الجزء_(٣)

390 20 4
                                    


قلت كلماتي هذه وكأنها قد أنزاح من علي قلبها جبل لمحت تلك التنهيدة الخفيفة والأبتسامة التي بدأت من عيونها وأنتهت بالأرتسام علي ثغرها بشكل طفيف جداً ثم أردفت قائلة لي بأنزعاج بدا علي وجهها واضح ولكن أرجوكِ لا تتعبي نفسك مرة ثانية أنتبهي علي صحتكِ جيداً قد قالت كلِماتها هذه وهي تحاول أبعاد عينيها عني والتركيز علي رأسي ومكان الألم مباشرة وكأن توريد أن تنتزع هذا الألم للأبد رمقتني بنظرة هادئة وناعمة جداً ثم قالت لي بهدوء جداً هل توريدي مني أن أرافقك إلي المنزل قلت لها علي الفور لاداعي أنا بخير جداً وهذا عادة يحصل بسبب الأرهاق لاأكثر وها أنا قد أخذت المغذيات المطلوبة وبصحة جيدة صدقيني لا داعي للقلق علي ولا أريد أن ازعجكِ أكثر حقاً أنا آسفة لا بد أني قد سببت لكي في التأخير عن عملك أردفت قائلة بابتسامة جميلة وقالت لي لا داعي عزيزتي علي الإعتذار أنه واجبي ولاتنسي أن تهتمي إلي نفسك وداعاً وقامت بأحتضاني أبتسمت لها وقمت بالأشارة لها بالوداع وقمت بالنهوض وألتقاط كتبي مباشرة ونظرتُ إلى ساعة يدي وجدتها الساعة ٣:٤٥م لقد تأخرت حقاً خرجت إلي مفترق الحافلات أستقليت حافلة وعدت إلي الحي ودخلت إلي دكان أبي فوراً قام بملاقتي بعناق طويل لقد كان سعيد علي شفائي قائل بسعادة بدت عليه واضحة تبدين اليوم حقاً بصحة جيدة رؤيتكِ وانتِ بصحة جيدة حقاً سعادتي قد قلقت عليك بالأمس جداً أبتسمت لأبي وقلت له ممازحة له أبي ألا تود تركي أدخل أبتسم علي الفور وقبل خدي وقال لي تفضلي ياعزيزتي جلست وبدأت بترتيب البضاعة الجديدة بهدوء لم أستطع أن أتحدث له عما جري لي اليوم وتحديداً عندما رأيته بهذه السعادة لم أشأ رؤيته قلق علي مجدداً لم أستطع أن أراه حزين مرة أخرى سألت أبي عن أمر أن أخرج باكراً لأني ابنة جارنا تود أن تزروني لأطمئنان علي مجدداً قال لي بشكل سريع بالطبع ياابنتي لكِ هذا أبتسمت له وخرجت علي أكون في المنزل علي الموعد ولكن أشك في ذالك .

نظرت إلي ساعة يدي كانت تشير إلي الخامسة تماماً علمت
أني من المؤكد سأصل متأخرة ولكن ماجري اليوم ليس بيدي حقاً ، بدأت أسرع في خطواتي كثيراً حتي رأيتها تطرق علي باب منزلنا أبتسمت وقلت في نفسي ربما لم أتأخر كثيراً كنت أخشي أن ينتظرني دائماً أحد ولا أتي
كانت تطرق والغريب أنه كانت طرقاتها خفيفة لاتكاد تسمع أو ربما لأني أعلم أن عائلتي لا تسمع لمثل نوع هذا الطرق وبهذه الخفة لأنهم يكونون في غرفهم التي هي بعيده جداً من باب المنزل وغرفتي كذالك ولهذا من الممكن أن تظل هكذا لفترة طويلة أو تذهب دون أجابة ولكن لحسن الحظ أني تأخرت قليلاً لأن مستوى الطرق الذي تقوم به خفيف جداً وكأنها أول مره تطرق باباً في حياتها أو تطرق بشكل يجعلها تبدو وكأنها خائفة أن تزعج باب المنزل ، ضحكت ضحكة خفيفة علي مشاهدتها هكذا أحببت أن أمزحها قليلاً جئتُ من خلفها بدأت أطرق بطريقة قوية وقلت لها في نفس الوقت هكذا يكون الطرق علي باب منزلنا تحديداً وضحكت ثم أردفت هيا وبدأت عليها ملامح الصدمة والضحك في آنٍ واحد قائلة أخفُ أن أزعج أهل الحي بهذا الطرق وأيضاً لدي أظافر أخشى عليها كثيراً لا أريدها أن تنكسر ،ضحكت بقوة قليلاً ثم قلت لها نعم الأجابة مقنعة جداً قالت لي بأبتسامة واسعة وماكرة بالطبع عزيزتي ستكون مقنعة بدت شقية اليوم جداً ومرحة وهذا جانب آخر أكتشفته من شخصيتها فتحت الباب بالمفتاح الذي معي لأني أعلم أن أهلي لم ولن يسمعوها دخلنا ولكن أستغربت الهدوء الذي كان بالمنزل كان هدوء غريب أستغربت بداية الأمر ولكن بعدها تذكرت أنه اليوم الخميس وأمي وأخواتي دائماً مايذهبن إلي بيت جدي هناك وأنا في الواقع أفضل أن أقضي العطلة مع والدي وفي البيت لأني أحب أجواء العطلة كثيراً والهدوء الذي يكون موجود في أيام العطلة .

قمت بخلع حذائي وكانت سندس واقفة قلت لها تفضلي بالدخول ودخلنا إلي صالة المنزل ودعوتها إلي الجلوس كانت جداً في قمة الأدب بدا عليها ملامح الإحراج قليلاً
ولكن سرعان ماتبدت فور سؤالي لها ماذا تحبين أن أعد لكي أبتسمت وقالت شاي أخضر أبتسمت وقلت لها وأنا قهوة وسط سوف أعدهن وآتي علي الفور قمت بإعداد الشاي والقهوة خاصتي ودخلت عليها وقلت لها بِأبتسامة
عريضة لم أتأخر صحيح ، نظرت إلي باأبتسامة واسعة وماكرة أظن أنكِ تأخرتي قليلاً ، ثم ضحكت بعدما رأتني لاأزال واقفة في مكاني أسمع كلامها بأصغاء أمزح معكي لم تتأخري وتعالي أم تودين أن نشرب الشاي والقهوة هكذا وضحكت ، ضحكتُ أنا أيضاً ووضعت أمامها الشاي الأخضر الذي طلبته وأخذت أنا فنجان قهوتي وجلست .

سألتني قبل أن تشرب الشاي قائلة تبدين بصحة جيدة اليوم ورد وكثيراً أيضاً هل لازالتِ تشعرين بذالك الألم
،تذكرت سقوطي اليوم ولكن لم أوريد أن أخبرها لأنها سوف تقلق علي وربما أبي يعلم ويزداد قلقة علي فأجبتها بطريقة مختصرة نعم لم أشعر به وأنا حقا بصحة جيدة وشربت من قهوتي علّها تغير الموضوع ، وبالفعل فقط غيرت الموضوع بسؤالي عن مجال دراستي وقالت لي
هل تخصصك صعب هل هو مايرهقك ، أجبتها لا ليس التخصص إذاً ماسبب الأرهاق هذا كله قد بدا عليكِ في ذالك النهار أنكِ جداً متعبة ، أطلقت ضحكة عاليه نوعاً ما،
أبتسمت لي أبتسامة هادئة وانحنت برأسها قليلاً لي وقالت مالذي يضحكك قلت لها وأنا ألتقط أنفاسي بخفة قليلاً
لا لاشيء فقط لم أتوقع أنكِ شخص فضولي لهذه الدرجة
وأكملت ضحكتِ ، ضحكت هي أيضاً ولكن بعدها قالت هذا
كله من أجل أن اطمئن عليكِ هل يعد هذا فضولاً ، حسناً سأعتبره ليس فضولاً ، وأكملت ضحكتِ باأبتسامة خفيفة
قائلة لها حقاً أنا أشكرك لمساعدتي في ذالك اليوم لم أكن
أستطيع أن أعبر لكي في وقتها بشكل لائق حقاً أنا أسفة
ربما كان أسلوبي بارد نوعاً ما ولكني حقاً في داخلي ممتنة
لكي كثيراً ، ولا أعرف كيف أشكرك أبتسمت هي لي بطريقة رائعة وكأنها كانت تنتظر مني هذا الكلام بدت ملامح السعادة والفرحة علي وجهها ربما بالفعل كان أسلوبي جاف معها ليلة البارحة ولكن في داخلي العكس تماماً ولكن دائماً مايكون هذا البرود الخارجي لي سبب في فهمي بشكل خاطيء دائماً ، ثم قالت لي عليكِ بشكري بزياتي عندما تكونين غير مشغولة سأنتظرك وأبتسمت
ثم نهضت وعانقتني بطريقة دافئة يبدو لي أنها شخص نقي فعلاً كان عناقها مليء بالشعور بالدفيء والأمومة رغم أنها كانت أصغر مني بثلاث سنوات ولكنها كانت لديها طاقة أحتواء رهيبة صمت لثواني ثم بادلتها العناق وشكرتها من قلبي علي مجيئها واطمئنانها علي كان ذالك
شيء لطيف للغاية منها ذهبت إلي منزلها الذي كان في الحي الذي يُقابلنا تماماً وأغلقت أنا الباب وقمت بغسل فنجان القهوة والشاي ورتبت المطبخ جيداً ، وأعدت لي شربة بالخضروات فأنا شخص نباتي جداً وتناولتها ثم ذهبت لي أستحم وخرجت كانت الساعة ٨:٣٠م كان المنزل هاديء ومنعش جداً للتأمل ، دخلت إلي غرفتي قمتُ بترتيب الكتب وترتيب فراشي ، وقمت بالمذاكرة دروسي
ومن أخذت كتابي وبدأت أقرأ بتركيز حتي شعرت بالنعاس أطفئت مصباح الغرفة ودخلت في نوم عميق .

رواية ورد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن