٢٠ /أكتوبر/١٩٩٥
١٢:٥٤مكنتُ في الدُكان الذي أشتراه أبي منذ أسبوعين أرتب جميع الأغراض التي أشتراها للدُكان مسبقاً كان أبي مختلف عن كل الأباء في هذا الحي المتواضع جداً علي الرغم من أنَّه كان تاجراً معروفاً إلا أنه أحب دائماً البساطة وكل شيء قديم وجميل في حياته كان أبي دائماً ينظر إليِّ بفخر وأعتزاز
كان حبه لي دون شروط دون أي مقابل وتعلمتُ
منه ذالك أيضاً أن أحب دون شروط دون مقابل دون أي تنازلات من الأخر ، عفواً نسيتُ أن أعرفكم بأسمي ومن أكون فأنا هكذا دائماً عندما يكون الأمر متعلق بأبي أصبح شخصاً ثرثاراً جداً أنا ورد فتاة أعيش في مدينة دمشق في سوريا عمري ١٩ سنة أدرس في كلية الآداب في السنة الأولي أحب الكتب كثيراً وأحب والدي والقهوة وذاك الحي الذي أسكن فيه أو كما أسميه حيُّ الورد حيث أنه بمجرد دخولك فيه سوف تقابلك علي كل منزل منه ألوانٌ وأنواعٌ كثيره ومخالفة من الورد والجميل في الأمر أنَّ أسمي أيضاً ورد وأن أعشق الورد لطالما كنتُ أحلم بفتح متجر صغير في الحي الذي أسكن فيه ولكن أنشغالي بالكتابة والقراءة جعلني أبتعد قليلاً عن التفكير في هذا الأمر إلا أنني لازالت أريد أن أفتح متجراً لبيع الورد ولا سيما أسمي أيضاً ورد ولكن ليس الآن ربما في وقتٍ لاحق سأكون متفرغٌه له بشكل كبير وليكون بالشكل اللائق والمطلوب .أنهيتُ عملي في دكانِ أبي عند الساعة ١:٤٥م وكان التعبُ يملؤني كان دكانُ والدي قريباً جداً من منزِلنا ولكن شعرت بصداعٍ قوي جعلني أتوقف قليلاً عن الحركة وأقومُ بي الوقوع علي الأرضِ مباشرة ماكانت إلا لحظات حتي سمعت صوت أبي ينادي علي بخوفٍ بدا لي واضحاً في نبرتي صوته التي جعلتني علي الفور أقومُ منتفضاً من مكاني دون وعي لأرى أبي جالساً علي ركبتيه يكاد يبكي ومتفاجيءٌ في نفس الوقت من نهوضي وسرعان ما تحولت ملامح وجه إلي الفرح قائلاً هل أنتي بخير يا ورد وعلي الفور أجبته بنعم ياأبي لقد كان مجرد صداع قوي يبدو أنه بسبب الأرهق فقط أريد أن أعود إلي المنزل والذهاب إلي فراشي سوف يكون كل شيء بخير لاتقلق علي يا أبي أحسستُ بملامح الأطمئنانِ بدت واضحة عليه وهذا ماجعلني أشعر بسعادةٍ خفيفة غمرتني كثيراً أبتسمتُ له وذهبتْ راكضة قليلاً في خطوتي لكي أصل في وقتٍ أقل إلي المنزل .
كانت حركتي بدأت بالتباطؤ قليلاً رغم أني أشعر بأني أركض نسبياً وبدأت أشعر بنفس الصداع الذي جعلني أسقط أرضاً في الدُكان ولكن بدا لي بسيط وكأن هناك شخصاً يطرقُ بمطرقته علي رأسي شيئاً فشيئاً وبشكلٍ خفيف جداً خشيت أن يتزايد هذا الألم والذي أُشَبِهُ بالطرق في رأسي قبل أن أصل إلي المنزل بدأت أسرع في خطواتي بشكلٍ ملحوظٌ جداً ولكن ماحصل كان مفاجيء لي بدأت أصوتُ الطرقاتُ
والسياراتِ تنخفض علي مسامعي تدريجياً وشعرتُ بنبضاتِ قلبي بدأت تنخفض وبدا عملية سحب أكسجين بتلك الصعوبة التي نراها حينما نتسلقُ جبل بدأت أمشي وأمسك بالحائط أستناداً عليه كي لا أسقط إلي حين شعرتُ بيد لمستْ كتفي بشكل هاديء وسمعتُ صوتاً مُتسأل يقول هل أنتي بخير يا ورد أستغربت من أنها فتاة وتعرف أسمي تُرى من تكون لم أستطع الألتفات لأنه بدأ الألم في تخدير رقبتي عن الحركة لذالك لم أستطع الألتفات وتمسكت ُ في الحائط بشكلٍ قوي لكي لا أقع ولكن حصل ماكنت أخشاه ماكانت إلا ثواني وأسمع صوت أرتِطامِ جسدي علي الأرض ثم لاشيء.هل أنتِ بخير هل تسمعينني ورد ورد سمعتُ هذه الكلمات تترددُ في صدى أذني من بعيد كنت غير قادرة علي الحركةِ تماماً ولكن بأمكاني فتح عيناي ولكن عندما فتحتُ عيناي رأيتُ أمامي مكاناً مليء بالكتب ورائحة الياسمين شعرت للحظة بأني في الجنة ولكن في نفس الوقت أحسستُ بيد دافئة حاوطت يدي ثم وَضِعَتْ علي شعري ونفس نبرة الصوت ولكن بَدأتُ أسْمعها بشكلٍ واضح الآن ورد هل أنتِ بخير بَدأتُ في أستجماع حروفي ولكن كنتُ غير قادرة علي الألتفات إلي صاحبة الصوت الذي كان يتردد في مسامعي منذ لحظة سقوطِ علي الأرض ولكن وأخيراً خرجت مني كلماتٍ بشق الأنفسِ ألفِظُها بكل عناية وبطءْ ننعمم أنا بخييير بَدأتُ كطفلٍ صغيراً ينطقُ كلماته الأولي وأنَّا ألفظُ الكلام ولكن الوضع كان مختلفاً ومؤلم بالنسبة لي فكلما نطقتُ بحرف أزداد الألمُ في رأسي بشكلٍ قوي جداً مما جعلني أغلق عيناي مرة أخرى حتي لم أعد أشعر بشيء علي الأطلاق.
أستيقظتُ وشعرت بأن ألم رأسي أختفى وتلاشى دون أي أثر نهضتُ من مكاني علي الفور ولكن صوت خافت هاديء
ورد إلي أين ألتفت جهة اليمن وهو مصدر الصوت ورأيتُ فتاة ربما في عمري أو أكبر مني تقريباً بسنة أو سنتين لكن لم أستطع أن أتعرف عليها بدوتُ متفاجئة جداً قلت لها بفزع
أين أنا أبي أبي لابد أنه قلق علي جداً قلت كلماتي هذه بنبرة متقطعة ومليئة بالخوف والقلق معاً ، بَدأتُ في حَالة ذُعرٍ حقيقي جداً حاولتُ النهوض ولكن شعرت بيد مسكت يدي من الخلف وصوت قائل لاتقلقِ ورد والدكُ هنا قد قمت بإبلاغه عن الأمر سوف أُعَرِفُكُ علي نفسي وأَبْتَسَمَتْ ثم أكملت حديثها أنَّا أسمي سندس عمري ١٦ سنة أنَّا أيضاً أسكن في نفس الحي إذاً نحنا جيران ولحسن الحظ أني رأيتك وأنتِ كنت علي وشك أن تقعي أرضاً وقمت بي نداء أبي وأستطعتُ مساعدتكِ لقد قمنا بجلبكِ هنا لأنَّ بيتنا أقرب قليلاً من بيتكم وقام أبي علي الفور بي الأتصال بوالديكِ وطمئنته علي الفور وقد كان هنا هو والطبيب و قام بفحصك وطمئنتنا عليكِ وقال أنكِ تتعبين نفسكِ كثيراً أجبتها علي الفور قائلة لها بكل سعادة وأمتنان علي مافعلته معي حقاً شيء رائع جداً ولا سيما عندما عرفت بأن والدي لم يكن يجهل أمر أختفائي شكراً لكي سندس كثيراً حقاً أنا ممتنة لكي جداً لن أنسي معروفكِ هذا أبداً أنكِ أنقذتي حياتي فعلياً ،أَبْتَسَمَتْ علي الفور مبادلة لي الأبتسامة ثم نهضت من الفراش وقلت لها أنا أوريد أن أعود إلي المنزل أبتسمت مجدداً وقالت لي حسناً ولكن سوف أزوركِ غداً عصراً للأطمئنان عليكِ أجبتها بِبْتسامة واسعة جداً وسعادة سأكون في أنتظارك وشكراً للمرة الثانية ثم ذهبت ورأيتُ والدي في الخارج يتحدث مع شخص أخر ربما كان والد سندس وما أن رآني حتي تغيرت ملامح وجه للسرور وجاء حاضنن لي بكل دفء وفرح قائلاً هل أنتِ بخير عزيزتي قلت له نعم ياأبي أشعر بتحسن كثيراً ولكن أرجوك أريد أن أعود إلي فراشي لكي أنام بشكل هاديء ومريح أبتسم أبي وقال هيا قد أشتاقوا إليكي أخواتكِ وأمكُ كثيراً أنها كانت تبكي من فرط قلقها وكانت تُريد أن تأتي إليكي هيا وباقي أخواتكِ ولكن قلت لها لا داعي فا أنَّ ورد بخير وسوف تعود هي فقط تحتاج قليل من الوقت ولا نُريد أن نسبب لي جيراننا كثيراً من الإزعاج حقاً أبي كان معه كل الحق رددتُ قائلة نعم أنهم حقاً لطفاء وكُرماء وعدتُ إلي المنزل كانت الساعة ١١:٠٠م قمت بالأغتسال وتناول العشاء وقراءتُ بعض ورقاتٍ من كتابي الجديد ومن ثم شعرتُ بأني أوريد النوم أطفئتُ النور وخلدتُ في نومٌ عميق .