الفصل الخامس

38 5 0
                                    

خرج أسر وسيف للجلوس بجانب أخيل بعدما غسلا وجهيهما وجلست أسيل وديما فى غرفتيهما وجلست فى الردهة بمفردى بعيدا عنهم بعدما شعرت بألم شديد فى عظامى أدركت حينها أن هذه علامات بدء التحول ،،فأسرعت وأغلقت الباب المؤدى لخارج المنزل دون أن يشعر اى من الفتيان بذلك وأيضاً اغلقت الباب المؤدى لغرفة أسيل وديما ثم جلست على الأرض مسندا ظهرى للحائط حتى جائت تلك اللحظة التى تمنيت ألا تأتى ،،زاد شعورى بالألم شعرت أن جميع عظامى تنكسر ،يداى،قدماى ،رقبتى ،الرؤية تصبح مشوشة ،، مهلا أصبحت لا أرى سوى ضباب ، شعلات النار من حولى لا ملامح لها ،، أشعر بالخوف من كل شئ حولى.

                    أسيل
شعرت بالقلق حيال إياد فقررت أن أخرج لأراه : ديما سأذهب لأرى الباقيين بالخارج ،،سأعود سريعاً.
خرجت لأراه فى الخارج لم أجده مع رفاقنا فسألت سيف : أرأيت إياد ؟
قال : لا لم أرى إياد منذ أن استيقظت.
وجهت حديثى لأسر : وأنت ؟
فأجاب : لم أراه أيضاً.
وهز أخيل رأسه نافياً.
فذهبت لأراه فى الردهة وجدت الباب الخارجى مغلق ،، دلفت إلى الداخل لأتأكد من باب الردهة الداخلى وسيف وأسر وأخيل وديما خلفى ،، فطرقت الباب : إياد…. إياد…أأنت بالداخل ؟؟؟
فقلت : البابان مغلقان بالتأكيد هو بالداخل.
فرد أخيل: بالتأكيد هو لم يخرج من المنزل.
صمت ثم أكمل: حسنا…سأكسر الباب.
وساعداه سيف وأسر حتى كسروا الباب ،، دلفت إلى الداخل والجميع من خلفى وجدت إياد جالساً فى آخر الردهة يضم ركبتيه إلى عنقه ،، مرتعدا أدركت حينها أن هذه علامات التحول.
قال بتلعثم: لا أحد يقترب….عليكم الخروج من هنا وإغلقوا الباب .
تقدم سيف : ماذا بك يا إياد ؟؟ أأنت بخير؟؟
إياد صارخاً : قلت اخرجوا…
وعندها رأيت إياد بوضوح عندما رفع رأسه واقتربت منه،، تحولت عيناه الزرقاوتان إلى اللون الأبيض ، أصبح وجهه شاحبا ويداه أيضاً ، اقتربت منه أكثر وأنا أكتم دموعي : لا تقلق أنا بجوارك ، تمالك نفسك إياد.
اقترب أسر وجذبنى للخلف بعيداً عنه : ابتعدى عنه ،، إنه يشبه ذلك الرجل ، قد يكون خطراً.
قلت : لا إنه ليس كذلك ، يستطيع كبح نفسه.
وقفوا جميعاً صامتون لا أحد يتحدث مذبذبين بين ترك صديقهم أو المجازفة بحياتهم بوجوده.
فتحدث أسر مخفضا رأسه : عليك أن تذهب إلى تلك المنطقة يا إياد وجودك هنا خطر على الجميع ، هذه منطقة مأهولة بالبشر لن تستطيع كبح نفسك. ودعمت ديما رأيه مكملة بعدما أمسكت بيدى : أسيل..لن يستطيع.
فقلت : بلى.
قال إياد بعدما وقف فى مكانه وتحرك بضع خطوات : حسنا سأخرج بنفسي…وتقدم للأمام فتراجع أسر وأخيل وديما للخلف بينما ظل سيف واقفاً والدموع تسيل من عينيه.
فأردف : لا تخافوا…. لماذا قد أعضكم؟؟ نحن أصدقاء…حسنا إذا رحلت فسيكون كل شئ بخير..واتجه نحو الباب وكاد يفتحه فاستدار قائلا : لا بأس…شكراً لكم يا رفاق على شئ ،، ابقوا على قيد الحياة.
فقلت : انتظر تستطيع السيطرة على نفسك،، يا رفاق يستطيع اقسم لكم. حسنا انتظروا لحظة.
فخرجت وأحضرت حبل قصير كان فى الغرفة التى نمنا بها أنا وديما واتجهت نحو إياد بعدما ربطت الحبل حول معصم يدى فأمسكت بيده ولففته حول معصمه أيضاً ونظرت لأسر : هل أنت سعيد لا يمكنه الذهاب إليك حتى لو تحول لا يمكنه أن يعض سواى.
صمت الجميع دون أى رد فجذبت إياد إلى الداخل وقلت : سأجلس معك هنا ولا تقلق تستطيع كبح نفسك ، على الأقل من أجلى.
فهز رأسه موافقا ،ثم جلس وجلست بجواره ، وخرج أسر وديما وأخيل من الردهة بينما ظل سيف جالساً بجوار بابها الخارجى ينظر إلى إياد بحسرة.
أسند إياد رأسه على الحائط ونظر للأعلى شاردا وبعد وقت من الصمت جسست جسده فوجدت حرارته أصبحت طبيعية أدركت أنه عاد لطبيعته .
فنظر إلى قائلا : لم أكن أعلم أن كل ذلك سيحدث.
فاحتضنته وربت على ظهره : لا تقلق سيكون كل شئ بخير فقط اصبر. فصمت ولم يعقب. بعدها
قال: أسيل…أشعر بالعطش الشديد.
فأشرت لسيف أن يحضر له الماء وكدت أن أعطيه الماء حتى صرخ في أخيل: لا تعطيه الماء .
قلت متعجبه : لماذا ؟!
قال : إذا أعطيته الماء سيزداد عطشه أكثر فأكثر ولن يرويه إلا الدماء لذا لا تعطيه الماء سيساعده ذلك على الصمود أكثر.
ثم نظر إلى إياد وتابع : لن نتخلى عنك يا رفيق مادمت مسيطراً على نفسك. ثم خرج واغلق باب الردهة خلفه.
فنظرت إلى إياد وقلت : أتتذكر عندما كنا صغارا وجئنا لزيارتكم ذات يوم وربطت يدى بيدك مثلما فعلت اليوم ورفضت أن أعود مع أبى وأمى.
فابتسم إياد قائلا: بعدها وبختنى أمى على ذلك وفى اليوم التالى أحضرتك أمك لأننى بكيت عندما ذهبتى.
ومر الوقت ونحن نتحدث دون أن نشعر حتى غفل إياد ومال برأسه على كتفى ونام سيف خلف باب الردهة بعيدا عنا فأسندت رأسي على الحائط ونظرت إلى الأعلى وأنا شاردة فى مصير إياد حتى غلبنى  النعاس.

            القصر الحاكم
فى شرفة القصر كان يقف الملك ألبرت يرتشف بضع رشفات من شرابه كعادته ويقف خلفه وزيره ماركوس فقال : ماركوس..أريد رؤية الملكة نيڤين فأومأ ماركوس برأسه : حسنا سيدى.
وغادر غرفة الملك لإحضار الملكة نيڤين. وبعد وصوله إلى الجناح الخاص بها توقف وأخبر وصيفتها : الملك ألبرت يريد رؤية الملكة نيڤين.
فأومأت الوصيفة برأسها : حسنا سيدى.
دلفت الوصيفة إلى غرفة الملكة نيڤين: سيدتى…..
فإستدارت الملكة نيڤين التى كانت تجلس أمام مرآتها تمشط شعرها الأسود : نعم…ما الأمر يا مارية ؟؟
أكملت مارية : الملك يريد رؤيتك.
فقالت : لا أريد رؤيته .
فأردفت مارية : لكن.. سيدتى تعلمين أنه سئ.
فأومأت نيڤين برأسها : حسنا..أخبرى ماركوس أننى قادمة.
فخرجت مارية وأخبرته بذلك فقال: حسنا أنا فى انتظارها.
وبعد قليل خرجت الملكة نيڤين من غرفتها.
فحدثها ماركوس مخفضا رأسه : تفضلى سيدتى.
تحركت نيڤين وأمامها ماركوس إلى أن وصلا إلى غرفة الملك ألبرت.
ودلفت نيڤين إلى الغرفة بعدها أغلق الحارس باب الغرفة وانتظر ماركوس والوصيفة فى الخارج فتقدمت بضع خطوات للأمام : ماذا تريد ؟؟ سمعت أنك تريد رؤيتى.
فابتسم ألبرت بعدما استدار لها قائلا : هل إلتئم جرحك ؟؟ صمت وأكمل..لقد مر عامان على موت الملك جاكوب زوجك…تعلمين أننى أنتظرك.
فقالت بنبرة حادة : يبدو أنك لا تفهم ، قلت لن يحدث ذلك مهما حدث…لن أتزوجك…أتفهم.
فقال مقتضبا : لقد قتله فقط لأحصل عليكى…
قالت : دائماً ما كنت خائنا.. لقد غدرت به وقتلته لم يستطع أحد من أعدائه فعلها لكن أنت فعلت لأنه كان يثق بك دوماً فإستغللت ذلك…
فأكمل : سأتزوجك نيڤين…
فقالت : وأنا لا أوافق…وهمت بالمغادرة…
فتابع : عليكى بالتفكير فى أطفالك لديكى إبن وفتاة كادت تبلغ من العمر الثامنة عشر تعلمين جيدا ما أستطيع فعله بها…وابنك لا تقلقى بشأنه سيقتل على يد أحد الرجال…
فإقتربت منه صارخه : قاااتل…..
فتحرك وفتح باب الغرفة ونظر إلى مارية : انزعى ملابس سيدتك وجهزيها سنتزوج.
فأخفضت مارية رأسها : حسنا سيدى..
ودلفت إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفها : سيدتى…. لا تبكى..

موڤيس "أرض إيمنتى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن