✰بارت2 ✰

8 0 0
                                    

✰ بارت 2 ✰
____________________________________________

و استيقظ تامر من ذكرياته على صوت محرك سيارة يقترب ..
نظر للخلف ليجد سيارة جيب حديثة قاتمة الزجاج تقترب من الشاطئ و تتوقف غير بعيد عن سيارته الفخمة ..
و بحركة خفية تحسس مسدسه تحت قميصه .. و نزل رجل اشيب لكنه غير عجوز من السيارة و يرتدي نظارة سوداء و تناول سلة مغطاة و قصبة صيد و اتجه بعيدا عنه نحو الصخور قليلة الارتفاع ..

ثم زفر بتوتر .. بات منذ الحادث الأليم شديد الشك كثير التوتر .. ولا احد يلومه ..

و عاد ينظر الى الصياد الأول الذي لا يزال كما عهده .. صامتا متحجرا ينتظر سمكة ما ..

و ترك العنان مرة اخرى لذكرياته اللذيذة ..

حتى نهاية المرحلة قبل الأخيرة لم يكن قد عرف اسمها بعد ..

و كأن القدر كان يحارب لصالحه .. فقد سمعا صوت فادي ينادي قربهما : شيرين .. تعالي معي .. اريد ان اذهب لماما .

قالت له بتبرم : انتظر قليلا .. قاربنا انهاء اللعبة .

قال محتجا : اريد ماما .

قال تامر : سأرسلك الى ماما لكن تعال و شاهد كيف نقتل الزعيم .

و نجح في شد انتباه الفتى الصغير فقد جاء و وقف يشاهد ما يجري .. كانت حقيقة مرحلة صعبة جدا و طويلة ..
لكنها كانت اسعد لحظات بحق بالنسبة لتامر فقد كانت تتفاعل معه دون حواجز تذكر .. و تنبهه للمهاجمين و تصيح بسعادة لكل تقدم يحرزانه معا ..

و عندما فازا بصعوبة بالغة على الزعيم صرخت بفرح رافعة قبضتاها عاليا ..

ضحك هو بفرح .. كانت متألقة كملاك حقيقي بضحكتها و فرحها ..

و قال لها : ما رأيك ان نتناول الايس كريم قبل ان اوصلكما الى والديكما ؟

قالت بعفوية : اوكي ..

اختار لهما طاولة فاخرة من الدرجة الأولى و طلب افخر أنواع الايس كريم لهما و له .. و كان على الطاولة كراس ملاحظات و اربع قوائم طعام و زهرية جميلة بها ازهار جميلة جدا..

طاولة تليق بالوزراء بحق .. كان يحاسب عنهما دون ان يجعلهما يلاحظا هذا .

و أبدت اعجابها بالآيس كريم و احس بحس رجل الاعمال بان الموضوع غير مناسب لذا لم يخض به كثيرا بل سألها عن مدرستها و كعادة البنات المراهقات راحت تتحدث عن الدروس و المدرسات و فلانة فعلت كذا و انا فعلت كذا مع المدرسة التي عاقبتني .. و غير ذلك

كان يجاريها بلباقة و في نفس الوقت يقوم بالرسم على الورقة التي امامه ..

لا يدري كيف .. لكنه وجد انه رسم وجها قريبا للغاية من وجهها .. و قبل ان يدرك الامر كانت تنظر الى الرسم قائلة بدهشة : واو .. انت فنان .

قال مبتسما بحرج: انها مجرد خربشات .

احس بأناملها الرقيقة تسحب الورقة من بين يديه ..
و تتطلع بالرسم بدهشة لم تزل و تقول : خربشة ؟ انها جميلة جدا جدا .. لو كنت ارسم نصف هذه الدقة لصرت فنانة .

نصف الملائكة الأخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن