الحادي عشر

19 4 0
                                    

زهراء سعد
~~~

الام : يا حياة هيا استعدي للذهاب لسوق السمك اريد دنيس طازج كما علمتك
قهقه جدي قائلا: وداد  لن ترحمك سوف تعاقبك على عدم عمل الرضاعه انها تريدك ست بيت ماهره لكن اخبريني لماذا كنت تصرخين ؟

نظرت اليه في استسلام ورغبت ان اخبره بكل شيء لكني لم استطع ربما خوفا عليه او عليهم جميعا لا اعلم
فقلت له: لا شيء لقد خيل الي اني ارى قطه ساذهب لسوق السمك يا جدي
الجد : لا تتاخري لقد احضر لي جلال روايه ميرامار هديه قبل ذهابه للجهاديه
حياة : متى جاء بها ولماذا لم يقل لي ولماذا لم اره؟
ابتسم جدي لما راى لهفتي فاستحيت منه وما كان مني سوى ان غادرت مسرعه دون ان انتظر الاجابه لارتدي ملابسي قاصده سوق السمك هبطت بضع درجات فوجدت مراد يغلق باب شقته مغادرا تعمدت ان القي سلاما عابرا فضميري يؤنبني كثيرا منذ غضب جلال لكنه سبقني

‏بقوله : سعيده يا حياه اراك واجمه قليلا هل الجد بصحه جيده ؟
‏حياة : نحمد الله بخير لكن اتراني واجمه ؟
‏مراد : وساهمتا ايضا
نظرت اليه بتفحص وفي داخلي دهشه غريبه من فكره وجوده امامي هكذا في كل مره وهمست لنفسي لماذا لا احكي له ما ارى ربما خلصني من هذا او حتى ساعدني في تفسيره كما خلصني من ورطه المفتاح وماذا عن جلال انا لا افعل شيئا خطا لكنه لا يزال رجل لا اعرفه ولا اعرف عنه سوى انه ساكن جديد لا يوجد بيننا غير السلام اما الكلام فلا يجب ان يسير على هذا النمط لكن الذنب ليس ذنبي فقد اضطررت لطلب المساعده منه في اول لقاء بيننا وكسر الحاجز الذي ينتظر الناس شهورا كي يكسر بينهم ومن ثم يطلبون المساعده تصيبنا الحيره الشديده ويبدو علي مستغرقه في التفكير كما يقول ولهذا فانا لا املك خيارا اخر سافعل ما يمنيه علي قلبي المرتعد

مراد : انت حقا شارده يا حياه
انتبهت وقد اخذت قراري : انا ذاهبه لسوق السمك الان نظر متعجبا لا يفهم ماذا اقصد فاكملت قابلني هناك وكانها مصادفه ساحكي لك

لم انتظر جوابه ومضيت سريعا لاحضر السمك وبعد برهه صغيره عند العم مصري السماك والذي تربطه علاقه بجميع افراد اسرتي

صاح مراد : انسه حياه كيف احوالكم
حياة : مراد جميعنا بخير والحمد لله
اعطاني عم مصري السمك وظل محدقا في مراد
وقال انت الفلسطيني المستاجر الجديد في حاره اليهود
مراد : نعم انا
السماك : اهلا باحبابنا ربنا يخلصنا من هذا الهم يا ابني
مراد : مرحبا امين يا حج مصري

والتفت الي بتلقائيه وقال : دعيني احمل السمك عنك
كان يمثل دوره باتقان غريب جعلني اتعجب منه بعض الشيء لكنني فرحت في نهايه المطاف فلم تكن هنالك طريقه لاخباره الا هكذا مضينا في طريقنا بدون ان نثير ريبه احد فمجتمع بورسعيد الصغير يحفظ كل فرد فيه اشار الي لنعبر الطرق فنسلك طريق البحر ونتحدث

مراد : اسمعكِ يا حياة
انفتح فمي وانطلقت منه الكلمات دون توقف للمرة الاولى اخبرته في كل ما رأيته في يوم المفتاح وحتى اليوم اخبرته بكل ما اشعر به وبحجم الخوف الذي يسكن روحي ازاء كل ذلك حتى توقف فجأة وارتسمت ملامحة بالقلق

السر القديم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن