السادس عشر

18 4 0
                                    

زهراء سعد
~~~~

اردت ان ابتهج قليلاً فأرتديت فستاناً طويلاً فاقع اللون هذا اللون يذكرني بالشمس وفرصتنا الجديدة كل صباح لابد ان نقاوم الحزن والكآبة وخيبة الامل على امل ان يأتي جلال ويكون يوماً هانئاً

اختلقت صقة لأمي فستأذنت في الذهاب الى تهاني صديقتي ووافقت ببساطة ، كان الامر غريباً بعد ما حدث بيننا

في مكاننا المعتاد وقفت انظر الى قرص الشمس الأبدي وهو يغوص بالبحر ببطء وخيوطه الذهبية تلقي بنفسها متلألئة على صفحة المياه العريضة

لطالما احببت وقت الغروب لكني اراه كئيباً اليوم رغم كل محاولاتي في البعد عن الكأبة رأيت البحر وكأنه يعلن عن غضب مختبأ فيطرد كل العاشقين من الشاطئ وكأنه يفيقهم من وهمهم الكبير الى الحقيقة الصادمة

نظرت في الساعة ، كما ضننت لن ياتي جلال
التفت كي اعود للبيت فأسطدمت به
نظرت اليه وابتسمت ابتسامه واسعة رغم كل شيء كانت فرحتي عارمة ، لاحظت انه هداء قليلاً

ربما تأكد ان مراد مجرد اخً لي ولن يكون اكثر من ذلك والا فلن ابعث برسالتي هذه معه قلت

حياة : انا سعيدة لمجيئك
نظر الى عيني نظرة طويلة مليئة بالعتاب ولم يعلق ففعلت انا
حياة : الن تتكلم بعد كل هذا الغياب لقد اشتقت لك يا جلال لقد مرت تقريباً سنة
جلال : لم استطع ان ازيف مشاعري يا حياة
حياة : تزيف مشاعرك ؟ الم تعد تحبني ؟

اشار الي ان نجلس على المقعد الخشبي القريب وقال في طريقنا : لم اقل ذلك ، كنتُ غاضباً واختلطت كثيراً من المشاعر عند الوصول لهذه المرحلة يكون الصمت أفضل من كل الكلام
حياة : والان هل تعلم مشاعرك ؟
جلال : نعم والا ماجئت الى هنا
حياة : اشتقت لك كثيراً

التفت الي ونظر لي في ثبات وتغيرت نبرة صوته الى جلال الذي اعرفه
جلال : ماذا فعلتِ في هذه السنة ؟
حياة : لعبت الأفكار برأسي وذهبت افكاري في زوبعة من الندم والألم والضياع ثم بكت روحي واشتكيتك اليك ماذا تظن الا ترى انك مخبأي وملجأي وملاذي ، واعلم انك تعلم مافي قلبي دون حتى ان اتحدث

جلال : انا احبكِ يا حياة ولا اريد سواكِ
انهمرت دموعي وكدت اطير من الفرح ، اخرج منديله القماش وجفف دموعي وقال

جلال : جدكِ دائماً كان يقول لي ستعرف ماتحبه وانت مشغول بأمور اخرى
حياة : وهل عرفت ؟
جلال : بعد ان تشاجرنا قررت ان انسى الامر برمته انهمكت بخدمتي في الجيش وفي العمليات التي كلفت بها فالأخبار لا تنقطع عن الجبهة والشهداء والجرحى كذلك لا تتوقف اعدادهم ، الشك يملأ البعض هل سنحارب ؟
واذا حاربنا هل سننتصر ؟
كثير من الأسئلة والامال ، لكنني لم انقطع مع هذا عن التفكير فيكِ وفي مستقبلنا انا حقاً اريدكِ ولا اريد سواكِ
حياة : لا استطيع ان اصف مدى سعادتي

السر القديم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن