«عَودة»

622 19 8
                                    

𖤐RUSSIA, MOSCOW𖤐

وطأتَ قدمي أرض موسكو مُنذ ثلاثة أشهر غِياب
بِسببِ..
كَيف أُصيغها؟

شعور الكُره والنفور نَحو مكان، شيء، أغنية، شارع
كان مُشترك بينكَ وبين أحدهم..

لا تُريد أيّ شيء يُذَكِركَ به، رغم أَنْ رائحته لا تُفارق رئتيكَ، ملامحه لا تتلاشي مِن أمامِ عيناكَ

وهذا ما يُسمي الضعف..

تنهدتُ أقودُ خِطاي ساحبةُ حقيبتي خارِج حدود المطار أنتَظِر أحد ما

وشاحٌ سميك يحاوِط رقبتي يغطي انفي لا يظهر منه سوي عيناي ومعطف ثقيل يعانق جسدي بسبب درجة الحرارة المُتدنية في موسكو

خاصةً إننا في الأيامِ الأوائِل مِن ديسمبر

انتفض جسدي بسبب صوت بوق السيارة الّذِي أخرَجني مِن شِرودي ولَم يَكُ سوي ذلك المُغفل!

أقتربتُ مِن السيارةِ وأخفضتُ جَسدي أنظُر لَهُ
مِن خلالِ نافِذة السيارة دون أن أركَب

ولَكِن قائِمَة الشتائِم الّتي أعددتها لَهُ في
عقلي خلال تِلك الثواني القَليلة تلاشت

فَور رؤيَتي لإبتسامتهِ الواسِعَة الّتي تُرَفرِفُ
قَلبي دائِمًا..

أستقمتُ حينْ ترجَلَ مِن السيارةِ واتجه نَحوي
بِخطواتٍ واسِعَةٍ

لَم ألبث في مكاني لحظة فَور أن أصبَح أمامي وقفزتُ عَليهُ أحاوِط رقبتهُ بِيدي وهو كحركةٍ تِلقائيةٍ رفعَ يَده لافًا إياها حول خصري مُحتَضِنا جَسدي

"إشتقتُ لَكَ!"
تحدّثتُ بصوتِ المكتوم بين طيات قميصهُ

"ولكِننّي لَم أفعَل!، لَم اشتاقُ لِلّتي أختفَت فجأة دون إخباري وكأنني كيس قمامة في حياتِها لا أكثَر"
خرجَ صوتَهُ مُوبِخًا ولكن كلامهُ لا يُلائِم يداهُ المَلفوفة حَولي، أولَيس؟

ابتعدتُ عَنه ولَكِن يداي لا زالت مَحطوطة فَوق كِتفَهِ

"راسلتُكَ اخبرك انني بحاجةٍ إلى وقتٍ أنفِرد بِه مَع ذاتي"
تحدّثتُ مُحاوِلة تبرير مَوقفي، ولَكِننّي زدتُ الطين بلة

"وما الّذِي أفعلهُ في حياتكِ أنا؟، كان مِن المُفترض أن تلجأي لي، تتعافي معي، لا أن تَغيبي ثلاثة أشهر دون أن أراكِ أو أعلَم عنكِ أيّ شيء!"
تحدَّث بنبرةٍ جادة وبصوتٍ حانِق، ولا ألومه، فهو أخي الوَحيد...

Bliss In HellWhere stories live. Discover now