"أشعلت سيجارة و أخذت نفسا طويلا، سألتني: أتظن بأن الحب خطيئة؟! "... لأثير عبد الله النمشي
تلك الفتاة كانت تبلغ من العمر 18 سنة حين اضطرت للإنتقال لمدينة جديدة بسبب ظروف عمل والدها الذي يستدعي التنقل من فترة لأخرى.. كانت دنيا فتاة ذات شعر أسود طويل وعينين صغيرتين بنيتين بشرة حنطية ناعمة.. ذات قوام متناسق.. لم تكن مولوعة كثيرا بالواقع الذي تعيشه ولكنها استطاعت أن تجد ملجآ تعود إليه متى شاءت.. ولقد كان ذلك في كل مرة تقرأ فيها رواية.. تغوص في كلماتها.. تعيش أحلام الشخصيات وتبكي عند الصفحات الأخير من كتابها.. كأنها تودع صديقا.. كأنها تودع عالما اعتادت عليه! أجل لقد كانت تعشق الكتب حد الجنون بهم .. رواية تتلو الأخرى .. عبارة عبارتين .. كل شيء كان جميلا لحد ما ..
كانت تحلم بأن تكون كاتبة و لكن أكان يجب أن تحصل كل تلك الأحداث لتعيش هي الرواية بدلا أن تنسجها من خيالها و تخطها بأقلامها..وككل البدايات قررت أن تبدأ مع هذه المدينة التي لا تعرفها حياة جديدة، أمل جديد و ذكريات أخرى غير التي تملك.. في قرارة نفسها قررت أنها ستعيش مغامرة جديدة كما اعتادت أن تفعل مع كل مدينة جديدة ولكن القاعدة الأولى كانت.. "لا تتعلقي أبدا بأناس هذه المدينة.. من الأفضل أن نتعلق بكتاب أو رواية على أن نُكون صداقات وعلاقات".
بمجرد وصولهم للبيت الجديد تركت عائلتها في فوضى ترتيب وتنظيف وخرجت لتستكشف المنطقة. بدأت تمشي ببطئ غير مستعجلة متأملة المكان رأت أن هناك حديقة بجانب منزلها دخلتها بحماس فلمحة شجرة تين كبيرة فيها غصن متدل يبدو قوي كفاية لتجلس عليه فهمست رائع" هنا أستطيع أن أقرأ كتبي بهدوء" ثم التفتت لترى وردة حمراء كتلك التي تعرفها عادت بعض الذكريات بسرعة شعرت بالقلق وخرجت مسرعة.. أخذت نفسا عميقا و قالت لنفسها" لابأس مجرد ذكرى ...إنها مجرد ذكرى" شعرت بعدم الإرتياح بعد كل تلك الذكريات فقررت العودة دون أن تكمل جولتها الإستكشافية .
عادت إلى منزل منطفئة الحماس... إلا أن أباها كان ينتظرها في المطبخ قال لها بعد الترحيب لقد أجريت بعض الاتصالات بخصوص مدرستك الجديدة، انها مدرسة جيدة!" استأنف حديثه "يجب عليك أن تذهبي غدا إنها قريبة من حينا سآخذك إليها اليوم لكي لا تضلين الطريق.. كعادتك .. حسنا ؟"
دنيا "أجل ..حسنا!"حل الصباح الغد سريعا.. وعلى الرغم من أنها استيقظت باكرا الا أنها ظلت مستلقية على فراشها تفكر.. ماذا لو أعاد الزمن نفسه.. ماذا لو صادفتها نفس الأحداث.. فكرة بالوردة الحمراء.. المدينة القديمة.. المدرسة السابقة.. الا أن صوت أمها قاطعها:" هيا للفطور"..
ذهبت مع والدها لترى المدرسة لم تكن بعيدة ولكن بشكل ما كانت الطريق تشبة طريق المدرسة القديمة أهذه صدفة أيضا؟ أم أنها "مجرد إشارة لكي لا أحاول أن أنسى ..؟" هذا ما قالته في نفسها و هي تتجول وحدها في ساحة المدرسة تنتظر والدها أن يغادر مكتب المدير.. بعد برهة جاء والدها وأخبرها أن تتجه للإدارة لم يتبقى الا امضاء ثم تتوجه للصف.. أومأت برأسها.. ودعت والدها واتجهت للادارة لتعرف صفها..
أنت تقرأ
فتاة عالقة في ذكريات الماضي
Romanceقصة فتاة عالقة في ذكريات الماضي! ولكنها منقحة من طرف الكاتبة نفسها! وبحلة جديدة ومشوقة أكثر! كل يوم بارت جديد بإذن الله