق معي بدأ بسؤال عن أسمي وأنتهى بي محاولة معرفتهن عن من أحب وكل هذه الأسئلة الخاصة
ولكني بارعة جداً في وضع حدود مع الأشخاص وقمت بالأستاذن منهن والذهاب إلي المقهي الجامعة وأخذ منه قنينة ماء لأني في الحقيقية شعرت بعطش كبير ودخلت إلي المحاضرة وبدأت .

الآن وأخيراً قد أنتهت جميع محاضراتي بسلام لا أصدق ذالك أني حقاً فعلتها نظرت إلي ساعة يدي وجدتها عند الساعة ٣:٠٠م تماماً ذهبت مسرعة قليلاً لكي أحصل علي حافلة تُقِلوني في أسرع وقت لأن أبي من المؤكد أنه ينتظرني في الدكان ولكن شعرت بشخصٍ فجاءة أرتطم بي أو أنا أرتطمتُ به لأقع أرضاً وتقع مع كتبي وأوراقي مع دفتر المحاضرات أيضاً شعرت بأن رأسي بدا ثقيلاً جداً وبدأت أوريد النهوض في الحال لأجد شخصاً يقومُ بي مسك يدي من جانبي الأيسر ويحاول أن يساعدني علي النهوض لأبدأ فعلاً بأستجماعِ قوتي والنهوض وتحريك رأسي إلي صاحبة الصوت لأنه كان صوت فتاة ناعم كثيراً ولكن كانت نبرت الخوف واضحة جداً علي صوتها ، هل أنتِ بخير آسفة كنت قد مررت مسرعة وفجاءة ظهرتي أمامي أنا حقاً أسفة ، لاداعي للأعتذار أنا أيضاً كنت مسرعة جداً وكان يجب علي الألتفات قبل أن أكمل إلي الخارج هل أنتِ أيضاً بخير ، قلت لها ذالك وأحسست ذاك الألم الذي كنت أشعر بيه البارحة قد عاد إلي رأسي شعرت بالطرق علي خلايا مخي بدأت تزيد واحدة تلو الأخرة مما جعلني أنكمش لأرادياً واضعه يداي علي رأسي وكأني أوريد من هذا الطرق المؤلم أن ينخفض ويختفي ولكن
بدأت أصوات طنين عالية تقتحم أذني مما جعلني علي الفور أن أنزل علي ركبتي بطريقة تشبه السقوط الجزئي لي ولم أعد أسمع شيء إلا صوت هذا الطنين العالي الذي يتزايد حتي يكاد يثقب أذني ولا أشعر بشيء إلا بتلك الطرقات التي بدت تزداد كلما تحركت أو تنفست مما جعلني ألهث طلباً للأكسجين كل هذا كان يحدث معي بتزامن سريع ورهيب داخل جسدي وكأني أتلاشى حتى فقدتُ الرؤية تماماً ومن ثم دخلت في اللاوعي .

أنه الورد نعم أنه دكاني الذي أحلمُ به ولكن لماذا أنا جالسة علي كرسي وأبدو وكأني لا أستطيع الحركة أنها أمي تقوم بي محاولة مساعدتي علي الجلوس لماذا كل المكان لونه بنفسجي بشكلٍ قاتم وأين أبي لماذا كل هذا الهدوء المخيف في المكان هناك شخص ينادي علي بخوف وصوت بدا لي مجروحاً كثيراً من الألم ، ورد ورد هل تسمعينني ورد أرجوك ردي ، لماذا تبكي من يبكي وأين أختفت أمي ولماذا بدأ اللون البنفسجي القاتم بالتزايد حتي لم أستطع رؤية دكاني والورد من حولي ورؤية أمي بدأت بالنداء لأبي أبي أبي هل تسمعني أين أنتي ياأمي ، وعندها قد أبصرتُ ضوءاً أبيض ويداً تلامسُ وجهي ورد لقد أستيقظتي كم أنا سعيدة ومن بعدها كانت الطبيبة تقوم بالأطمئنان علي نبضاتِ قلبي والتأكد من ضغط الدم لدي كنتُ سعيدة جداً لأنا ذالك الألم قد أختفي والطبيبة قالت لي علي الفور أني بصحة جيدة وكل ماحدث كان بسبب الأرهاق طبعاً اليوم فعلاً لقد أرهقتُ كثيراً ولا بد أن ترتاحي قالت لي الطبيبة مكملة بهذا كلامها قائلة تستطيعين الخروج الآن أبتسمت لها وشكرتُ تلك الفتاة التي اصدمتُ بها كثيراً ولا سيما عندما رأيتها خائفة جداً علي وقلقة كما كانت واضعة جميع كتبي ودفاتر محاضراتي وأوراقي بطريقة منظمة ومرتبة علي الطاولة هنا أنا قمت بالأبتسام علي الفور أبتسامة واسعة لها وقلت لها بأمتنان كبير شكراً كثيراً علي لطفك ولا تقلقي هذه المرة الثانية الذي يحدث معي هذا الصداع ويسقطني أرضاً بسبب الأرهاق الأمر ليس بسببكِ حدث .

رواية ورد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن