الحقيقة الكاملة

66 1 0
                                    

اخرج من جيبه جهاز تحكم ونقر على أحد الإزار فإذا هناك صوت اتى من خلفي. نظرت الى الوراء سريعاً فإذا المكتبة تنشق لنصفين وخرج من المنتصف شاشة عملاقة. تراجعت للوراء لأتمكن من رؤية ما يعرض خلفها فإذا بي اندهش. لقد كان انا! كان انا عندما كنت أقوم بتفتيش غرفة هيفاء يا الهي لم انتبه لوجود الكاميرا في غرفتها! ولكن لمَ عساه يضع كاميرا في غرفة ابنته؟ هل كان يعرف انني جاسوس من الإساس؟
نزل خالد الدرج قائلاً:
-عندما توددت الى ابنتي كان علي اولاً ان أتأكد بأنك لستَ جاسوساً تطاردني وتتلاعب بمشاعر ابنتي. فكان اول شيء حدث هو عندما اقفلوا الباب عليك فنحن رغبنا بالتأكد وبالفعل تأكدنا. ولكن لأنني طيب للغاية أردت ان أتأكد بأنني لم اظلمك!
اغلق الشاشة بجهاز التحكم ثم أكمل قائلاً:
-عندما ذهبت لإحضار الماء دست هيفاء منوماً في كوب قهوتك، وعندما غفوت اقتحمنا منزلك لنتأكد أكثر وبالفعل اثبت لنا كم أنت جاسوس غير محترف!
اذن كانت تعلم بأني جاسوس من البداية! حاولت ان اثبت براءتي رغم وضوح كل شيء:
-هيفاء ما الذي يقوله هذا كذب وافتراء، وألستُ مدعواً على وجبة الغداء؟
لم تقل هيفاء شيئاً سوى التحديق بي. ابتسم خالد قائلاً:
-انت وجبة الغداء هنا!
دخل الحارسان وركضاً نحوي كذئاب ضالة! اعرف هذه اللحظة انها لكمة أخرى.
تجنبت اللكمات لكن هذا لم يفلح كثيراً. تبادلنا اللكمات واحدثنا ضجة في المكان وقمناً بتحطيمً وتخريب الأثاث الكثير الذي لا معنى له ولتواجده هنا. اثنان مفتولان العضلات هذا يعتبر غشاً وليس من شيم الرجال. على الرغم من انني كنت اضربهم ألا أنني كنت اتلقى اضعاف اللكمات والركلات. كان خالد يبتسم انه سعيد برؤيتهم يبرحوني ضرباً. ولسوء الحظ هيفاء كانت عاقدة ذراعيها نحو صدرها وتنظر ألي بلا مشاعر وكأنها الة معدنية تنفذ الأوامر فحسب. كنت أحمل مسدساً وبإمكاني ان انهيهم جميعاً لكنني أجهل تصرفات خالد ربما قد يضع لي كمين أخر. تشجعت واخرجت من جيب سترتي سكيناً فقاتلت به وتمكنت من أحداث جرح عميق لأحدهم فصاح متألما. فازدادت حدة القتال بيننا.
-ما الذي يحدث!!
راحت عيني نحو صاحب الصوت وإذا بها خديجة كانت تنزل من الدرج مرعوبة ومذعورة في آن واحد! اثناء شرود ذهني اسقطوني ارضاً. كنت مندهش ما الذي اتى بخديجة هنا! جذب خالد خديجة بيديه الغليظة فصاح غاضباً:
-ما الذي أتى بكِ إلى هنا ألم اقل ألا تخرجي مهما حدث!
كانت عينيها الخائفتان تنظران نحوي. ابعدت يديه بصعوبة وهي توجه كلماتها الحارسان:
-اتركوه ما الذي فعله لتضربوه هكذا!
قال خالد بغضب شديد:
-سوزان خذي هيفاء من هنا!
أمسكت هيفاء بخديجة قائلة:
-هيا بنا ما كان عليكِ الخروج!
-لن أرحل اتركوني واتركوا هتان هو لم يفعل شيئاً!!
جذبت خديجة بقوة وهي تجرها نحو المكان الذي أتت منه. ظلت خديجة تصرخ وهي تحاول ان تفلت من قبضة هيفاء:
-أبي ارجوك لا تقتله! انه بريء!
اتسعت عيني دهشة. لم أقل شيئاً طوال هذا الوقت كما انني لم احاول فعل شيء لأهرب من هنا. انا لم افهم شيئاً مثلكم تماماً وكأن هنالك أمور كثيرة غيبت عنها! هدأت الأصوات حينها لاحظ خالد شرودي ولاحظ أنني ارغب بمعرفة تفسير لمَ حدث لتو. تلاشى غضبه وتحول لابتسامة خبيثة سريعاً فقال:
-هل تظن بأنني غبي لكي اضع ابنتي أمام انظار الجميع دون أن افعل المستحيل لحمايتها؟
لم أجد تفسيراً لِما قاله لكنه أكمل يقول:
-أخذت سوزان وقمت بتدريبها وجعلتها تنتحل اسم ابنتي هيفاء بالكامل كما انني قمت بتزوير كل شيء.. أما خديجة فهي ابنتي هيفاء الذي ظللت أحميها عن أمثالك!
حاولت تذكر بعض الأمور وكيف أن سوزان كانت حادة الطبع مع الجميع ما عدا امام هيفاء تصبح ضعيفة ولا تقوى على فعل شيء امامها هذا لإنها تعمل لدى والد هيفاء. كنت اظن في بداية الامر انني اعمل بذكاء لكن كان ذكاء خالد فاق توقعاتي لقد تمكن من النيل مني.
-أتعرف لمَ عساي أقول لك كل هذا؟ لأنك ستكون في عداد الأموات بعد لحظات معدودة!
قلت سريعاً:
-لقد بدأت هذه اللعبة وأنا من سأنهيها!
ابتسمت واكملت قائلاً:
-ما أجمل الموت في سبيل انقاذ الوطن من امثالك!
أنني أتوق الى الموت اعذريني يا لمار لأنني سأتركك خلفي، فلا شيءٍ أغلى من الوطن. سحبت مسدسي الذي كنت اخبئه في حذائي وأطلقت رصاصاتي نحو الحارسان فلقياً مصرعهما. ولحسن حظي أدركت ان خالد كان يحمل مسدساً ويوجهه نحوي لكنني اختبأت فوراً. أطلقنا النار على بعضنا ولم يصاب أي أحد بأذى حتى نفذ مخزون الرصاص لدي. كان خالد يقاتل للاشيء بينما كان لدي دافع قوي لقتاله. اثناء ذلك. سمعت ضربات على الباب كان صوت هيفاء التي كانت تصرخ قائلة:
-سوزان اخرجيني من هنا! ابي كف لا تقتل هتان ارجوك!
من الواضح ان هيفاء الحقيقة تجهل كل شيء عن حقيقة والدها. سمعت صوت طلق نار كان صوت المسدس مختلفاً عن سلاح خالد. اختلست النظر فاذا بخالد وقع ارضاً والعرق يتصبب من جبينه ويتنفس بصعوبة. هنالك من أطلق النار عليه. من عساه فعل ذلك؟ بحثت بعيني عن الفاعل فكان ناصر. ابتسمت لرؤيته لكنه تأخر في القدوم مما أثار غضبي. فتحت فمي لأعبر عن مدى استيائي لكن باغتتني لكمة افقدتني توازني. كانت سوزان. تلك الفتاة حادة الطباع الذي توقعت ممارستها لفنون القتال. الان اثبتت جدارتها وتفوقها في الفنون القتالية. قلت بحماسه فور رؤيتها:
-على أنني لا أهوى مقاتلة النساء ألا أن في سبيل الوطن كل شيء مباح!
حادة الطلع كعادتها وحتى في مشاعرها. ألقيت مسدسي جانباً لكي استعد لقتالها، لكن أشهر ناصر سلاحه نحوها وهو يقول:
-ارفعي يديكِ للوراء وفي الحال!
سرت نحو ناصر واخذت الاصفاد منه ثم عدت نحوها. ما أن اقتربت حتى لكمتني والقتني ارضاً. انها قوية ولا ترحم احداً كانت منافساً صعباً.
-أبي ما بك تنزف هكذا، ارجوك تماسك!
صاحت سوزان عليها قائلة:
-ما الذي تفعلينه غادري في الحال!
لاحظت شرودها والقيتها ارضاً، فتمكنت من تقييدها.
-هيفاء غادري!
كانت سوزان خائفة على هيفاء لكن هيفاء لم تفعل شيئاً. نظرت نحوي وقالت وعينيها تنهمر دموعاً:
-أبتعد عن والدي!
كانت توجه مسدساً نحوي. أطلت النظر نحو المسدس فأيقنت بانه مسدسي الذي نفذ مخزون الرصاص منه فقلت بسخرية:
-لا تتعبيني يا ذات الشعر القصير فأنتِ لا تعرفين شيئاً!
لم تكن سوزان من الاشخاص الذين يستسلمون سريعاً فأسرعت تركلني بقدميها. لم يحتمل ناصر رؤية المزيد فأطلق النار عليها وحرص على ألا تكون الرصاصة قاتله فنجح في الأمر. لم تستلم ألا انها خارت قواها. قلت لناصر:
-أبقَ في الخارج وأعطني إشارة إذا ما رأيت أحد هناك! واتصل بالدعم حالاً
أومأ راسه فأعطاني مسدساً اخر كان يحمله فغادر. قلت مبتسماً:
-والان يا خالد من هو الذكي هنا؟ انقلبت الموازين أليس كذلك؟
جهزت مسدسي لأنهي حياته. فشخص مثله يستحق ان يموت موتة شنيعة.
لكن هيفاء كانت مصّرة:
-قلت لك ابتعد!
نظرت نحو والدها فقالت:
-أبي اهرب من هنا سريعاً!
كان بادياً على وجه خالد الندم. لقد كان نادماً لتواجدها في مكان كهذا. حتى تمتم لها قائلاً:
-هيفاء ارحلي واتركيني لوحدي!
-مستحيل لن اتخلى عنك!
وجهت نظرها نحوي وقالت وهي تجهش بالبكاء:
-انت أطلق سراح سوزان هيا بسرعة!
كان المشهد عاطفياً لكن مهنتي تفعل العكس. سرت نحوهاً وقد اشهرت المسدس نحوها:
-أن المسدس الذي بين يديك فارغ لذا ابتعدي وألا لن اندم على قتلكِ!
صاحت سوزان قائلة:
-هيفاء عودي، فلا شأن لكِ بكل ما يحدث!!!
لم تتزحزح هيفاء مكانها. دفعتها لكي انهي حياة والدها المعتوه. لكنها امسكت بالمسدس الذي احمله وخدشت وجهي بالسكينة التي كانت تحملها ولم. تراجعت بضع خطوات للوراء. بدا وجهي ينزف دماً حينها اشتعلت غضباً:
-لن اسمح لأمثالكِ أن يقف بيني وبين الوطن!
-وأنا لن اسمح لك بالاقتراب من والدي!
سيكون من السهل إنهاء حياتها. ضغطت على الزناد فصاحت سوزان باكية وهي تقول:
-لا تقتلها انها لمار!
لكن رصاصتي اخترقت جسدها. واخترقت كلمات سوزان جسدي
نظرت نحوها سريعاً من اين لها ان تعرف لمار! اجهشت بالبكاء ترجوني قائلة:
-أنقذها أنها لمار!!
اشهرت مسدسي نحوها وقلت مذعوراً:
-كفي عن قول التفاهات والا جعلتكِ تلحقين بها!
-لقد سلبت حياة شخصي المقرب!
اقشعر جسدي واخذت هاتفي انقر على رسائلي مع لمار. بدأت أرسل لها رسائل عدة لكنها لم تجب! بالتأكيد انها منشغله يستحيل أن تكون هيفاء لمار من المستحيل حدوث ذلك. تمتمت سوزان قائلة بحزن شديد:
-لقد كناً مقربتين لكن كان تواجدك في حياتها جعلها تبتعد عني! بسببك لم تصدق للحظة أنك جاسوس وتتلاعب بمشاعرها!
صحت قائلاً:
-اخرسي!
اسرعت نحو هيفاء وبدأت اتفحص جيوبهاً فوجدت هاتفها. لم يكن يحمل كلمة مرور فتمكنت من الدخول سريعاً على الرسائل، فكانت محقة أنها لمار! كما أنني وجدت رسالة لم ترسلها بعد قد كتبت فيها [هتان، أخبرني في الحال حقيقية الأمر فأنا أكره الانتظار] لقد كانت تعرف عن علاقتي مع سوزان لأنها كانت تراقبني طوال الوقت! اسرعت نحو هيفاء اتحسس نبضها لكنها فارقت الحياة. بكيت كالطفل ذلك اليوم. في بدايةً الأمر ظننت بأنني سأموت واتركها خلفي لكن اتضح لي بأنني قتلتها وتركتها خلفي. ضممتها نحو صدري باكياً.
-كان عليكِ إخباري بانها لمار!
تمتمت سوزان قائلة:
-لقد شعرت بأنني سأخسرها والان تأكدت من خسارتي لها!
تلطخت ثيابي بدمائها. كان علي ان اجعل القتل اخر خيار. كان علي فعل الكثير لكنني لم أفعل شيئاً سوى انني زدت من الأمور سواءً. بعد عدة أيام من هذه الحادثة السيئة. أخبرني ناصر كل التفاصيل التي لم أكن اعرفها. أخبرني بأن هيفاء لا تسكن في البيت المجاور لخالد، بل المنزل ملكاً لصديقة وقد سمح لخالد بأن يقطن به متى ما شاء. لذا أحضر بعضاً من رجاله وقاموا بحفر نفق يتصل بين المنزلين. فعندما كانت هيفاء تعود من الجامعة كانت تدخل النفق وتذهب نحو منزل والدها دون ان يعلم أحد في الأمر. اعترفت سوزان بكل شيء فقد كانت سوزان وهيفاء صديقتان مقربتان لكن بسبب والد هيفاء تغيرت الأمور وانتحلت سوزان شخصيتها. لكن هذا الامر لم يوتر العلاقات بينهما، بل أنا السبب فيما حدث بينهماً. فعندما كنت ابادل ميار الحب. كنت في نفس الوقت اتلاعب بسوزان لذا توترت العلاقة بينهما وكلما اخبرتها سوزان عن حقيقتي بكوني جاسوساً كانت ترفض تصديق الأمر وظلت تلقي اللوم على سوزان

الجاسوس هتانWhere stories live. Discover now