"في هذه اللحظة، أستحضر حياتي الماضية، وأدرك أن الذاكرة نهر، نهرُ يجري إلى الوراء على الدوام." باولو كويلو.
إنتهى بها الحال ترسم تلك الورة الحمراء.. لم يكن يخطر على بالها أنه يمكن لتلك اللحظة التي غمرتها بالسعادة أن تفتح لها يوما ما أبواب التعاسة.. لقد ظنت أن اللحظات السعيدة ستستمر بإسعادها على مر الزمن.. لقذ أخطأت مجددا!.. مزقت الورقة ثم تأففت.. "لقد كانت مجرد كذبة" قالت.
سمعت دنيا صوت والدها فركضت لتحضن أباها كعادتها قبلته و قالت: "مرحبا بك"
قال "مرحبا صغيرتي" توجه إلى المطبخ مرددا "آه
كم أشعر بالجوع .. أعتذر لقد فوت عشاء العائلة كان لدى الكثير من العمل"
الأم " لا بأس"
اجتمعت العائلة حول الطاولة يتناقشون في مواضيع
مختلفة كما سأل الأب الأخ الأكبر عن يومه الدراسي بينما كانت دنيا تنظر له بشوق و تنتظر أن يسمح لها بالكلام نظر إليها بخوف و هو مدرك أنها لم تشفى بعد من تلك الحالة النفسية الناتجة عن ذكرياتها السيئة خاطب نفسه " هل ما أفعله هو الصواب يا ترى؟ أم كان علي أن أرسلها إلى الطبيب حتى تتعافى تماما ؟ و هل ذهابها إلى مدرسة جديدة خطأ ماذا لو حصل نفس الشى؟"
قاطعت دنيا تفكيره قائلة بهدوء "هل لي بسؤال؟"
الأب"طبعا ماذا هناك"
دنيا بتردد: "ما هو مرض التوحد هل هو خطير هل يمكن أن يموت صاحب المرض"
الأب:" مرض التوحد.،؟ صمت يفكر قليلا ثم أجاب"
أصاحب هذا المرض لا يستطيعون أن يتواصل بشكل جيد مع الناس.. يمتلكون ميزة جميلة تجعلهم يتذكرون بشكل جيد، كما أنه قد لا يكون خطيرا حد الموت ..ولكن لماذا تسالين عن هذا ؟ "
دنيا" آه لاشىء فقط مجرد سؤال عابر شكرا على الإجابة ..سأعود إلى غرفتي الآن "
عادت دنيا إلى غرفتها تفكر "إذا هو يعاني من مشاكل في التواصل .. لا أظن ذلك.. أعتقد أنه يحاول أن يبقى بعيدا عن من حوله فقط! ماذا لو أختبره ؟ لنكتشف ذلك غذا.."
في الصباح الباكر إستيقظت دنيا و تجهزت للمدرسة خرجت باكرا من دون فطور توجهت إلى منزل تلك الفتاة رانيا طرقت الباب غير متأكدة بأنه منزلها، فتحت إمراة الباب وقالت "متفاجأة من أنت؟ .
دنيا"عفوا ولكن هل هذا منزل رانيا؟"
السيدة "نعم هل أنت صديقتها الجديدة؟ "
دنيا" أجل هل يمكنك مناداتها"
السيدة تنادي" رانيا تعالي إلى هنا"
جاءت رانيا لتتفاجأ بدنيا أمام منزلها قالت" لم يحن موعد المدرسة بعد"
دنيا بحماس"أعلم و لكن أردت أن أسال عن منزل أسامة
فأنا جديدة كما تعلمين "
رانيا متفاجاة "أه إنه ذلك المنزل "وأشارة بيدها إلى منزل بجوار منزلها
دنيا "حسنا شكرا أراك في المدرسة"
توجهة دنيا الى المنزل طرقت الباب مرة وانتظرت ثم المرة الثانية بقوة أكبر.. بعد برهة فتح أسامة.. نظر لها متسائلا: "من أنت؟" شدت خده بقوة وبفضول قالت "صباح الخي.." صاح أسامة وقال: "يااا مابك هل أنت مجنونة ما الذي تفعلينه"
خاطبت دنيا نفسها "هو يصرخ حين يتألم كما أنه جاهز
للدفاع عن نفسه مريض التوحد لا يفعل هذا؟ أو ربما
يفعل! أحتاج إلى دراسة معمقة حول هذا الموضوع...
فاجأته ودخلت منزله دون حتى أن يسمح لها بذلك.
دخلت كما لو أنها تدخل إلى منزلها، هذا ما زاد من جنونه وقال بصوت مرتفع "من تظنين نفسك حتى تدخلي منزلي بهذه الطريقة ؟"
أجابت: "سمعت أنك مصاب بالتوحد ولكن فجأة أصبحت
متأكدة من أنك شخص طبيعي جدا..! "
وقبل أن يتفوه بحرف قالت أمه بعد أن جاءت لترى ما هذه الضجة قالت: "أهناك خطب ما أسامة ؟"
أسامة: " لا الأمر فقط أنها...
دنيا: مرحبا سيدتي أنا دنيا صديقة ابنك الجديدة كما أننا
ندرس في نفس الصف"
أم أسامة بابتسامة عريضة "مرحبا بك .. نحن نتناول فطورنا هلا إنضممت لنا"
دنيا: "بكل سرور"
كان أسامة يحترق غضبا من طريقتها في الدخول إلى
عالمه دون إستأذان.
نظرت دنيا إليه نظرة استفزاز و قالت بعد أن إبتعدت أمه
بضع خطوات " إن لم تجبني على سؤالي سأسأل أمك"
أسامة: "إياك أن تتفوهي بنصف كلمة"
دنيا" أجب إذا"
الأم" هيا يا أطفاال إلى الطاولة"
بعد تناول الفطور خرج كلا من أسامة و دنيا متجهين إلى
المدرسة و خلال الطريق أكملا حديثهما
دنيا" ألن تجيب؟"
أسامة" لماذا تهتمين أيتها المستجدة؟"
دنيا" ببساطة لأنك زميلي في الصف"
أسامة "حسنا يمكن تغيير ذلك إن أردت ..
دنيا "إذا أنت لست مريضا..!"
أسامة" هذا لا يعنيك"
دنيا" أحمق.. تبا لك"
تقدمت بخطوات سريعة لتسبقه بينما أكمل أسامة طريقه بخطوات متثاقلة يرجو أن تبتعد دنيا أكثر عنه، راح يفكر " لماذا فعلت ذلك ؟ لماذا لم تكرهني كما يفعل الجميع؟ إنها محقة بسؤالها أحقا أنا مريض أم أدعي ذلك أمام زملائي فقط. "
دخلا الصف كانت دنيا و أسامة يتنافسان على الإجابة مما جعل ذلك يثير حيرة الأستاذة هي تعلم أن درجات أسامه عالية ولكن هو لا يشارك ولا يتنافس هو ببساطة يتجنب الجميع ويرفض أن يتكلم مع أي كان ولكن ما الذي جعله يتغير بين ليلة وضحاها؟
دق جرس الإستراحة، خرج الجميع ليلعبو اتجهت دنيا نحو الباب للخروج إلى الساحة و لكن إنتبهت أن أسامة لم يخرج بعد، إلتفتت وقالت له
"ألن تخرج ؟"
أجاب: "دعيني وشأني"
دنيا: "ولكني أريد أن ألعب معك" توجهة نحوه، أمسكت يده وركضت معه حتى وصلا إلى الساحة وقالت لجميع زملائها "سنلعب لعبة أمسك بي من يريد أن ينضم لنا؟"
أسامة " هل جننتي؟ قلت دعيني وشأني!!"
قال الجميع هياا سنلعب كلنا
دنيا حسنااا " إلتفتت له وقالت " ستلعب! و إن فزت
سأتركك وشأنك ..ما رأيك ؟"
أسامة" و إن لم أفز؟"
دنيا" كل ما في الأمر هو أنني أحتاج لأن أتأكد .. إفعل ما
أقوله لك أو أجب عن السؤال"
أسامة " تبا لك ..سأفوز و ستدعينني و شأني،
دنيا" سنرى ذلك".
___________________________________________يتبع...
أنت تقرأ
فتاة عالقة في ذكريات الماضي
Romanceقصة فتاة عالقة في ذكريات الماضي! ولكنها منقحة من طرف الكاتبة نفسها! وبحلة جديدة ومشوقة أكثر! كل يوم بارت جديد بإذن الله