||لا أطيقه||

161 15 6
                                    

اليوم التالي

*مبنى المدرسة*
بدأ الطلبة بإخراج لباس الرياضة الخاص بهم من خزانتهم.
توجهت سومين نحو خزانتها
فتحتها
أمسكت بلباسها الرياضيّ لتجد بأن قميصها مفقود.
ألقت نظرات القلق حولها ليسأل جونقهان الذي كان يقف بجانب الباب الخلفيّ للفصل:
"ماذا هناك سومين؟"
نفت الأخرى برأسها بأن لا شيء هناك وقالت:
"يمكنك المغادرة أولًا"
"أوكي!~"

"أنا متأكدة أنني وضعته هنا" ، تحدثت بها سومين مع نفسها وهي تُغلق خزانتها وتتجه نحو حقيبتها:
"أيعقل بأنني وضعته في حقيبتي؟"
وضعت حقيبتها فوق طاولتها لتبحث بداخلها ولكنها لم تجد شيئًا لتسمع صوت صديقتها ميشا خلفها:
"أووي سومين-اه! ماذا بكِ لماذا لا تأتين؟"
التفتت المعنية لتجد سنقتشول يقف بجوار صديقتها، والذي نبس باستفزاز يرفع حاجبيه يدّعي التساؤل:
"ماذا؟ هل أضعتِ قميصكِ؟"
قطّبت الأخرى حاجباها وسارت بغضب نحوه.
دفعت كتفه بيدها والذي بدوره لم يتزحزح إلا إنشًا وقالت:
"أنت من أخذ قميصي، أليس كذلك؟"
"ماذا تفعلين سومين، اهدأي-"
قالتها ميشا ليُقاطعها اسكوبس يقول بابتسامة خفيفة على شفتيه:
"أليس من الأفضل أن تمارسي الرياضة عارية الصدر؟"
فأمسكت سومين بياقته وقد نفذ صبرها وهي تقول بين أسنانها الغاضبة:
"أيها الـ-"
قاطعها صوت المدرب وهو يقول:
"مهلًا أيها الطلبة! ما الذي تفعلونه هنا؟! تحركوا أمامي الآن!"
فتركت سومين ياقة القابع أمامها بقوة وسارت مبتعدة عنه بينما تُسرع صديقتها خطواتها بعدما ألقت بنظراتها المترددة نحو اسكوبس الذي كان يتفحص تلك الغاضبة وهي تسير مبتعدة.
.....
بينما الجميع يغير ملابسه، ذهبت سومين الى المدرب لتقول:
"مدرب جينيونغ"
التفت المُنادى الذي كان مُنشغلًا بنتظيم أدوات الرياضة:
"ماذا هناك سومين؟ لا أراكِ ترتدين لباسكِ"
"أجل، أشعرُ بالإعياء.. أخشى بأنني لن استطيع الانظمام"
"بالطبع، عليكِ الراحة!.. يمكنكِ الذهاب الى غرفة التمريض وأخذ قسطًا من الراحة"
انحنت الأخرى تشكره ليُربت خلف ظهرها يبتسم بلطف:
"لا عليكِ"

بعد مغادرة سومين، بدأت حصة التربية البدنية ولكن سألت ميشا التي نظرت حولها باحثة:
"ولكن مدرب جينيونغ، أين ذهبت سومين؟"
أجاب المدرب وهو يتأكد بأن جميع الطلبة يرتدون لباسهم:
"قالت بأنها متعبة لهذا هي في مستوصف المدرسة"
....
*بعد انتهاء الحصة*

سارت ميشا مسرعة قاصدة الذهاب الى صديقتها ولكن استوقفها سنقتشول يمسك بمعصم يدها:
"انتظري لحظة!"
قالها وغادر راكضًا للحظة بينما الأخرى فقط لا تفهم ما يحدث.
عاد الآخر ومعه بيده حليب فراولة، مدّ يده:
"هاكِ"
"ولكني أُفَضِّل حليب الموز"

"ليس لكِ بل لسومين"
قالها وهو يضع ما بيده داخل كف القابعة أمامه ، ثم لفّ ذراعه حول كتفها يقول:
"هيّا، لنذهب إليها"
وأضاف:
"وأيضًا، لا تخبريها أن حليب الفراولة مني.. أدّعي بأنكِ من اشتراه"
أومأت ميشا بلا فهم لما يجري بينما تسير معه.
دخلا مستوصف المدرسة لينحنوا للممرضة التي قالت بنبرة تساؤل:
"تبحثون عن سومين؟"
اومأت ميشا بينما ادّعى الآخر بعدم اهتمام، لتُشير الممرضة بيدها باسمة:
"إنها هنا"
فتحت ميشا الستار لترى الأخرى منشغلة بهاتفها ولكن سرعان ما نقلت أنظارها من هاتفها الى القابعة أمامها لتنتفض جالسة بطاقة مندفعة في نبرتها:
"أرأيتِ ما حدث؟؟؟؟ اخبرتكِ بأنهـ-"
بقيت ميشا تُشير لها بعدم الحديث الآن ولكنها لم تلحظ ذلك إلا بعدما قاطعها سنقتشول بدخوله خلف ميشا مبتسمًا بخفة.
نظرت سومين له بتعجب ثم لميشا التي بقيت تتوسل بملامح وجهها، ثم قالت تُشير بين يدي صديقتها:
"وااه أقمتِ بشراء حليب الفراولة من أجلي؟"
*سحبته من يدها*
"شكرًا! سأستمتع في شربه!"
وقامت بغرس ماصة الحليب على الغطاء لتبدأ بشربه بينما تشول يراقبها بصمت الى ان انهت من الحليب:
"هل تشعرين بتحسن؟"
سألها بكل هدوء بينما يضع يديه في جيب بنطاله يدّعي عدم الاهتمام -للمرة المليون-
أجابته سومين بسخرية:
"كيف لي أن أشعر بتحسن وأنت أمام ناظريّ"
ألقى الآخر نظراته اليها بغضب طفيف:
"أنا حقًا أحاول التصرف معكِ بلين ولكنكِ فقط تفسدين كل شيء!"
" لستُ بحاجة الى لينك"
"أنا من اشترى لكِ هذا"
قالها ينظر الى حليب الفراولة الذي بيدها، لتتغير ملامح الأخرى الى واحدة حرجة.
نقلت أنظارها من الذي بين يديها الى صديقتها التي كادت ان تقول شيئًا ولكن سبقها تشول في قوله:
"أنا طلبتُ منها التظاهر"
لتنقل سومين رؤياها الى القابع أمامها بتردد ملحوظ ثم قالت بحرج:
"شـكرًا على الحليب"
لم يقل الآخر شيئًا، فقط اكتفى بالحفاظ على ملامحه الثابتة وغادر المكان مسرعًا الى السلالم.
أمسك بصدره يُحدّث نفسه:
"هيّا أيها القلب توقف عن النبض هكذا، أنت تُخيفُني"
ثم أمسك بأُذنيه التي احمرّت بخجل وتذمر:
"اللعنة ما خطبي!"

..في نفس الوقت عند غرفة التمريض..
"ماذا دهاه؟"
تسائلت بها ميشا وهي تنظر لمكان اسكوبس الذي غادر منه، ثم التفتت الى صديقتها تقول:
"لا يهم"
واضافت تهمس:
"لقد صُدمت عندما سمعته يقول ذلك!!-"
"أخبرتكِ بأنه مختل منحرف!!"
ردّت بها سومين بهمس.
"بدأتُ أخاف منه، ماذا لو يقوم باستدراجي طيل هذه السنين كي يفعل ما يدور في فكره؟"
"لا لا، إنه بالفعل يعتبركِ كصديقة. استطيع الشعور بذلك من خلال نظراته نحوك"
"أتعتقدين لهذا السبب جميع فتيات المدرسة يحبونه؟"
"من الممكن أن يكون من إحدى اسباب إعجابهن به، بالإضافة أنه حسن المظهر ولديه بُنية رياضيّة وأيضًا غنيّ"
"وااه، يبدو أنكِ من إحدى المعجبات به-"
قاطعتها الأخرى بضربها:
" اخرسِ! أنا أقول ما يراه الجميع!"
لتقول ميشا تحاول إغاضة صديقتها:
"ولكني لا أرى ذلك"
"وااه كم انتِ شقية!"
فأطلقت ضحكتها على وجه صديقتها.
...

عادت سومين الى صفّها لترى كعكة على مقعدها.
أمسكت بها بتساؤل تنقل أنظارها لمن حولها لتسأل زميلتها التي خلفها:
"أهذه لي؟"
لتجيب بلطف:
"أظن ذلك بما أنها فوق مقعدك"
"من وضعها؟.."، تمتمت بها بصوت غير مسموع.
ثم توجهت الى الصف المجاور لترى صديقتها تتحدث مع أحد الاصدقاء لتقول:
"أوي ميشا!"
التفتت المدعوة:
"ماذا هناك؟"
"أين سنقتشول؟"
"لقد غادر بسبب اجتماع عمل والده، لماذا؟"
"كنتُ اتسائل من وضع هذه الكعكة على مقعدي فظننتُ بأنه هو"، قالتها وهي تنظر لما في يدها.
ميشا بتفكير:
"ليس هو من وضعها.. ربما شخص من الصفين وضعها بما أنك غادرتِ حصة التمارين الرياضية"
"أشعرُ بأنه هناك شيء غريب حيال هذا.."



|| what is life? ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن