ورد
كانت ليلة البارحة جداً وشيكة لدرجة أني تأخرت كثيراً في النوم وهذه ليست عادتي أبداً ، لم تغب عن بالي رغم أنه لم يحدث بيننا كلام ولا حتي أي حديث حتي تذكرت أنها أخت سندس !
خطرت علي بالي فكرة حتي أرى ياسمين مره أخرى
تذكرت سندس عندما قالت لي في زيارتها لي أن أزورها
عندما أكون متفرغة
نهضت مبتسمة جداً من علي فراشي وكأنَّا اليوم عيد لدي
قمت بتجهيز ملابس للزياره وكان لدي أهتمام بأن أبدو بشكل جداً أنيق وجميلسندس
١٩٩٥/أكتوبر/٢٠
الساعة ٢:١٢ظهراًكنت قد خرجت من منزلنا مسرعة للدكان الذي به ورد حتي أراها فعادة ماأقوم في الخروج في مثل هذا الوقت للسوق حتي أراها تقوم بتنظيف وترتيب المحل !!
أحببت ورد منذ كان عمري ١٤عاماً حين كانت تدرس معي في المدرسة ولكنها كانت غير مكترثة بِوصف دقيق لم تكن تعلم بوجودي أصلاً وهل أنا معها في نفس الحي أو لا كانت دائماً ماتكون هادئة وحتي ولو كانت منزعجة كان ذالك فقط يرتسم علي عقدة حاجِيبيها التي أعشقهم حد السماء ، عشقت عيناها السوداويتين الداكنة وشعرها القصير الملتوي وبياضها الناصع وجسمها الرشيق جداً ، ولكن أخشى أن أعترف لها ، أنا أضعف من أن أقول لورد أحبك ، أخاف من ورد كثيراً لديها شخصية جداً باردة ومتكبرة وصعبة أيضاً ، أخاف أن أضع نفسي في موقف محرج جداً معها وهي شخصية غير لطيفة وحادة جداً في الكلامأنها ورد نعم أنها ورد!
ولكن لما تسير ببطىء شديد مالذي يحدث معها !!
ذهبت بخطوات متردده وخائفة ماذا اذا قالت لي ماشأنك!
ماكانت إلا لحظات حتي أراها تتمسك بالجدار لكي لا تسقط ، شعرت شيء في قلبي بدأ يرتعش لأسرع إليها
وأضع يدي علي كتفها وصوتي الذي شعرت بأنه من شدة خوفي عليها وقلقي سيختفي :
ورد هل أنتِ بخير ؟!!
لِأراها تشد قبضتها علي الجدار ومن ثم تقع أرضاً !!!
قمت بأمساك يديها والنداء عليها ورد ورد أرجوكِ أستيقظِ
كل شيء كان في خائف أن أفقدها كان قلبي يخفق بخوف وسرعة هائلة حتي بدأت يداي ترتعش قمت بالنهوض علي الفور والعودة إلي المنزل ونداء أبي ليقوم بحمل ورد إلي المستشفي ، خرج أبي معي مسرعاً وقام بحملها إلي منزلنا وطلبت منه أن يدخلها في غرفتي ثم ذهب أبي ليأتي بالسيارة ويخبر والد والذي هو صديق أبي أيضاً ، قمت بمسك يدي ورد ويدي ثانية علي شعرها شعرت للحظه وكأنها طفلي الوحيد ...شعرت بيد يورد تتحرك فوراً ما شعرت بالحياة عادت إلي قلت لها بنبرة بها فرحه :
ورد هل تسمعينني؟!
ورد هل أنتِ بخير؟!
فتحت عيناها قليلاً ثم قالت لي نعم أنا بخير وبالكاد تخرج الكلمات والحروف ومن ثم أغمى عليها مجدداً ، بدأت اصرخ عليها ورد ورد ارجوكِ استيقظِ حتى دموعي بدأت في السقوط ليدخل عليا والدي ومعه والد ورد والطبيب وقام أبي بحضني قائلاً :
لا تخافي يا حبيبتي سوف تكون ورد بخير
شعرت بطمأنينة من كلام والدياريد أن أراها مره ثانية
لا اريد أن افقدها مثلما فقدت أمي
رأيت الطبيب يفحصها وكان والد ورد لا يقل خوف وقلق عني ، كانت نائمة بكل براءه وهدوء
قام الطبيب بإخراج حقنه و أعطاءها لها في يدها ومن ثم
قال لنا أنها بخير فقط حصل لها هبوط في الضغط مفاجيء ، وذالك نتيجة الأرهاق الزائد يجب عليها أن ترتاح ولا تتعب نفسهاكان والد ورد يريد أن يحمل ورد إلي منزلهم ولكن أبي أعترض قائلاً له لن تستطيع أخذها إلا بعدما تنهض ونطمئن عليها جميعاً أنها أيضاً ابنتي
شعرت بفرحة كبيرة جدا لأن أبي لم يشأ بأن تأخذ بهذه الحالة وحتي أبقي بجانبها واطمئن عليها فلقد بدوت في حالة خوف جداً
قمت بجلوس بجانبها وبقيت ممسكة يدها حتي نمت بجانبها دون أن أشعر
شعرت بيد ورد قد تحركت ولكني كنت شديدة النعاس ثم فجاءة رأيتها قد نهضت لأمسك يدها بسرعة خائفة منها
أن تتركني وتذهب لتلتفت إلي بكل ذهول وتفاجأت من وجودي وكانت علامات الأستفهام واضحة علي ملامح وجهها والذعر ثم سألتني :
أين أنا ؟!
وأين أبي ؟!أجبتها عن أسئلتها ، وطلبت منها أن ازورها حتي أطمئن عليها ،ولكنها قامت بشكري بكل برود ومن ثم أستاذنت مني ورحلت
شيء ما في قلبي تحطم أيعقل كل هذا الخوف والدموع
التي ذرفتها ومن ثم فقط اتلقى كلمة شكر عادية وتخرج وكأنها كانت في حبس حقاً شعرت بشيء في قلبي قد تكسر ولكني لم اتفاجأ فدائماً هي هكذا مع الجميع
هي من النوع الذي ليس من السهل أن يحب ، ليس من السهل أن يلفت نظره شيء ، ولكني سأحاول كل مافي جهدي لكي أجعلها تحبنيأنِّ متحمسة جداً فاليوم سوف أراها وأتمني أن تكون بصحة جيدة سوف أحرص علي أن أكون أنيقة وأظهر بشكل جميل .