«حُبّ وشوك»

129 12 1
                                    

𖤐𖤐𖤐

NABI

أرجعتُ خصلَاتِ شَعرِي خلفَ أُذُنِي وأنا أزدرقُ ريقي بتوترٍ، مد بيكهيون يده وأمسك خاصتي يُطبطِب عليها بِأنامله لِيجعلني أهدأ

فَنحنُ جالسانِ فِي المقهى الَّذِي حدَّدهُ دِيفِين أَنْتُونُوف لِنتقابلَ فِيهِ؛ فقدَّ حَلَّ هَذا اليومُ وَأَخِيرًا الَّذِي كُنتُ أَنتظِرُهُ وَأَنَا أَحرَ مِنَ الجَمرِ

"أهدئي، سَيكون كُلّ شَيْء بِخَير"
قال بِابتسامته الحُلوة، فَلا شَكَّ أَنَّهُ يعلمُ أَنِّي
أَشعُرُ بِالاطمئنانِ كلَّما رَأَيتُهَا

أُومَئتُ أَزمُ شفاهِي وَلَم تَمُرَّ دَقيقَةٌ حَتَّى تَمَّ فَتحُ بَابِ المَقهَى وَطَلَّ عَلَيَّ بهيئتهِ المليئةِ بِالرَّزانةِ وَالشُّمُوخِ

شعرتُ بِأَنفَاسِي تَختَنِقُ وَنهضتُ فجأَةً أَمَدَّت يَدِي بِغرضِ مُصافحتهِ، وَلَكِن تجمَّدَت يَدِي فِي الهواءِ عِندما سبقتنِي يَدُ بِيكهِيُون وَعانقت يدهُ

"بِيكهِيُون بِيُون، زَوجُ السَّيِّدَةِ نَابِي"
جاهرَ وَهُناك اِبتسامةٌ جانبيَّةٌ تَعتَلِي شفاهَهُ، رَمَشتُ عدَّةَ مرَّاتٍ وَوَضَعتُ يدي جَانبِيَّ وَنظرِيّ مُعلَّقٌ فقَط عَلَى السَيِّد دِيفِين

"ديفين أنتونوف بِالطبع تعرفُني، صاحِب أنتونوف لِدار النشر"
أَجابَ سَيِّدُ دِيفِين أَنْتُونُوف بِبَساطةٍ وَسلَاسَةٍ فِي الحَديثِ بِابتِسامةٍ بَسِيطَةٍ

"نَابِي؟"
أَضافَ بَعدَ أَن وجهَ نظرهُ نَحوِي فَأومأتُ بِابتسامةٍ وَاسعةٍ وَتعمَّدتُ عدَم مُصافحتهِ....

"أجَل، أَنَا نابي، وَلا تحتاجُ لِتعريفِ نفسكَ لِيَّ، فَبالتَّأكيدِ أَعرِفُكَ ظَهِرًا عَن قَلب"
قُلتُ بِعفويَّةٍ مُفرطةٍ، قهقهَ فَشعرتُ بِحرَارةٍ مُنبعثةٍ
مِن جَانِبِي دُونَ أَن أَنظُر لَهُ حَتَّى

حمحمتُ وَتبدَّدت ابتسامتي نهائيًا كما لو أَنَّها لَم تَكُنْ...

"أَنَا مُعجبٌ بما تُقدِّميهِ وَأُرِيدُ أَنْ تعملينَ مَعي فِي دَارِ النَّشرِ الخاصَّةِ بِي، أَنَا مُهتمٌ بِموهبتكِ وَأُرغِّبُ فِي العمل معكِ، وَأَنَا متحمِّسٌ لِنتعاون مَعًا وَأَقدِرُ موهبتكِ الَّتِي تُحجبيهَا، قَدَّ تكونُ هذهِ فُرصةً رائعةً لَنا لِتحقيقِ النَّجاحِ والتَّألُّقِ فِي عالمِ الكتابةِ بالنِّسبةِ لَكِ!"
نبسَّ بجدِّيَّةٍ فور أن جلس، يبدُو شخصًا جادًّا جِدًّا فِيما يخصُّ العملِ

أبتَلَعتُ ما فِي جَوفِي وَأخذتُ نفسًا أتمنَّى أن لَا
يَكُونَ قَدَّ لاحظهُ...

Bliss In HellWhere stories live. Discover now