part 5

2 0 0
                                    

"كأن الناس يصيرون عشاقا لحظة تعارفهم، ثم تتأكد تلك الحقيقة مع الزمن أو تتلاشى..!" غادة السمان

أسامة: " هل تمزح يا هاني!!! ألا تعرف أن دنيا جديدة معنا.. هي لا تعرف بوجود هذه العصابة!!" 
هاني"وهل كان يجب علي أن أعتني بها؟!" 
أسامة "تبا لك هيا لنبحث عنها، قبل أن تفعل أورسا شيئا سيء لها"
هاني" إذهب أنت من هذه الجهة وأن سأذهب من هناك" 
أسامة" حسنا إن وجدتها إتصل بي" 

بعد أن استعادت دنيا وعيها وجدت نفسها مقيدة، غير قادرة على الحركة والرؤية قالت 
أين أنا؟ لماذا أنا مقيدة؟؟ تحاول أن تفك قيد يديها ولكنه محكم جيدا... تصرخ ولكن لا أحد هناك.. بدأت تفقد السيطرة على نفسها!! دقات قلبها تتسارع... ترتجف يديها.. تختنق..

أورسا "ماذا... هل إستعدت وعيك؟ بهذه السرعة .. إنك 
مذهلة حتى النهاية.. وهذا مالا يعجبني، من تظنين نفسك!
دنيا تصرخ "من أنت دعوني أذهب لماذا أحضرتموني إلى هنا " 
أورسا" إخفضي صوتك"،"كان يجب أن أغلق فمك أيضا" وأكملت موجهتا كلامها لشخص أخر "هاي أنت أغلق فمها" 
دنيا بصوت عال جدا "إبتعدو عني لا تقطع رأسه لا لا . 
أورسا "تبا لها لن تكف عن الصراخ" استأنفت حديثها مع الشخص الآخر "سننتظر حتى تأتي رانيا نسلمها اياها ونرحل" أومأ برأسه واتجه نحو الباب ليراقب إلا أنه لمح هاني في آخر الرواق.. فذهب ليخبرها بسرعة
أورسا: " ماذااا! اللعنة هيا نخرج من هنا قبل أن يأتي شخص ما .. إن إكتشفوا أمرنا سنطرد من المدرسة حتماا" 
الشخص:" هل تمزحين الآن؟ هل أحضرناها من أجل 
الاشيء؟ كما أنها لم تقترف أي خطأ معك!!! لا أعرف لماذا تفعلين هذا حتى! هااي أورسا ركزي قليلا إن تصرفك المتهور هذا سيجعلك تغادرين هذه العصابة وسأكون أنا أول من يطردك" 
أورسا: "أصمت ودعني أفكر! لابد من أنهم لاحظو غيابها.. بهذه السرعة!؟ لو أقفلنا الباب لن يخطر ببال أحد أنها هنا"
الشخص: "ماذا! تريدين حجزها هنا!!، لم نتفق على هذا! كان الهدف من هذه العصابة هو أن لا يتجرأ أحد على أذينتا لا أن نؤذي الأشخاص البريئين!"
اورسا: "ومن قال لك أنها بريئة! تبا لك لا تتدخل في شيء لا تعرفه! أفعل ما أقوله لك وأقفل ذلك الباب قبل أن يصل هاني.. ولنخرج نحن من الباب خلفي!"
الشخص: "حسنا! ولكنك ستشرحين كل شيء لي"
اورسا: "حسنا حسنا.. هيا أسرع"

تداخلت الذكريات ببعضها.. هل لأنه نفس المكان المظلم الذي تنبعث منه رائحة التراب والوحدة الموحشة! تتخبط دنيا بين الماضي وما تعيشه الآن! كيف تنقذ نفسها من هذه الورطة ينفك اللاصق فوق فمها تحاول أن تتنفس تشعر كما لو أن الهواء توقف عن التدفق تبكي بحرقة وتصرخ " أرجوك.. أبي.. أرجوك أنقذني!! لا 
تفعل هذا دعني أذهب...أرجوك!" 

بينما كان هاني يسارع خطواته يلتفت هنا وهناك محاولا 
أن يعثر على دنيا.. سمع صوت صراخ بعيدا عنه .. توجه 
نحوه بتردد وخوف آملا أن لا يكون هذا الصراخ، صراخ  دنيا.
في مخزن المدرسة المظلم  يسمع هاني صوتا ما
هاني:  "أيعقل" ركض إليه ... الا أن الباب كان مغلقا يحاول فتحه يدفعه بقوة يأتيه صوتها.. يدفع بقوة أكبر.. بعد برهة لم يعد يسمع شيء.. يصرخ: "دنياا! هل أنت هناك!؟.. أتسمعينني!!" أصمدي قليلا بعد سآتي اليك !" ينظر من حوله لعله يجد شيء ما يكسر به الباب! لا شيء مفيد هناك يدفع بأعلى قوته مرة.. مرتان.. ثلاثة.. ينفتح لباب يسقط هاني أرضا! يقف مسرعا "دنيااا"
إقترب منها.. فك قيودها وأزال ذلك الوشاح عن عينها وقال "لابأس أنا هنا لا تخافي" 
دنيا بعينين دامعتين "إنه ينزف! أرجوك ساعده" 
هاني: "من؟ هل هناك شخص آخر غيرك محجوز هنا؟" التفت هنا وهناك ولكن لا أحد غيرهما" تفاجأ ولم يعرف بماذا يجيب هل تعي ما تقوله يا ترى..؟
اقتربت منه أمسكت بطرف قميصه.. كغريق يتمسك بقشة آملا أن ينجو.. كذلك أمسكت به ورددت "لا تتركني.. أرجوك.. لا ترحل!!" عانقها هاني لتشعر بالإطمئنان وليهدئ قلبها الذي كاد أن يقفز من مكانه خوفا ردد بهدوء "أنت بخير.. أنت بخير " 
دنيا تبكي "انا خائفة لا تتركني!"
هاني" لن أفعل.. سأحميك دائما.. سأكون بجانبك دائما"
 
أسامة مستمر في البحث عنها يركض بجنون هنا وهناك ينظر بين لحين والآخر لهاتفه، ربما يتصل به هاني.. تترد أفكار عديدة في مخيلته.. يخشى أن تكون أورسا فعلت شيئا.. ثم تخطر فكرة أخرى.. أنها بخير ربما تتسكع هنا وهناك.. هي بخير.. أجل سنجدها تضحك كعادتها!
"ولكن أين هيا... تبا كما لو أن الأرض انشقت وإبتلعتها .. وهاني لايتصل بي أيضا هل لازال يبحث عنها.." التفت ورائه باب المخزن مفتوح! تقدم نحوه خطوات متتالية مسرعة.. ثم توقف إعتراه شعور غريب.. أراد أن يبعدهما عن بعضهما..  ظن أنها تكره هاني.. وأنها ربما..
إنقبض قلبه وشعر كما لو أنه يريد أن يلكم هاني .. شعور غريب، مزيج بين الغضب والغيرة.. إلا أن حقيقة أنها بخير الآن ولم يحصل لها شيء جعلته يتراجع وبخطوات متثاقلة غادر المكان.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 05, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فتاة عالقة في ذكريات الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن