____________________________________________في غرفته كان تامر يمسك رأسه بين كفيه و دموعه تسيل بلا وعي ..
شهران مرا منذ وفاة ميساء ..
شهران من عذاب لا يطاق ..
شهران من شوق لا يبرد ..
كم يشتاق لمجرد سماع صوتها ..
لمسة يدها ..
بسمتها ..
مستعد لان يتقطع الف الف مرة مقابل ان تعود له ميساء دقيقة واحدة..
دقيقة فقط ..
بل نصف دقيقة ..
ثوان تطفئ النار المتأججة في فواده الكسير ..
اه ما اقسى الحياة ..
لماذا تتركه وحيدا يتعذب؟
لماذا تحرمه من ميساء؟
كانت الدنيا تغيم امام عينيه ..
و رفع بصره الى الغرفة يتأملها ..
لقد حرموه من مجرد صورتها .. ملابسها .. ادواتها .. فيدويهاتا .. كل شيء ..
كل اثر لميساء اختفى ..
و عبثا حاول العثور على شيء لها ..
لقد اتقنوا الامر تماما ..
حتى الخدم يرفضون الافصاح عن شيء بامر من الاب و الام ..
و وقع بصره على اللعبة المركونة في الزاوية ..
و برز له من خلفها شعر اشقر و عيون زرقاء .. و مفترق طرق مرسومة كضباب هلامي .. رسومات ما و فتى ما جميل كملاك بلا ملامح ..
و فادي ..
اسم يقرع اجراسا في ذاكرته المحطمة لا يدري ما تكون ..و عاد يطرق الما و حزنا ..
و سمع صوت نقرات على الباب ..
و سمع صوت الباب يفتح و اقدام تخطو نحوه ..
لم يكن يكترث لمن يخرج او يدخل عنده ..
شيء ما جعله يرفع رأسه قليلا ليرى شقيقته الاصغر منه تقترب منه دون ملامح حزن كما العادة .. لم يكن قد فقد ذكاءه لذلك ادرك انها تكتم حزنها بقوة تحسد عليها ..
و جلست قربه صامتة قليلا ثم قالت : اليس ما تفعله جريمة بحق اولادك؟ اليس من حقهم ان تعوضهم عن امهم ام انك تريد ان يفقدوا الام و الاب معا؟ اليس في قلبك رحمة؟.. الى متى ستتعذب و تعذبهم ؟..
قال متهدج الصوت : ليس بيدي يا حنان .. اقسم لك انه ليس بيدي .
قال : بل بيدك .. بيدك لا بيد غيرك .
قال : انا ادرى بنفسي يا حنان .
قالت : بل لا تعرف عن نفسك شيئا ..
و نهضت قائلة : لن يكون خيارك بعد اليوم .. بل خيار اولادك ..
و في تلك اللحظة دخلت امه تحمل فادي الصغير و تلحق بها يارا و نسرين متعلقتان بثوبها و اقتربت من تامر و وضعت فادي الصغير بين ذراعيه و بناته يحطن به باكيات .. و راح الصغير يحاول الامساك بوجه ابيه و احس تامر بالكف الدقيقة الناعمة تلامس وجههة بلطف و الطفل يناغي والده بصوت رقيق اخاذ رغم ان شعر لحية تامر النامي اذى بشرته الناعمة .. و احتضن تامر طفله غامرا وجهه بالقبلات و دموعه تتساقط على وجهه .. و ضم اليه بناته الصغيرات بحنان كبير و حزن اكبر ..و وقفت الام و الاخت تراقبان بحزن صامت ما يجري .. سيكون المشوار طويلا في سبيل عودة تامر لهم ..
لكن سيمضون به حتى النهاية ..
أنت تقرأ
نصف الملائكة الأخر
Fiction généraleهي رواية جميلة ( مكتملة ) ما بين الدراما و الرومنسية و بعض المواقف الصعبة المثيرة + 12