تحركت بلقيس إليها وقالت:
- إذًا انتِ هنا.
= لا وقت لذلك سأقُصُّ عليكِ موضوع بإختصار شديد.
قصت جميلة لها ثم قالت:
= الآن علينا أن نُطبق قواعد القصر.
ثم نظرت إلى فاطمة وهزت رأسها لتقول فاطمة:
= هيا بنا إلى صدقي باشا.
- من هذا؟
ردت جميلة:
= أنه صاحب القصر ووالد جولنار ، أذهبِ إليه تجمعنا بعد منتصف الليل.
****.
طرقت فاطمة الباب ودخلت عندما سُمح لها بالدخول ، قدمت له بلقيس قائلة:
- جولنار هانم كانت تريد خادمة ومن المفترض أن تكون هنا بعد الحفل ولكن أعذرني سيدى لبيت أنا الموضوع.
= مرحبًا بكِ ياإبنتى.
ثم توجه وجه إلى النافذة وأخذ يُكمل سيجارته ، خرجا فاطمة وبلقيس ثم قالت فاطمة فى همس:
- بعد منتصف الليل أما الآن سنذهب إلى كبيرة الخدم لتعرض عليكِ مهامك.
****.
في هدوء منتصف الليل تسحبت جميلة إلى غرفه جولنار وبعد فترة قصيرة دخلت فاطمة وبلقيس ، توجهت فاطمة إلى ستائر النوافذ والشرفة لتغلقها ثم أضاءت الشموع ، جلست جميلة على المكتب وأمامها بلقيس قائله:
- اتعرفين القراءة والكتابة؟
هزت بلقيس رأسها بنعم
- ممتاز ، الآن أريد أن أعرف كل شيء عن المنظومة.
وجهت رأسها إلي فاطمة ، قالت فاطمة فى إرتباك:
= حسنًا تعلمين أن سيدتي تكنُّ كل البغض للعثمانيين والإستعمار العثماني وهذا الإنضمام شكلي اما الإنضمام الفعلي من أجل فتاتها.
قاطعتها جميلة قائله في حدة:
- من ولدها؟
= جنرال تابع للمنظومة ولكنه أختفي من فترة طويلة ويُقال أنه خارج البلاد.
بلقيس:
- إلى أين ؟
= البلاد العثمانية.
جميلة:
- أريد الانضمام لهذه المنظومة
= لا يمكنك أنها فقط للنبلاء.
- ماذا تقصدين نبلاء أليس البلد ملك للجميع بدون طبقات!
= لا أعلم جميلة ولكن أعرف أنها للنبلاء فقط.
أخذت جميلة تفكر لوهلة وعيون فاطمة وبلقيس عليها وقالت لبلقيس:
- أتذكرين ذلك الشاب الوسيم؟
قالت بلقيس فى لهفه:
= محمد.
- نعم هل تعرفِ عنه شيء؟
= لا ليس الكثير غير أنه يتيم وإعتنت به المنظمة الخيرية ، أنه شخص كتوم وقليل الحديث.
- حسنًا أنه الآن حر طليق دورك أنتِ الوصول إليه ولكن إحذري الوقوع فى حبه.
****.صباح الجمعة تحركت كل واحدة منهن إلى عملها داخل القصر ، نسبة التقاءهن قليلة ولأن جميلة من الأصل هي واحدة من خدم خديجة.
جميلة داخل غرفة خديجة تمسك صحن الماء واقفة مع باقي الخدم لتبدأ خديجة روتينها اليومي المعتاد.
إنتهت خديجة وسمحت لهن بالمغادرة ماعدا جميلة ، إنتظرت خروج الخدم ومن ثم قالت:
- مذكرات جولنار.
توترت جميلة ولكنها قالت بثقة:
= لم أستطع الوصول إليها ، أعتذر منك سيدتي.
إنحنت لها وغادرت.
*****.
مساء الجمعة
ذهبت جميلة إلى غرفه خديجة من أجل روتين خديجة ما قبل النوم ، جلست خديجة على كرسي أمام المرآة لتتقدم واحدة من الخدم وتمشط لها شعرها وتقدمت الآخرى بفستان النوم ترتديه وتستلقى على السرير ، إنحني لها الخدم وبدأت وحده تلو الاخرى تنصرف ، بطئت جميلة حركتها وخطواتها حتى أنصرف الخدم وتوجهت هى إلى غرفة جولنار ، كانت فاطمة بالفعل فى إنتظارها ، سألت جميلة عن عدم تواجد بلقيس ردت فاطمة أنها لم تنهي عملها بعد.
- المنظومة أين طريقها؟
= قلت لكِ نبلاء فقط.
- حسنًا الليلة ساعديني على ترك القصر وسوف أعود فى الصباح الباكر.
قامت جميلة إلى خزانة الملابس وأختارت فستان قصير فضى اللون وازالت دبوس شعرها لينسدل شعرها على ظهرها ثم جلست أمام المرآة تهيئ شكلها وطلبت من فاطمة أحمر شفاة لامع اللون.
*****.
الباب الخلفي من المطبخ حيث تقف جميلة ترتدى الفستان ومن فوقيه عباءة بجانبها فاطمة وبلقيس ، قالت جميلة:
- بلقيس إذا لم أعد فى الصباح الباكر أبحثِ عنى.
نظرت إلى فاطمة وقالت: هيا بنا.
أمام البار دخلت جميلة وشعورها مختلط من بين الخوف و التوتر و القلق ، صوت الموسيقى تعلو والضحكات و الراقصات كذلك ، داخل البار كل أعيان ونبلاء البلاد.
بدأت خطواتها بخوف تلتفت حولها لا تصدق ما تراه عينيها أنه أشبه بمشاهد التى نراها على التلفاز ، قال لها أحد الجالسين:
- أيتها الجميلة لماذا لا تأتين للشرب الخمر معى.
إنتفضت جميلة ونظرت له فى قلق ورجعت فى خطواتها إلى الوراء حتى إصطدم ظهرها بشخص ألتفت له إبتسم لها ومن وسامته أنشدت له قال لها:
- أول مرة اراكِ هنا.
ثم نظر لها من أعلى إلى أسفل حركت يدها لتغطى باقى أرجلها فى كسوف وقالت: احم احم.
ثم تركته وذهبت إبتسم إبتسامة خافيه وبدأ فى مراقبتها.
تتجول جميلة داخل البار تحاول أن تتعرف على وجه الناس إذا كان أحد منهم يمر على القصر ، جلست على أحد الطاولات ومن خلفها طاولة ذلك الشاب الذي قام بمغازلتها يجلس مع أصدقائه ، نظر لأحد أصدقائه وهز له رأسه أبتسم الآخر وقام لها ووضع الكأس الخمر أمامها وقال:
- فاتح هذا هو أسمي ولدي من كبار التجار.
لمعت اعيون جميلة وقالت:
=صفيه أسمى هو صفية.
ثم إبتسمت
- أنتِ من هنا؟
= لا أنا من بلاد البلقان.
مد لها يده وقال:
- نرقص.
مدت يدها وذهبا إلى مسرح البار مع باقي الجمهور وبدأت الموسيقى وبدأ الجميع الرقص.
لمحت جميلة ذلك الشاب ينظر لهم في إبتسامة بسيطة ثم نظرت إلى فاتح في عينيه وقالت:
- من هذا؟
= اوه إنه غسان.
- غسان من؟
= فقط غسان.
أخذ يديها ودار بها ثم رجعت مرة أخرى إلى يده .
- صديقك.
= بلي صديقي.
توقفت الموسيقى وأنتهى الرقص وصفق الجميع بحرارة ، قال لها:
= أتردين الجلوس معنا؟
- أعتقد على الذهاب الآن.
= ولكن مازالت العروض مستمرة وأيضًا لم نتحدث سويًا.
- أتعرف ذلك المطعم الصغير فى وسط المدينة؟
= نعم أعرفه.
- غدًا نتقابل هناك.
تركته ثم ذهبت ، ذهب فاتح إلى الطاولة ليجلس قال غسان:
- من هي؟
= صفية ، أعتقد أن عيونها مثل عيون الصقر ، تستطيع أن تجذبها لنا أليس كذلك؟
أخذ رشفة من كأس الخمر وأكمل
- مثل مافعلت بجولنار.
ضحك حتى ضحك الجميع.
*****.
عادت جميلة إلى القصر وأستقبلتها فاطمة ثم ذهبا إلى غرفة جولنار وكانت بلقيس فى إنتظارهم ، قصت لهم ما حدث عن فاتح وغسان وعن مقابلتها غدًا معه وأكدت على فاطمة مساعدتها فى ترك القصر ، ردت بلقيس:
- ستدخلين إلى المنظومة عن طريق زواجك من فاتح ولكن هذا خطر.
= لن يدوم الخطر طويلاً.
مقبض الباب بدأ أن ينفتح تملك الرعب فى قلوب الفتيات قاموا فى فزع حتى إنفتح الباب ودخلت خديجة ووضعت الشمع على سطح المكتب وبدأت تبحث عن مذكرات جولنار ، تنظر بلقيس بطرف عينيها من الشرفة عليها وتوجه نظرها إلى خزانة الملابس حيث بها فاطمة وجميلة ، تبحث خديجة هنا وهناك حتى توقفت ونظرت إلى الشرفة لمحت بلقيس عينيها وهي تنظر إلى الشرفة ، تقدمت خديجة ببطء كتمت بلقيس أنفسها وأغلقت عينيها ، قالت خديجة: من يترك هذا ، الجو بارد.
أغلقت الشرفة وأخذت الشمع وأغلقت الباب ورأها بعد خروجها ، تنفست بلقيس بقوة وخرجت جميلة من الخزانة ومدت يدها لتساعد فاطمة ثم فتحت الشرفة لتخرج منها بلقيس التى قالت:
- كادت أن تكشفنا.
أنت تقرأ
في تمام الثامنة
Short Storyجلس يمسح يده من الدماء ، اخذ السكين الملقى على الأرض بحذر ليمسح من عليها آثار الدماء تاركًا الجثة تغرق فى دماؤها. تركها لينزل إلى صالة القصر وأخذ يتجول بين المدعوين وكأنه واحد منهم ، ينظر شمال و يمينًا حتى ترك القصر. تعالت أصوات الراقصات والموسيقي...