لمار أو هيفاء؟

50 1 0
                                    

أثناء ابتعاد خطوات قدميها. نظرت أسفل الباب لأتأكد أن كان لا أحد يتواجد بالقرب من الغرفة، ولحسن الحظ لم أجد أحداً. اسرعت أفتش في اغراضها ربما تكون تعرف عن مخططات والدها أو تخبئ شيئاً هنا. بحثت وحرصت على أن أعيد كل شيء لمكانه لكيلا تلاحظ. بحثت في ارجاء الغرفة كلها ولم أجد ما يثير الريبة. يبدوا بأنها لا تعرف عن خيانة والدها للبلاد. سمعت وقع اقدام تقترب نحو الغرفة. فجلست على أحد الكراسي وتظاهرت بأنني خائف ومذعور، لكي يرفق بي والدها على الرغم بأني واثق بأنني سأتلقى صفعة أخرى على خدي الذي تورم ونزف أنفي دماً بسبب لكمة ذاك الحارس. ادير المقبض وفتح الباب وإذا بها هيفاء عادت وبرفقتها خادمتان. أحداهن تحمل بين يديها إسعافات اولية والاخرى تحمل صينية من الطعام. لم اقل شيئاً، بل كنت مندهشا وابحث بعيني عن والدها ربما هو مختبأ في مكان ما. وضعتاً الطعام وغادرتاً فأغلقت هيفاء الباب وقالت لي بلا مبالاة:
-لحسن حظك أنني أملك قلباً طيباً
هل هي حقاً تملك قلباً طيباً بعد تلك الصفعات؟
فتحت الاسعافات الأولية وقلت حينها:
-أنا سأفعل الإسعافات الأولية لنفسي لا تتعبي نفسكِ!
قالت وهي تخرج لزقة الجروح:
-من قال بأني سأضمد جراحك؟
اخذت لزقة الجروح فوضعتها على اصبعها السبابة وقالت:
-لقد تسببت بخدش أصبعي، لن اسامحك على ما فعلته
ماذا عن وجهي ألم يصبه شيء. لا اعلم ما خطبها لكنني تسببت بإهانة نفسي كثيراً. اخذت الإسعافات الاولية وضمدت جراحي بنفسي وأنا اقول:
-هل حقاً لم تخبري والدك عني؟
-ماذا؟ هل تتوق لرؤيته؟
انني اتوق لرؤيته لكن هذا ليس بالوقت المناسب يا هيفاء أولاً عليكِ أن تقعي بحبي واتمكن حينها بأن التقي والدكِ بصفتي حبيبكِ وربما زوجكِ.
-لا، لكن انا حقاً اعتذر فأنا تصرفت بحماقات كثيرة اليوم!
جلست على المقعد المقابل لي وقالت:
-أنا لم ارَ شاباً يهين نفسه هكذا، هل أحد أرسلك لتجسس علي؟
شعرت بحرارة تجتاح جسدي. فقلت متلعثماً:
-بالطبع لا فأنا..
عقدت يديها امام بعضهما وقالت:
-أنت ماذا؟
هل هذه اللحظة المناسبة لأعترف لها بأني أحبها؟
تشجعت قائلاً:
-هذا لأنني.. أحبكِ وارغب في الزواج منكِ!
شعرت بأن كلماتي تردد صداها في أذنيها. تغيرت ملامحها للغضب فقالت:
-اخرج من هنا!
ولو لمرة واحدة أقول شيئاً وينتهي بسلاسة اشعر بأن ناصر أكثر حظاً مني. حاولت ان اوضح لها صدقي وأنني لستُ كاذباً لكنها دفعتني خارج الغرفة فقلت متمسكاً بالأمل الاخير:
-مهلاً لم اتناول الطعام بعد!
خرجت مرغماً ولم احصد شيء، بل جعلتها تبتعد كثيراً عني وأعود لنقطة البداية. خرجت خارج المنزل. اخذت هاتفي لأتصل على ناصر فإذا بي وجدت رسالة من لمار. عادت روحي إلي وألقيت نظرة عليها فإذا هي تقول في رسالتها [لقد وصلني كلام عنك بأنك تحب هيفاء وترغب الزواج منها!] غضبت وازدادت مشاعري غضباً عندما قرأت الرسالة التي تليها [هتان كيف يحق لك الكذب علينا! عليك أن تبقى مع واحدة لا مع اثنتين!]
كتبت سريعاً [ارجوكِ امهليني بعضاً من الوقت وسأوضح لك نقاط سوء الفهم] كتبت سريعاً فور رؤيتها رسالتي وقالت [سوء فهم؟ لقد رأوك لتو تخرج من منزلها!] استدرت نحو الخلف مذعوراً أبحث عن إذا ما كان شخصاً يراقبني! من عساه يخبرها بكل شيء يحدث بيني وبين هيفاء؟ نقرت سريعاً قائلاً [من ذلك المعتوه التي يلقي الإشاعات عني!] أرسلت قائلة [ليتها اشاعات، لقد كانت صوراً لك شخصياً، وليست مفبركة أن أردت قول ذلك] لم تعد متصلة. لم أقل شيئاً، بل لم يتبقَ عذر أخبرها به. ولم يبقَ سوى شخص واحد هو من قام بأخبار لمار عن علاقتي بهيفاء انها بالتأكيد خديجة فأنا لم أقل لأحد بأني ارغب من الزواج من هيفاء ألا لها! رن هاتفي فكان المتصل ناصر اجبت على اتصاله واكملت سيري. قال لي ناصر:
-لم نعرف الكثير عن خديجة، ولكن بكل تأكيد تربطها علاقة بهيفاء فهي تقطن بالقرب من منزلهما لكننا لم نتوصل لنوع هذه العلاقة بعد!
كنت شاكاً بخديجة والان أصبح شكي كله يقين اصبحت متأكدا بانها تقف وراء ذلك. لقد قالت لمار بأن هنالك من أخبرها بأنني خرجت لتو من منزل هيفاء وهذا يعني بأن خديجة لها يد في الموضوع! لن اغفر لأي شخص يحاول ان يفرق بيننا!
...
...
وصلنا لنهاية البارت، من هي لمار؟ وهل هي حقاً فتاة او رجل؟ وكيف عرفت بعلاقته مع هيفاء؟

الجاسوس هتانWhere stories live. Discover now