١٩٩٥/أكتوبر /٢٢
استقيظت علي ساعة المنبه الذي صوته كاد أن يخترق جدار الغرفة فنهضت من الفراش مسرعة لأطفاء المنبه حقاً ممتنه لوجودة في حياتي رغم أحيانا قد يزعجني عندما أستيقظ تذكرت أن هناك جبل من الكتب ينتظرني منها الدراسية ومنها من روايتي وكتبي التي أحب دراستها ولكن لايزال أمامي وقت فأنها عند الساعة السادسة والنصف كالعادة في الوقت التي أستيقظ فيه دائماً سمعتُ صوت أمي تسقي الورد الذي كان بالقرب من النافورة التي تكمن وسط بيتنا
وصوت بكاء طفيف لأختي الصغيرة جداً يبدو لي أنها قد أستيقظت وتود من أمي أن تحضر لها الحليب ، نهضت ودخلت للحمام ثم رفعت تلك الخصلات الملتوية والقصيرة من شعري قليلاً عن عيناي وقمت بإعداد القهوة لي والحليب أيضاً لسهى ، لأنها حتماً سوف تجعل الحي بأكمله مستيقظ بعد دقائق .وأخيراً أمي قامت بحملها وتهدئتها ثم دخلت علي أمي حامله سهى بين يديها والدموع تملأ وجهها الصغير ، قمت بتقبيلها علي خدها ورقبتها الصغيرة ولكنها تشبثت بقميصي
فقت بحملها ، قامت أمي بصب الحليب لكي نرضع سهى التي لازالت ممسكة بقميصي بشدة حتي وهي ترضع ،
قمت بنداء أمي لكي تأخذها أريد أن أشرب قهوتي ، لا أستطيع بهذا الشكل أن أشرب قهوتي ، ضحكت أمي علي وقامت بحمل سهى التي كان بدأ عليها النعاس يتسلل لعيناها
البندقيه مثل أمي ألا أنني أنا وأختي لما التي نشبه أبي سواد عينيه إلا أنني أنا أكثر شخص ، أشبه حتي في طبعه الهاديء جداً .قمت بشرب قهوتي والذهاب لغرفتي ، فجاءه تذكرت تلك الفتاة التي أصدمت بها وأنا أشرب القهوة وأستمع إلي فيروز
سرحت قليلاً في الفراغ حتي كدت أنسى أني ممسكة بفنجان قهوتي وصوت فيروز بدأ لي واضح جداً كأن أذنٌ في قلبي قد فتحت ، وعلي الفور تذكرت ُ قول سمش الدين التبريزي عن الحب في كتاب قواعد العشق الأربعون
"الحب والألم شيئان مرتبطان مع بعضهم البعض ، مثل الزهرة والشوك الذي بها" .شعرت بضيق في صدري كثيراً وخوف دخل إلي قلبي هل ياترى شمس الدين محق هل الحب والألم شيء حتمي ولكن
الحب جميل كيف له أن يكون جميل ومؤلم في نفس الوقت
كيف ؟!، شيء ما في قلبي أحسست به سقط كلماته كسرت قلبي ومفهومي عن الحب ولكن لما الآن أحسست بهذا ، كنت في وقتها قد قرأت ذالك ولم أكن شديدة التركيز علي هذه الجملة لماذا استحضرتني الآن !؟ ..قمت بأكمال فنجان قهوتي بسكوت تام جداً حيث لم أشأ أن
أتألم أكثر نعم أني جبانة وضعيفة جداً أمام الحب ، دائماً ماكنت أخاف أنا علي قلبي من الحب ، أتمنى أن يكون شمس الدين غير محق بشأن هذا ...بعد مرور اربع ساعات من الدراسة كانت الساعة ١١:٠٠ص أنه وقت ذهابي للدكان مع أبي سوف أتجهز وأخرج سريعاً كي لا أزعج أبي بالتأخير لأني مثله تماماً أكره التأخير ،خرجت سريعاً من غرفتي عندما سمعت أبي ينادي عليا ،
_ورد هل أنتي جاهزة ؟
أجبته بنعم وخرجت معه إلي الدكان ، للحظه كنت قد أحلم
لكن مارأته عيناي حقيقة كانت تلك الفتاة التي أصدمتُ بها
ولكن ماأثار دهشتي حقاً هو دخولها في منزل سندس بعد عدة طرقات منها علي الباب ، أنتبهت لي وأبتسمت ثم دخلت أعتقد أنَّ عقلي قد ضاع في أبتسامتها لم أكن أعلم أنا أبتسامتها تفعل بي هكذا .وصلنا إلي الدكان وقمنا بفتح الدكان أن وأبي وترتيب البضاعة من عطور وملابس وتنظيف الدكان جيداً ، ماكنت حتي ثواني ودخلت عليا سندس وتلك الفتاة ..!!!
بدأ قلبي بالأرتعاش والنبض بقوة حتي أصبح التنفس بصعوبة نوعاً ما ، سمعت سندس تقول لي :
_ أهلاً ورد كيف حالك الآن ؟
أجبتها : بخير جداً ، وانتِ
قلت كلماتي هذه وكنت احاول التركيز فقط علي سندس حتي لا افقد توازني ،
أبتسمت سندس لي ثم أردفت قائلة :
_ياسمين هذه ورد صديقتي الآن وجارتنا أيضاً ،
_ ورد أعرفكِ هذه أختي ياسمين ..
رعده سرت في جسمي وانا أنظر إليها وأرحب بها
ثم تذكرت ذاك الموقف الذي حصل في الجامعة طلبت من السماء أن لا تتحدث عن ماجري في الأمس ..
وبالفعل أستجابت لي طلبي السماء فبادلتني بأبتسامة ذبت بها أكثر وأكتفت بقول :
_ورد أسمك إذاً
أبتسمت وقلت لها لا شعورياً وهذا لم يكن من طبعي ابداً هذا الحماس لطالما كنت شخص بارد اتجاه كل شيء ، وانتِ أيضاً
اسمك جميل جداً ياسمين ، نطقت اسمها وكأن حروفه طبعت علي قلبي لتقاطع هذا الشعور الذي غرقت به سندس
قائله لي بنبرة بدت منزعجة قليلاً :
_ورد هل يوجد لون فاتح قليلاً من أحمر الشفاه هذا ؟
أجبتها وكأن عقلي في مكان أخر
ها ننعم يوجد هذه الألوان ولكن ليس لنفس النوعية الذي تُريدين .خرجنا من الدكان وقلبي بدأ يأخذ أنفاسه بشكل مريح الآن
وكأني كنت في معركة مالذي يجري معي ماهذا الأحساس
أنا لن أقع في الحب ؛ ولكن الحب شيء ليس بيدي أن أتحكم به ، ولكنه شيء جميل ونقي ، اه لماذا كل هذه الأسئلة تفترس عقلي ثم أني نسيان هذا الأمر فقط وعدم فتح هذا الموضوع مره أخرى مع نفسي .عدت إلي المنزل في نهاية اليوم كالعادة ، ونسيت الأمر كلياً حتي سمعت طرقات باب منزلنا لأفتح لأجدها سندس!؟.
تنبيه :
أعتذر عن أي خطأ املائي بسبب السرعة في الكتابة كما أنه سوف يتم تعديله لاحقاً بكل تأكيد .