الفصل الثالث
استدرنا وقد تجمد الدم فى عروقنا ظناً منا أنه تم الإمساك بنا لكن وجدنا رجلاً خمسينيا يقف خلفنا ممسكاً بمصباحه ويرمقنا بنظراته معيداً سؤاله : من أنتم؟!
فرد إياد : مرحباً سيدى….. أعتقد أننا ضللنا الطريق ودخلنا إلى هنا بالخطأ…. أين نحن ؟؟
الرجل : المنطقة الغربية …من أين جئتم ؟
إياد : لقد جئنا من الشمال سيدى .
الرجل مستديرا : حسنا….لا يهم.
فقلت : عفواً سيدى….. ألا يوجد مكان يمكننا المبيت فيه إلى أن نعود إلى حيث جئنا ؟؟
الرجل : يمكنكم المكوث فى بيتى..لا يوجد مكان هنا.
إياد : شكرا لك سيدى…. سأحرص على رد هذا الجميل لك.
الرجل متجاهلا : اتبعونى.
إياد : حسنا.
**ديما**وسرنا خلف الرجل إلى أن وصلنا إلى بيت مكون من طابق واحد تفوح منه رائحة نتنه عندما فتح الرجل الباب،، ودلفنا خلفه.
الرجل : يوجد لدى غرفتان فارغتان يمكنكم المكوث فيهما إن شئتم.
أسيل : شكراً لك .
دلف الرجل إلى غرفته وجلسنا فى ردهة المنزل لنرتاح قليلاً ثم دلف كل منا إلى غرفته أسيل وأنا فى غرفة والفتيان فى الغرفة الأخرى.
وبعد مرور عدة ساعات استيقظ الرجل وخرج من غرفته ولم يجد أيا منا قد استيقظ بعد فخرج لجلب بعض الاحطاب لإنارة المنزل وعاد ،، و مازلنا نائمين عدا أنا كنت قد استيقظت قبله بفترة لكن نائمة على السرير لا أفكر سوى فى كيف سنعود إلى عالمنا وإن متنا سنتعفن هنا أو نسجن إذا علم بوجودنا جنود المدينه…. لا أريد أن اشغل بالكم بهذه الأفكار..
رأيت الرجل قد دلف إلى غرفة الفتيان وايقظ إياد.
الرجل : أيها الفتى.. استيقظ..يا فتى…
فتح إياد عينيه ونظر حوله لم يجد السمش قد اشرقت بعد فقال : لم تشرق الشمس بعد ماذا بك .
فرد الرجل : مدينتنا لا تشرق بها الشمس.. انهض وايقظ اصدقائك.
أيقظ إياد أسر و سيف فأسرعت وايقظت أسيل وخرجنا جميعنا من الغرف.
اتجهت أنا وأسيل إلى حوض الماء فغسلنا وجهينا ثم جلسنا ونهض الفتيان لغسل وجوههم أيضاً.
وجلسنا نتسامر إلى أن دلف الرجل إلى البيت… متجها نحو غرفته لا يشغل باله بوجودنا .
إياد : عذرا سيدى… ما اسمك ؟
الرجل : جاستين.
ودخل غرفته وأغلق بابها.
أكملنا حديثنا إلى أن خرج الرجل من الغرفة قائلاً:سأخرج قليلاً لن أتأخر فى العودة.
سيف : سآتى لمساعدتك.
جاستين : لا ،، لن يخرج أيا منكم من البيت إن رآكم أحد الجنود سيتم اعتقالكم جميعاً وإعدامى.
سيف متراجعا للخلف : حسنا…سنجلس فى انتظار قدومك.
خرج جاستين دون أن يعطى اهتماماً لكلام سيف.
فقال سيف متسائلا : ألا يشم أحدكم رائحة نتنه تفوح من جاستين وبيته ؟؟
إياد : نعم نشمها.
أسيل : إنه يعيش وحيداً…يبدو أنه لا يهتم بنظافة بيته أو نظافته…ثم إن ذلك لا يهمنا…
فصمت الجميع.
إلى أن دلف إليهم جاستين وأغلق الباب خلفه واتجه إلى وسط الردهة ثم جلس وحدثنا وهو يصب شرابه الأحمر : أتعلمون كان لدى إبن وزوجة كلاهما مات.
فقالت أسيل : تعازى لك…أمل أن تكون بخير….
فقال جاستين باسما : لا تقلقى حيال ذلك…فأنا بخير تماماً خاصةً اليوم .
نظرت إلى أسيل فى تعجب وهى أيضاً…
جاستين مكملا : أنا من قتلت ابنى و زوجتى… لأكون صريحاً لم اقتلهم فقط كنت عطشان رائحة دمهم كانت ذكية لم أتمالك نفسي…. وأنتم أيضاً تفوح منكم رائحة ذكية..
تراجعت إلى الخلف بهلع…لم أصدق ما رأيت عندما رفع ذلك الرجل رأسه وظهرت عيناه البيضاوتان والشراب الاحمر يسيل من فمه قائلا : شرب الدم فى أكواب ليس ممتعاً.
ثم هم واقفاً وتقدم نحونا متمتا : لن تفلتوا من يدى. جاستين ضاحكاً بسخرية : على كل حال جميعكم وجبتى لا يهم بمن سأبدأ.
فقلت : جاستين أرجوك لا تفعل بنا ذلك…
جاستين مقهقها: أتعلمون كنتم مخطئين بدخولكم هذا الجزء من المدينة….الجميع هنا يعيش على لحم البشر لذا لا مفر .
إياد متقدماً : لتتخطانى أولا…لن تمس شعرة من اصدقائى.
سيف : وأنا أيضاً.
تقدم إياد وسيف نحو الرجل وأمسكا به لكنه أطاح بهم أرضا وأسرع أسر ليفتح الباب لكنه محكم الإغلاق.
أسر : ما العمل الآن.
أسيل : اكسر قفل الباب.
نهض إياد مسرعاً ولكم الرجل لكمة قوية وعرقله سيف فوقع جاستين على الأرض.
إياد : سيف أسرع لنمسك به.
وأمسك إياد بيدى الرجل ليكبلهما وأسرع سيف لإحضار حبل ولفه على يد الرجل وكاد أن يعض يد إياد لولا أن سيف ضربه بتلك العصا القوية لكنه لا يتأثر بكل ذلك لكن على الأقل لم يعض إياد.
وذهبت لأطرق الباب باكية : هل من أحد هنا ؟؟؟ نحن عالقون مع هذا الرجل…
أسيل : أسر.. أسرع اكسر القفل بهذه العصا…
وطرق أسر بالعصا على القفل عدة طرقات حتى كسر.
حتى دلف شاب عشرينى مسرعاً : إلى الخارج يا فتيات ولا تحدثوا صوتاً لقد استيقظ الموتى الأحياء.
فخرجت أنا وأسيل ومعنا أسر.
فقال الشاب إلى إياد : لا تدعه يفلت من يدك.
ثم أمسك عصا مدببة وغرسها فى رأس الرجل!!!
الشاب: لن يموت سوى بهذه الطريقة.لنخرج من هنا.
وخرج إياد وسيف ومعهم الشاب تاركين الرجل جثة هامدة خلفهم .
الشاب : هل عض أحد منكم.
سيف : لا لم يفعل.
الشاب : هذا جيد….علينا الخروج من هذه المنطقة فى أسرع وقت ممكن…الموتى الاحياء ينتشرون فى أنحاء المنطقة ولا طاقة لنا بهم سنموت حتماً.
أسيل : ما هذاااا !!!
إياد : ماذا ؟
الشاب : إنهم الموتى الاحياء لنركض بسرعه…
وركضنا مسرعين إلى أن قابلنا المزيد منهم.
الشاب : من هذا الاتجاة أسرعوا.
لم أعد أستطيع الركض وهولاء الحمقى سريعون جداً…شعرت بالخوف الشديد كدت أن يغمى على وهولاء الموتى الاحياء ينتشرون فى كل مكان لا مفر منهم…ما العمل الآن!!
وتعرقلت أسيل خلفنا ووقعت على الأرض فعاد إليها إياد وقال : استمروا فى الركض لا تتوقفوا.
ركضنا نحن وتركنا أسيل واياد خلفنا.
** إياد **
عندما شاهدت أسيل على الأرض والموتى الاحياء قريبون منها لم اسطتع تركها تراجعت فوراً إليها: أسيل…. أسيل….انهضى بسرعه إنهم خلفنا….
فقالت لى : لا استطيع الوقوف على قدماى اذهب خلفهم سآتى.
فقلت : لا لن اتركك مهما كلفنى ذلك حتى لو حياتى..اصعدى…اصعدى على ظهرى اسرعى أسيل…
وحملت أسيل على ظهرى راكضا فى نفس الاتجاة الذى سار فيه رفاقنا.
أسيل : أنزلنى لقد ابتعدنا عنهم .
فقلت : لكن قدمك مصابة وتنزف…إذا نزفت اكثر من ذلك سيتبعون رائحة دمك.
وظللت أجرى حتى جثيت على ركبتاى لم أستطع الركض أكثر من ذلك….
أسيل: لا تحملنى مجددا سأركض معك.
ومازالت قدم أسيل تنزف ولكنها لم تبالى بذلك ظلت تركض إلى أن وصلنا إلى رفاقنا…
فقلت : أسيل تعالى إلى هنا سنجلس هنا… انظرى إنهم أمامنا… يجلسون هناك… سنذهب إليهم ولكن بحذر ….الموتى الأحياء بيننا وبينهم ..
أنت تقرأ
موڤيس "أرض إيمنتى"
Fantasyفى أرض يسودها الظلام وتسير بها قواعد الظلم والفقر بسبب حلول اللعنه بها يدخلها خمس شباب محاولين النجاة.....